قافلة الحجاج عالقة في الطريق بسبب الزحام

كانت حافلة قافلة الحجاج عالقة في الطريق بسبب الزحام، ففي الصباح الباكر حيث الضباب، والحافلات الصفراء الأميركية الكبيرة المتنوعة، والمكتوب عليها من الجانبين باللغة العربية والإنجليزية، وحول كل حافلة عدد لا يحصى من الحجاج يرتدون ملابس الإحرام البيضاء.

 

تجتمع الأجناس البشرية المتعددة من مختلف أنحاء العالم يرتدون الزي التقليدي قطعتين من القماش غير المخيط، وكتف واحدة عارية، تلك الملبس تغطي بين اثنين وثلاثة ملاين شخص من كل ركن من أركان العالم، الجميع يتسارعون للذهاب إلى مكان واحد وهو "مكة".

 

يتحرك الحجاج بشكل جماعي في أنحاء المدينة وضواحيها، للتوجه إلى أماكن أخرى مقدسة، حيث قضاء ليلة واحدة تحت النجوم في مزدلفة ثم إلى منى، ثم لرجم رمز صخري يتجسد في الشيطان.

 

علقت الحافلة في الازدحام المروري الهائل، ومن أحد النوافذ، كان هناك رجل يجلس ساكنا تملئ التجاعيد وجهه، ورغم كبر سنه إلا أنَّه سبح ضد التيار لمغادرة الحافلة، وذهب خلف الحشود للوصول إلى المكان التالي.

 

وأوضح الرجل العجوز أنَّه لم يأت إلى مكة منذ 6 كانون الأول/ ديسمبر 1975، لوفاء واجباته الدينية، ولذلك كان متحمسا ومبتهجا، ولذلك فهو يفهم المعنى الباطني للحج أفضل من الصغار، لأنَّه شعر بأنَّه قد يموت.

 

أول الدروس الدينية التي يتلقاها الأطفال المسلمين عن مكة المكرمة، فهي مهد الدين الإسلامي وقبلة صلاة المسلمين، ليست مرة واحدة في اليوم بل خمسة، وهي المكان الذي تلقى فيه الرسول الوحي في غار حراء، يوجد بها بئر بدر وجبل أحد.

 

وهي أيضا المدينة التي زارها النبي آدم، وإبراهيم، حيث بنا الكعبة بمساعدة ابنه إسماعيل، فهذه المدينة لها معالم تاريخية للأديان كافة.

 

ولكن مكة هي أكثر مكان مرت به أحداث تاريخية على مر الزمان، فخلال الدروس الدينية في المدارس ينبهر الأطفال بمكة المكرمة ويرغبون في أداء فريضة الحج، ليكونوا جزءً من الحدث السنوي الكبير للمسلمين ويشاركوا في الوجود الإسلامي، والطواف حول الكعبة.

 

يطمح الأطفال في التعمق حول مكة والحج للوقوف مباشرة بين يدي الله والدعاء وسؤاله بطريقة مباشرة، كل الأطفال يتمنون ذلك، حتى أنهم يؤكدون هذه الجملة "في أحد الأيام سأصبح حاجًا".