مارك لور يوضح أنّ إتهام موقع "جيت" هو أمر غير وارد

بدأ موقع "Jet.com" في تأسيس نفسه، مع وضع فرض نفسه بقوة داخل سوق التجارة الإلكترونية الضخم في الولايات المتحدة الأميركية، والذي تقدر حجم تجارته نحو 350 بليون دولار، نصب عينيه، ومن أجل تحقيق النجاح كان لزامًا على الموقع مراعاة الاختيارات الجيدة، وتوفيرها بسعر منخفض، فضلًا عن إيصالها سريعًا، وهي الأشياء التي يطلبها المترين حاليًا، وقليل من تجار التجزئة هم القادرون علي تلبية رغباتهم.

ومع إزدحام سوق التجارة الإلكترونية بالعديد ممن يبحثون عن إرضاء العملاء، فإنّ موقع Jet.com"" قد عمل كثيرًا من أجل تجنب التعثر على غرار موقع "فاب Fab" الذي لم يستطع مجاراة المنافسين، وتعرض لخسائر فادحة قبل أن يتم بيعه في وقتٍ مُبكر من هذا العام بأقل من عشر مبلغ تأسيسه وهو 325 مليون دولار.


وشهد موقع "Jet" صعودًا وتحولات من الصيف المُنقضي عند ما بدأ في بيع سلعًا متنوعة مثل معلبات الفلفل الحار، ودراجات ممارسة التمارين الرياضية، فضلًا عن الروبوتات الشخصية، كما خفض الموقع رسوم العضوية في ظل معاناته من خسائر مالية مع استمراره في التوسع، واستيعاب ما يزيد عن 900 موظف.

وحين ما ذهب لكسب مزيدًا من المال خلال فصل الخريف، فقد وقع ضحية للشك، وقبل أسبوع من عيد الميلاد، أخبر عملائه أنهم لن يحصلوا على طلباتهم في الميعاد المحدد، وعلى الرغم من أنّ موقع "Jet" قد أكد على تأثر 500 شحنة فقط من إجمالي مليون، إلا أنّ مثل هذه الاعترافات لا تبدو في محلها.

ومن جانبه، فقد أعرب المؤسس والمدير التنفيذي للموقع مارك لور، عن عدم قلقه، مُشيرًا إلى أنّ الموقع يختلف عن نظيره، موضحًا أنّ أي مواقع إلكترونية أخرى فشلت في مواصلة المنافسة، في ما أكد على أنّ السعادة تكمن على وجه الخصوص في سعادة الموظفين العاملين في الموقع الإلكتروني، ومن أجل ذلك يعمل الموقع على توفير كافة سبل الراحة لهم مع منحهم إمتيازات نموذجية مثل الطعام المجاني "وجبات أسبوعية إضافةً إلى مشروب ريد بول مثلج ومسحوق بروتين"، إضافةً إلى أربعة أشهر من الإجازة المدفوعة الأجر، وعدد غير محدود من الإجازات.

وعلى الرغم من كافة هذه الامتيازات، إلا أنّ هناك بعض السياسات التي تطبقها الشركة، والتي تُعد أقل شيوعًا مثل حزم الأجور المحددة، والغير قابلة للتفاوض، إضافة إلى إتفاقات العمل الصديقة للعامل، إلا أنّ شفافية وإنصاف السيد لور تجعل الجميع يشعرون بالارتياح بحسب ما يقول، وهو ما يدفعهم لبذل قصارى جهدهم.
وذكر مايكل فيرتيك وهو مؤسس Reputation.com"" وهي شركة لإدارة السمعة والتي بدأت أعمالها في عام 2006، أنّ العديد من الشركات قد تم بناؤها على أساس القوة الدافعة، ولابد من شعور العاملين فيها أنهم يعملون في المكان الذي يعمل لصالحهم، ومن ثم لابد وأن يكون هناك شخص يدعى المسؤول عن العاملين والذي يعمل بصورة مباشرة عادةً مع الرئيس التنفيذي.

ومع بدء موسم عطلة التسوق، أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، فقد عقد السيد لور اجتماعه الأسبوعي المنتظم مع كبار المسؤولين التنفيذيين، وذلك في المقر الرئيسي للموقع الإلكتروني، ولم يتناول ذلك الاجتماع الحديث عن بعض الأشياء مثل المخازن اللوجستية، وإهتمامات العملاء، إضافةً إلى العوائق التي تواجه الشحن وقضايا المورد، فضلًا عن عشرات الموضوعات الأخرى كان من المرجح مناقشتها، ولكن السيد لور وبدلًا من ذلك، فقد ذهب ليسأل عن الحالة المزاجية للمسؤولين التنفيذيين داخل موقع "Jet".

وفي استطلاع للرأي، تم إجراؤه على 500 موظف، فقد عبّر ثلثي الموظفين عن رضائهم بالعمل داخل الشركة، وكونها الأفضل من بين الشركات الأخرى، بين ما 4 في المائة فقط "25 شخصًا" هم من عبّروا عن آراء سلبية، حيثُ قال أحد العاملين أنه يشعر بالتمكن من إتخاذ القرار، ولكن المدير وعشرون شخصًا آخرين مخولين بنقض هذه القرارات، بين ما كشف موظف آخر بأنه يُفضل العمل في موقع "Jet" مع ترشيحه ليكون أفضل مكان للعمل.
 
وخلصت دراسة حديثة قام بها السيد أوزوالد، واثنين من أصدقائه إلى أنّ سعادة العاملين تقود إلى زيادة بواقع 12 في المائة في الناتج، نظرًا لأنّ سعادة العاملين تزيد من إنتاجيتهم وسرعة إنجازهم للعمل.