نيويورك ـ عادل سلامة
يشهد هذا الأسبوع مزادًا للفن الحديث والمعاصر في نيويكور، من ضمنها مجموعة "كونراد بيرنهايم" والتي جمعها أربعة أجيال من عائلته على مدى 150 عامًا، عملت في تجارة الأعمال الفنية، والتي تمثل أنواع مختلفة من الأذواق، وستعرض في المزاد في لندن في وقت لاحق هذا الشهر.
وتتراوح قيمة المجموعة بين 5.2 و7.7 مليون جنيه إسترليني، تضم قطع أرستقراطية من القرن التاسع عشر، ومجموعة من الفن اليهودي الذي يعكس حرب النازيين ضدهم، وسيرفق مزاد لندن "بكاتلاوج" ويتحدث عن عائلة "بيرنهايم" وروح الدعابة الثاقب في العائلة والمآسي التي حلت بهم، التي تجذب صناع الأفلام.
وبدأت سلالة "بيرنهايم" في عام 1860 ببيع المنسوجات في سوق ميونخ، وفي غضون 25 عامًا، استطاعت العائلة أن تمتلك مبنى متعدد الاستخدامات للتجارة مكون من ست طوابق، وقصر باروك للتحف والديكور الداخلي.
واستطاعت أعمال العائلة النجاة في ظل إلغاء النظام الملكي بعد الحرب العالمية الأولى، وانخفاض قيمة السوق، والكساد العظيم، ولكنه تضرر بسبب حملة تطهير مناهضة للسامية، واعتقل أفراد من العائلة وأرسلوا إلى معسكرات اليهود النازية، لكن الحكومة المكسيكية ساهمت بإنقاذهم لأن أحد أفراد العائلة كان قنصلهم الفخري في ميونخ.
وهددت الحكومة المكسيكية في ذلك الوقت، الألمان قائلة لهم لو "حدث شيء لعائلة بيرنهايم أو لم يطلق سراحهم، فسيطروا إلى سجن مواطنين ألمان ويبادلوهم بهم"، وفي نهاية المطاف تمكنت العائلة بعد مفاوضات من الذهاب إلى فنزويلا.
وفي عام 1945، عاد من تبقى من العائلة إلى ميونخ لإحياء قصرهم، من ضمنهم كان كونراد مع أمه الفنزويلية وأختيه الاثنتين، وتوفي والده في فنزويلا، واكتشف كونراد لاحقا أثناء كتابته لمذكرته أن والده انتحر بسبب الخرف والاكتئاب الناجم عن فترة اعتقاله في معسكرات النازية.
وأعادت العائلة تشغيل أعملها التجارية، وقرر كونراد التوسع في مجال اللوحات القديمة، وفتح معرضًا في لندن، والتي كانت مركز سوق التحف القديمة، ثم باع قصرهم في ميونخ، واشترى قلعة تعود إلى القرون الوسطى في ولاية بافاريا لتصبح مسكنًا للأسرة ومستودعًا لمجموعتها.
وازدهر عمله في تجارة الأعمال الفنية منذ ذلك الوقت، واستطاع شراء لوحات تعود قيمتها إلى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني للفنان برناردو بيلوتو، وباعها لاحقا للمتحف الوطني في واشنطن مقابل تسعة ملايين جنيه إسترليني.
ويبلغ كونراد اليوم (65 عامًا)، وقرر تقليص حجم إمبراطوريته، فسيغلق معرضه في ميونخ، وسيبيع قلعة العائلة بأغلب محتوياتها التي نقلها من قصرهم القديم، ولا يبحث عن أرباح كبيرة للقطع، وهو ما دفعه لعرضها في المزاد العلني في نيويورك ولندن.
وتحتوي المجموعة على لوحة للفنان لوكاس كراناتشي، يقدر سعرها بحوالي 150 ألف جنيه إسترليني، ولوحة أخرى لجان بروغيل اشتراها كونراد قبل 15 عامًا بمليون جنيه إسترليني، ومعروضة بالمزاد بسعر 800 ألف جنيه إسترليني، والعديد من القطع الأخرى.
ويعتبر اسم عائلة "بيرمنهايم" لامعًا في عالم تجارة القطع الفنية، وما يزال لكونراد أربع بنات سيحملن إرث العائلة المتبقي، ويواصلن المساهمة في هذا المجال.