باريس - مارينا منصف
اعتاد الفنان ستيورات باترسون على أن توقفه الجمارك دائمًا وتسأله عما تحتوي شاحنته، وهو يجيب دائمًا " مجرد حفنة من التحف القديمة التي لا يريدها الفرنسيون." وتشمل عادة مجموعته المرايا الملطخة في بقع الزئبق وطاولات الحديقة، والأقمشة المرقعة وأكوام من أدوات المائدة البيضاء.
ويشير ستيوارت " أبحث دائمًا عن القطع التي تجمع بين الجمال والقبح معًا، إنها الجمالية التي أحبها والتي تبعث في الرعشة، فأنا لا أبحث عن تحف قديمة جميلة جدًا أو متوقعة ولا أبحث عن القطع المهمة بل أبحث عن القطع التي تمتلك شخصيات فريدة لها."
ويسافر ستيورات إلى فرنسا خلال موسم سوق التحف القديمة في شاحنته مرة واحدة على الأقل في الشهر كي يبحث عن القطع القديمة، ويبيع عادة القطع التي يعثر عليها للتجار حتى يضعوها في محلاتهم في السوق، ويشير " أحب هذا الجزء من العمل، التمثل في التشويق والمطاردة." ويستطيع أيضًا أي شخص أن يشتري منه مباشرة، إما في منزله الواقع في جنوب لندن والذي يضم ورشة العمل الخاصة به أو في كشك سوق القطع القديمة الشهري.
وفتش جامع القطع القديمة كل العالم بحثا عن القطع المميزة، ولكن تبقى فرنسا هي المفضلة بالنسبة له، ويوضح " أحب الخاصية المحلية لتلك البلاد، فالأحياء المجاورة لبعضها لا تنتج نفس الجبن ولا نفس الأثاث، فكل منطقة لها أسلوبها الخاص وموادها."
ويبدأ سوق التحف القديمة في فرنسا بحلول عيد الفصح وينتهي في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، في كل يوم أحد سيكون هناك سوق للبيع وسط البلدات أو القرى، وتابع ستيورات " إذا كنت تقود في فرنسا، ووجدت لافتة بألوان النيون مكتوب عليها سوق للتحف القديمة، فستجد هناك أفضل القطع القديمة المتاحة للبيع."
ويتيح موقع brocabrac.fr المبيعات التي ستحصل في كل منطقة وعادة ما تعطي فكرة عن حجم الحدث، ويؤكد باترسون " إذا كان هناك 25 معرضًا في الحدث الواحد فلن أنهض من فراشي، أما إذا كان هناك 250 معرضًا فسأنام في الشاحنة، كي أكون أول شخص."
وتقدم مجلة علاء الدين الفرنسية أيضًا سردًا لهذه المعارض وبعضًا من الصور وتخطيط المسار الذي يقود اليها، وينصح سيتورات الناس بشراء أي قطعة يحبونها، فهم لن يحصلوا على فرصة ثانية فمجرد أن يمروا عنها ستكون قد بيعت ولن يجدوا أشياء يحبونها مثلها، وإن لم يتفقوا على السعر مع البائع فعليهم أن يتركوها.
وتحتوي ورشته اللندنية على عدد من التحف مثل مصباح مكتب قابل للتعديل فرنسي يعود للقرن ال20 بتصميم كلاسيكي اشتراه مقابل 5 يورو، ولكن بعد إضافة القليل من التعديلات عليه سيصل سعره إلى600 أو 700 يورو، وبالتالي فهذا عنصر مثالي لستيورات كي يملأ به سيارته قبل أن يعود بها لبريطانيا، في الوقت الذي بدأت فيه المصابيح البريطانية بغزو الأسواق الفرنسية.
ويعمل باترسون في بريطانيا من استديو كان في الأصل مصنع حقائب في العصر الفيكتوري في كامبرويل لندن، تحت اسطبلات مرصوفة بالحصى، ويؤدي الاستديو إلى منزله، ويضع فوق موقده نجفة مصنوعة من الخشب والفضة وحاوية معدنية، وقطع أخرى تعود للقرن ال18، وينصح جامعي القطع القديمة بتنظيمها في المنزل للعرض حسب الملمس أو اللون، حتى يظهر جمالها.
ويحث جامعو القطع القديمة الناس على استخدام الأشياء الجميلة وإصلاحها عند كسرها فهذا يضيف إلى قيمتها، ويمتلك الرجل قائمة في البازرات التي يفضلها منها معرض أردينغلي أنتيك لجامعي التحف ويقع غرب ساسكس ويفتتح أربع مرات في السنة برسم دخول 20 جنيه استرليني، ومعرض صنبري انتيك في كيمتون بارك مع أكثر من 700 صالة عرض أخرى تعرض قطعها ثاني ثلاثاء وأخر ثلاثاء.
ويزور أيضًا معرض باترسي بوت ولندن سيفلايزت في صالات عرضه الداخلية والخارجية المفتوحة كل أحد والتي غالبًا ما تبيع بسعر التكلفة، ومعرض نيوارك الدولي للتحف في نوتينغمشير والذي يقدم مجموعة واسعة تعقد حوالي ستة مرات في السنة وأحدها المقبل بين 2-3 حزيران/يونيو.
ولا يغيب عن معرض شيبتون جينت فيلا في سومرست المشهور بأدوات الطبخ، ومعرضه التالي الأحد 17 تموز/يوليو، إلى جانب معرض ماليفرن فيلا الذي يقدم أيضا السيراميك والأواني الزجاجية في نفس المكان، وفي فرنسا يحب معرض ايل دو ري المفتوح على مدار السنة في لا فلوت معرض لو مارشيه في باريس الذي يضم أكثر من 400 كشك يعقد كل يومي سبت وأحد على مدار السنة، بالإضافة لمعرض برادي ردي ليل السنوي والذي يعقد بين 3-4 أيلول/سبتمبر، وريديري دي هوسمان الذي يعقد مرتين في السنة، ومؤخرًا معرض ليه بوس دو كنال في ليون الذي يعقد الأحد شمال شرق المدينة.