لندن - كاتيا حداد
لا يخلو منزل حديث كان أو كلاسيكي من الفازات والمزهريات المتعددة الأشكال والألوان والتصاميم، وتختلف أشكالها وألوانها وأنواع المواد المصنوعة منها، ويتعدّد استخدامها. قطعة واحدة منها يمكنها أن تضيف جمالا وحيويّة إلى مساحتك أكثر مما تتصوّرين. وهذه الصناعة تحافظ عليها حتّى اليوم دار "غابياني" Gabbiani ، العلامة التي تشتهر عالميا بتصميم زجاج المورانو لتحويله إلى مزهريات، وطاسات، ومصابيح، وثريات ومفروشات فنية.
ما قد يجهله الكثيرون أنه في بداية الأمر كان للفازات والمزهريات استخدامات مختلفة عن الجمالية، إذ كانت تُستعمل مستوعبات للطعام والزيوت والماء والعطور والهدايا وحتى ككؤوس للجوائز، وحتّى يومنا هذا نستخدمها مستوعبات للأزهار من دون أن نلاحظ.. ولكن تحولت وظيفة المزهريات مع الزمن لتصبح أكثر جمالية وزينية للمنزل.
وفي اليونان القديمة كانت تعطى الفازات اليونانيّة الجميلة باعتبارها كؤوسا، حيث كانوا يملؤونها بزيت الزيتون المقدّس ويهدونها للفائزين في الألعاب الأولمبية. من هنا يأتي شكل الكأس كما هو عليه اليوم. ونرى أيضا كيف أصبحت المنافسة بين البلدان والعصور لمن يصنع أجمل الفازات. فتنوّعت أحجامها وألوانها وزخرفاتها ورسماتها والمواد المصنوعة منها. الرومان على سبيل المثال صنعوا فازات تعرف بـ "ميديسي وبورغيز"، وهي عبارة عن نصب تذكاريّة رخاميّة على شكل جرس وبعلو متر ونصف، مع النحت الغائر الذي يحكي قصصا وأساطير لشخصيات رومانيّة شهيرة.
إقرا ايضًا:
"المزهريات" تضفي مظهرًا جماليًا داخل المطبخ
أما الصين، فهي أول من اكتشفت مادة الخزف "البورسولان" والتي عُرفت عبر العصور بمجموعتها الخاصّة من المستوعبات للمجففات والورود. أما روسيا، فصنعت فازاتها من أحجار كريمة. بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، كانت فينيسيا وجزيرة مورانو في إيطاليا الوحيدة في أوروبا التي أكملت صنع الفازات من الزجاج، وخاصّة لأنها كانت تثير اهتمام الطبقة الأرستقراطية.
قد يهمك أيضًا: