مدينة ميونخ

يشار بالعادة إلى مدينة ميونخ الألمانية بالمدينة الصناعية الكادحة مقارنة بمدينة المتعة برلين، ولكن ميونخ تميل إلى الابتعاد عن الأضواء، باستثناء احتفال البيرة السنوية الذي يضم ستة ملايين شخص يشربون البيرة في مهرجان "اكتوربرفست"، وتبقى سمعة عاصمة البافاريين كمدينة للترف والعيش.

ويكمن خلف القشرة الرزينة والثابتة لميونخ مدينة ثقافية مزدهرة تحتوي على متاحف عالمية وصالات عرض للفن، كل هذا في مدينة خضراء تضم 750 ميلًا من الأشجار على جانبي نهر "ايزار" المثالي للتنزه والسباحة، ويعتبر الشتاء وخصوصًا عطلة عيد الميلاد وقتًا مناسبًا لزيارة المدينة.

وتشعر ميونخ زائريها في فترة عيد الميلاد بفرحة العيد بأضوائها الخيالية وأسواقها، وخصوصًا سوق عيد الميلاد وميدان ماريا الذي يزوره أكثر من ثلاثة ملايين زائر سنويُا، و"فيكتوالينماركت" حيث يمكن للسائح تصفح التركيبات بينما يتناول وجبة خفيفة، ويشرب القليل من النبيذ الأبيض أو الأحمر، ويعتبر سوق "أودينوزبالتاز" أحدث أسواق المدينة حيث الفرق الموسيقية والجوقات تعزف غالبًا، ورائحة اللوز المعطر في الهواء، أو التوجه إلى سوق "ميتالالتيرماركت" وهو مزيج بين السوق التقليدي والعصور الوسطى.

وتحتوي ميونخ على أكثر من 80 متحفًا للفن، من بينها متحف "برانشورت" وسعر التذكرة فيه 7 يورو، والذي يضم أكثر من ألف عمل تمتد في الفترة الكلاسيكية الطليعية لـ "البوب" الأميركي، ومتحف "لينباشهوز" وسعر التذكرة فيه 10 يورو، والذي يضم تصميم نورمان فورستر المنزل ذي الجناحين، إلى جانب معرض البلدية الثلاثي "علتي ونويه بيناكوثيك وبيناكوثي دير مودرن"، وسعر التذكرة 12 يورو، وبالتأكيد مركز توثيق ميونخ للتاريخ الاشتراكي القومي الذي فتح أبوابه في أيار / مايو بدل مقر النازية السابق، مركز صعود الحزب النازي، فضلًا عن دوره في حكم البفاريين.

وبني مطعم "بورفر آند لوبستر" محل بنك سابق، وهو أكثر مطاعم المدينة ازدهارًا، ومزين بصناديق ولمسات فاخرة، ويقدم شرائح لحم فيليه بسعر 22 يورو، وغراد البحر الكندي بسعر 29 يورو، والبرغر المطهو ببطء، وكعكة الرامين التي تأتي على شكل "جاتوه زبداني" يسيل على اللسان، ويستمر العمل في المطعم والبار حتى ساعات الصباح الأولى، وهو أمر نادر في ميونيخ، ويحتوي البار على قائمة كوكتيل واسعة.

ويقدم مطعم "تيان" قائمة خالية من اللحوم، مثل موازاريلا والخرشوف مع النعناع والريحان، وكعكة الإسفنج  والليمون، تحت إدارة الشيف كريستوف مازجير الذي لديه مطعم آخر في فينا، ولا يغيب عن القائمة مطعم "ويرتشوز هونوورت" المصمم على الطريقة البافارية النادرة، ويعود مبناه إلى عام 1896 على الطراز الريفي، أعاد مالكه تجديده في العام الماضي، وتشمل التجهيزات الأصلية ممر بولينغ عتيق، كان مكانًا لاستراحة الممثل الكوميدي جيرهارد بولت أثناء تصويره فيلم "مان سبرتش داتش" في ميونخ، ويقدم المطعم قائمة أطباق كلاسيكية من الأسماك واللحوم، وأكثرها تميزًا فتات الخبز المقلية بالزبدة.

ويعود تاريخ مطعم "سبازلويتسشافت" إلى عام 1264، ويقدم مجموعة من أطباق المطبخ الإقليمي مثل شريحة الكرنب أو السبانخ، ويحتل الطابق الأول للمطعم نادي "هيب هوب" مناسب لعطلة نهاية الأسبوع يقدم بعضًا من الأطباق مثل المعكرونة بالجبن مقدمة في مقلاة صغيرة مع حلقات البصل بسعر 9 يورو.

ويعتبر سوق "فيكتوالينماركت" أكثر الأسواق شهرة وسط مدينة ميونخ، وهو مثالي لمشاهدة الناس وشراء الأطعمة واحتساء "الرادلير"، وهي عبارة عن بيرة مع عصير الليمون، ويضم السوق العديد من مخازن الحبوب، والأطعمة معروضة في الهواء الطلق، حيث يشتري الناس ويستمعون لعزف الموسيقيين المتجولين.

وتستهلك ميونخ الكثير من البيرة، ولكن بالتأكيد ذلك لا يقارن بالكمية التي تستهلكها المدينة في مهرجان تشرين الأول / أكتوبر، ويمضى سكان المدينة وقتهم في حدائق البيرة في المدينة، وعندما يتحول الطقس إلى العاصف يتجهون إلى المطاعم المغلقة والبارات المنتشرة، ومن أشهر البارات في ميونخ بار "أوجوستينير كلير" الذي يصب البيرة من براميل خشبية هائلة منذ عام 1812، وبار "بارك كافيه" ذي الفناء المظلل في حديقة "أولد بوتنيكال" ويقدم معها الأطباق الألمانية التقليدية، وفي الحديقة الإنجليزية يقع بار "تشاينيزشير تيرم" الذي يستضيف فرقًا موسيقية في الصيف.

وافتتح تشارلز شومان بار "لي فلور دو مال" فوق مؤسسته الرئيسية، وهو عبارة عن غرفة منحوتة من شجر الجوز، وتحتوي على القليل من المفروشات، وتضم تشكيلة غنية من أكثر من 150 نوعًا من "الويسكي والأفسنتين والكونياك والمشروبات الروحية نادرة الوجود"، بالإضافة إلى بار "تيريزا" الذي يقدم مجموعة من لحوم البقر البافاري يقدمه ندلاء يرتدون قمصان بيضاء، في غرفة يزينها المخمل والكريسال والناس تهمس لبعضها.

وتضم قائمة البارات بار "جاديد مونكي" الذي يقدم شرابًا منزليًا من الخزامي وإكليل الجبل مع المكسرات، وبار "غولدن" المناسب للأيام الخريفية الجميلة لاحتساء المشروع على شرفة لطيفة للبار، وعندما يتحول الطقس باردًا يصبح داخل البار الدافئ المعطر بعبق الروم مع ماء جوز الهند والتوابل المحلية ممتازًا في جو غرفة تعود إلى الثلاثينات بجداريات رسم عليها خرائط ومراجع الأيام المظلمة للمبنى.

وشهد العام الماضي افتتاح بار "مكسد مينوخ ارت" بقاعات مميزة لحفلات الموسيقى الكلاسيكية ومعارض الفن، ولا يزال بار "زفير" يحتفظ بتصميم عصر النهضة النابض بالحياة، ونسيمه العليل، وضجة تقديم المشروبات فيه.

ويمكن لزوار مدينة مينوخ أن يختاروا فندقًا من قائمة طويلة لهذه المدينة، من ضمنها فندق "لوكس" ذو الدرج الحلزوني والأجنحة المصممة بشكل فردي، ويبدأ سعر المبيت للغرفة المزدوجة في الفندق من 149 يورو، أو فندق "لويس" صاحب التصاميم الخشبية والحجرية والواجهة التي تعود إلى عصر الباروك، ويقدم الفندق 30 نوعًا من مشروب الشوكولاتة الساخنة، ويبدأ سعر الغرفة المزدوجة فيه من 159 يورو، ويقع فندق "يمرهوف" مباشرة أمام القصر الكبير "نايمفينبرغ" المقابل لحديقة "هيرشجارتين"، وهو فندق صغير ساحر يديره زوجان سيباستيان وألكساندرا روش، ويعود تاريخه إلى عام 1890، ويبدأ سعر الغرفة المزدوجة فيه بـ57 يورو.

ويأتي فندق وبار "فلاشينغ مديوز" كواحد من أكثر التصاميم إبداعية، فالطابق الثالث في الفندق يحتوي على شقق صغيرة على طراز مكتب البريد افتتحت العام الماضي، وأدخلت إليه الممثلة النمساوية بيرجيت مينيشماير مجموعة مختارة من أفلامها المفضلة، فيما أصر كايرين روهلدر على تعليق لوحة وأرجوحة عملاقة على السطح للاستمتاع بشرب الكوكتيل، ويبدأ سعر الغرفة المزدوجة فيه من 115 يورو.