لندن ـ كاتيا حداد
فتحت حديقتا الأخوان بيفيس وجيوفري باوا، أبوابهما للجمهور، وأصبح اسم باوا ضمن عظماء القرن العشرين في "الحداثة الإستوائية" في قارة آسيا، وذلك بفضل سمعة جيوفري كمهندس معماري.وكان الأخوان، بيفيس وجيوفري باوا، أبناء محامي مغربي ناجح وسيدة من الطبقة المتوسطة، ترعرعا في إحدى الضواحي الزراعية في مدينة كولمبو، أكبر مدن سريلانكا، إبان أواخر أيام الإمبراطورية البريطانية، وعكفا على بناء حديقتان، بينهما اختلافات واضحة، ولكن لهما مزايا مشتركة أيضًا.وفي الوقت الراهن، تحولت حديقة لونوغانغا، والتي كانت قديمًا منزل جيوفري، إلى وصاية ائتمانية وإلى فندق صغير.
فيما نشرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، صورًا التقطها المصور دومينيك سانسوني للحديقتين، ونشرها في مجلة "ثامس آند هادسون" الفنية البريطانية في عدد خاص عن الحديقتين، حيث كان والدا سانسوني أصدقاء مقربين من الأخوين باوا، لذا فهو يعلم بشأن الحديقتان منذ نعومة أظافره.ويعد، ديفيد روبسون، مُحرر العدد، هو المهندس المعماري الذي كانت تربطه علاقة قوية بجيوفري باوا، وصاحب أعمال فنية باهرة في سريلانكا.
وكان قد ولد النحات والمصمم بيفيس الأخ الأكبر، عام 1909 ولم يبدِ اهتمامًا كبيرًا بالدراسة الأكاديمية، وبعد وفاة والده عام 1927، جعلته مسؤولًا عن إحدى ممتلكات العائلة، وهي حديقة "بريف" في مدينة ألوثغاما في جنوب غرب سريلانكا، وقرر أن يمتهن مهنة الزراعة، ومع ذلك، منذ البداية سعى بيفيس إلى الجمع بين مهنة الزراعة وحياته العسكرية، حيث شغل منصب قيم الإسطبل الملكي عند خمسة حكام بريطانيون على التوالي.
وكان هذا سببًا جوهريًا في إهماله الحديقة، رغم أنه لاحقًا عكف وقتًا طويلًا على تطوير الحدائق المحيطة حول الكوخ الكبير الذي عاش فيه، وتحولت أرض الحديقة التي كانت مخصصة فيما مضى لزراعة المطاط، إلى حديقة رائعة على يد بيبفيس.
وكان بيبفيس ينعم بحياة رغدة وسمعة حسنة، وكانت له حظوة كبيرة من الأصدقاء، إذ كان يزوره أصدقاؤه من جميع أنحاء العالم، وخلال الأعوام التي أعقبت الاستقلال في سريلانكا، أصبحت "بريف" أكثر الحدائق الصغيرة تأثيرًا في آسيا.
وفي عام 1929، بدأ الرائد بيفيس باوا من الجيش البريطاني في سيلان، بتصميم المناظر الطبيعية للحديقة على مساحة 5 فدادين، قام والده بشرائها بعدما نجح في التقدم بمذكرة قانونية، وبعد أن تم إخلاء مزرعة المطاط، قام باوا بوضع لمساته الرومانسية على أرض الحديقة الخضراء وملأها بالمظلات، والعرائش وأعمال النحت، واستمر باوا بالعمل حتى وفاته.
فيما صمم باوا، سلسلة من المدرجات الظليلة الباردة التي تطل على مناظر رائعة، حيث توجد في خلفية المشهد بعض حقول الأرز المتموجة والقرى المتناثرة على التلال، مع لمسات متنوعة من التصاميم الأوروبية واليابانية للحدائق.
كما تضم الحديقة أيضًا، مروج واسعة، وعددًا من البرك، وتم انتقاء بعض الأعمال الفنية لعرضها، وتشمل بعض المنحوتات ولوحة جدارية رائعة عن الحياة السريلانكية، والتي نفذها الفنان الأسترالي دونالد فرند، وهناك أيضًا مجموعة رائعة من الصور، تشمل صورة لبيفيس باوا مع بعض ضيوفه المشاهير مثل فيفيان لي "بطلة فيلم ذهب مع الريح"، والممثل الشهير لورانس أوليفييه أثناء تصوير المشاهد الخاصة بفيلم عن رواية روبرت ستانديش الشهيرة "سير الفيل" في عام 1953.