نمطًا جديدًا من المنازل الموفرة للمساحة

تخيل منزلًا تنزلق فيه الجدران ثم تظهر لك طاولة الطعام، وينخفض سرير حجمه كبير من السقف، على الرغم من أنّ الأمر يبدو وكأنه مشهد في فيلم خيال علمي؛ إلا أنّ هذه الشقق ستكون متاحة قريبًا، ووفق أسعار معقولة؛ وذلك لفضل مؤسس "السوشي" سيمون وودروفي، المنازل التي ستغير الطريقة التي نعيش بها، وتوصف هذه المنازل "يو! هومز" بأنها "موفرة للمساحة" لتصميمها لتضم سريرًا ومطبخًا وصالة ومساحة لتناول الطعام وحمامًا، وكل هذا في شقة استوديو مكونة من غرفة واحدة؛ ولكن مع لمسة مستقبلية.

ويتناسب هذا المنزل الصغير، مع سكان المناطق الحضرية الذين ربما يشعرون بخيبة الأمل؛ نتيجة نقص المساحات المتاحة لهم فى مركز المدينة، حيث يجعل الغرف المتاحة فيها مساحات مخفية للتخزين، وفي ظل محدودية الأموال المتاحة لشراء المنازل بسبب الركود العالمي؛ تسمح هذه الشقق في إعطاء الناس أقصى قيمة للمال، وتقدم مفهومًا جديدًا للسكن يسمى "كومباكت ليفينغ"، وتسعى إلى جذب مزيد من المشترين من مختلف الأعمار والخلفيات.

 

ويعد تصميمها أوليًا في الوقت الحاضر، وأول منازل مخصصة لمانشستر، ومن المقرر البدء في المشروع الشهر المقبل، ولاحقًا سيتوالى وجود هذه الشقق داخل المدن في جميع أنحاء بريطانيا، وبقية دول العالم، وانتقى مطورو المشروع أماكن عدة: منهاتين، بيونيس آيريس، طوكيو وشنغهاي، ومن المتوقع أن تواجه هذه الشقق المبتكرة قضايا النمو السكاني، وتغير الطريقة التي يعيش غيها الناس داخل مساحات صغيرة.

وتكشف الصور الشكل الذي تبدو عليه هذه المنازل الموفرة للمساحة، ويمكن أن يتغير التصميم وفقًا لتطور مراحل التخطيط في المشروع، عند دخولك إلى المنزل؛ لأنها تشبه شقة استوديو فسيحة، حيث يتم استغلال جدار واحد يحتوى على وحدات تخزين ومكان للتليفزيون داخل وحدة مدمجة في الجدار، وهناك أريكة كبيرة على شكل "يو" تسيطر على وسط الغرفة، وتبدو المساحة المتبقية مثيرة للريبة؛ إلا أنّه وعبر ضغطة زر واحدة يتحول الأمر؛ حيث ينخفض السرير من السقف ببطء فوق الأريكة التي تتخذ شكل "يو"؛ ليحل محل غرفة المعيشة.
كما أنّ هناك فتحة مخفية فى الأرض؛ عند فتحها تظهر طاولة الطعام التي تكفى لأربعة أشخاص، وهناك مقاعد للجلوس ومساحة للأرجل أيضًا، وتمتلئ الشقة بمساحات التخزين التحتية حتى يتم الحفاظ على مظهر الشقة من دون فوضى، وتضم خزانات كبيرة فيها مكان للغسالة ومساحة لأي أجهزة أخرى، فضلًا عن خزانات التخزين الكاملة موازية لطول الجدار التي تفتح؛ لتكشف عن وحدة المطبخ الكاملة مع الفرن والمصرف والخزائن، وليس عليك سوى الضغط على الأبواب المنزلقة لاستخدام هذه المرافق، ويعتمد نظام المنزل على الأثقال الموازنة وهي أكثر شيوعًا في خشبة المسرح.

وتبنى الشقق على أجزاء مثل مصانع السيارات، ثم يتم تسليمها في الموقع، ما يجعل البناء أكثر سهولة مما يبدو، ويوجد هيكل الشقة في الموقع مثل لعبة "الليغو"، كما أن القضاء على عوامل مثل: تأثير الطقس على البناء؛ يساعد في إبقاء التكاليف منخفضة، وتستعد الشركة إلى عقد صفقة مع مطور مقره في مانشستر؛ للبدء في أول بناية سكنية قابلة للتحويل وموفرة في المساحة، ونظرًا لسرعة عملية البناء؛ فمن المتوقع أن تكون الشقق في السوق للبيع خلال صيف عام 2016 وذلك وفق أسعار تبلغ حوالي 150.000 استرليني، وبالنسبة إلى من يقلقون في شأن فتحات الأرض والسقف؛ تؤكد الشركة أنّ الشقق ستكون مزودة بأجهزة استشعار تضمن السلامة.

وعلى الرغم من أنّ هذه المنازل ربما تبدو اختراعًا بعيد المنال في الوقت الراهن؛ إلا أنّ الشركة تتصور أنها قابلة للتحويل لتكون القاعدة في المستقبل، وصممت فكرتها بواسطة ووردوفي، المسؤول عن سلسلة المطاعم المعروفة بـ"يو! سوشي آند يوتيل"، ومثلها تم تطوير سلسلة المطاعم؛ لتتضمن عناصر أساسية فخمة في مساحات أصغر أكثر ذكاء.

وأبرز ووردفي، أنّ "المنازل تساعد في تشكيل حياتنا، إنها ملجؤنا، فمنذ اختراع شقة وسط المدينة؛ فإننا حقا لم نعد اختراع ذلك، هي الاختراع الجديد حاليًا، وتعتمد على أجزاء متحركة لفضل التكنولوجيا الهندسية المأخوذة من مجالات متنوعة مثل اليخوت وتصميم السيارات وميكانيكا مرحلة الإنتاج، ما يسمح في تحويل مساحة 40 متر مربع إلى ما يبدو وكأنه منزل أكبر".

وبيّن مدير "يو! هومز" جاك سبورير: "نسعى إلى بناء أبراج من منازل "يو! هومز" وسط المدينة في جميع أنحاء العالم من منهاتين وبوينيس آيريس إلى طوكيو وشنغهاي، ما يغير الطريقة التي يعيش بها الناس في المساحات الصغيرة ويعالج قضايا النمو السكاني؛ ولكن أي رحلة أو مغامرة تبدأ بخطوة أولى، وخطوتنا الأولى في مانشستر".