باريس ـ مارينا منصف
عكفت زوجة المصمم الفرنسي الشهير "بيير بولين" "مايا" ونجله "بنجامين"، بعد وفاته في 2009، على المحافظة على تراثه بطرق عديدة، وذلك من خلال شركتهما "بولين، بولين، بولين". ولحسن الحظ، احتفظت الأسرة بأرشيف يضم جميع أعمال المصمم الكبير.
وحفر بولين اسمه في عالم تصاميم الأثاث، حينما شرع بالعمل لدى شركة "آرتي فورت" العريقة في ستينات القرن الماضي، حيث ابتكر آنذاك تصاميم متحررة للأثاث، وما لبث أن تولى مهمة تصميم ديكورات الشقق الخاصة للرئيس الفرنسي الأسبق، جورج بومبيدو، في قصر الإليزيه عام 1971، وبعد ذلك مكتب الرئيس فرنسوا ميتران عام 1983. ولا تزال تصاميمه للكراسي مشهورة حتى اليوم، مثل تصميم "الفطر" و"الشريط" و"اللسان" و"اليقطين".
وطرحت الشركة، مبادرة جديدة بالتعاون مع شركة الأزياء الفرنسية "لوي فيتون" المتخصصة في المنتجات الجلدية، وذلك في إطار معرض الأثاث "ديزان ميامي 2014". وفي 2015، طرحت الشركة مجموعة للأثاث بالتعاون مع شركة الأثاث والديكور الفرنسية "ليني روزيه". وفي العام الماضي، أقامت معرضًا استعاديًا في مركز بومبيدو، لأكثر من 100 تصميم للمصمم الراحل.
وتأتي المبادرة الأخيرة للشركة بالتعاون مع بوتيك "إيسوب" الأسترالي العريق والمتخصص في بيع منتجات العناية بالبشرة، والذي يقع في شارع سانت أونوريه في العاصمة الفرنسية باريس.
وصاحب هذه المبادرة المشتركة، هو بنجامين بولين، فقد جاءته الفكرة عند مرروه أمام أحد المخازن التابعة للبوتيك، ثم لاحظ وجود كرسي قديم من تصميم والده على نافذة المخزن، حيث تم اختياره من قبل المصمم الداخلي لإيسوب، فيليب بونوفي. وأعقب ذلك ولادة شراكة بين بنجامين وبونوفي، هادفين بذلك إلى "خلق تجربة فريدة في الطبيعة".
وأدى هذا الأمر إلى تخصيص مقر إيسوب في أوروبا، لتدشين منتجع صحي لبيع منتجات الماركة الأسترالية للعناية بالوجه، وقد زيّن هذا المنتجع عن آخره بتصاميم بيير بولين. ويضم المنتجع ثلاثة غرف، ويتسم بالهدوء المطلق، ويخلق فرصة للرجوع بالزمن واكتشاف أعمال المصمم الفرنسي الباهرة والخاطفة للأنفاس.
ويوضح بنجامين: "توقعنا أن يكون المنتجع بمثابة فرصة للسفر عبر الزمن إلى الماضي، لذلك كان علينا عرض أثاثًا تاريخيًا، إلا أن المنتجعات الصحية غالبًا ما تميل في ديكوارتها إلى اللون الأزرق أو الأبيض وأشبه بالعيادات، لكن هذا المنتجع ذو روح طبيعية للغاية شأنه شأن التصميمات العضوية التي ابتكرها والدي".
ويدعوك المنتجع إلى التنقل في أرجائه، ليس فقط بسبب صالة الاستقبال التي تضم مكتب تانيس من تصميم بولين، وكرسي أندا الذي أنتجته شركة ليني روزيه، ولكن بسبب لمسة بونوفي المبتكرة، التي تجعل المنتجع منفصلًا عن العالم الخارجي، فهو أشبه بعالم موازٍ.
وتم تزيين العتبة بين الاستقبال وصالة المشاورات، بممر جميل له من الستانلس ستيل ذو إطار خشبي، تأكيدًا على رحلة عبر الفضاء، لكن الممر مفعم بإضاءة شديدة الهدوء. علاوة على ذلك، تم تحسين الهيئة الناعمة التي تمتاز بها كراسي بولين المعروفة باسم "غلوب"، وأريكة "أوساكا" المتموجة-التي أنتجتها شركتا آرتي فورت، ولا سيفيدينا على التوالي-وذلك عن طريق بناء جدار مائل وضع عليه بونفي 120 شمعة لإخفاء النوافذ. هذه الشموع مصنعة من شموع الكنائس، وهي تضفي مظهرًا فريدًا عن جدارة وتخلق خلفية بضوء الليد الخافت الذي يشع في جميع أنحاء صالة التشاور.