برلين - جورج كرم
يُقدم منتجع "لانسيرهوف تيغيرنسي" في ألمانيا أفضل خدمة صحية في البلاد مع معالجين مهرة، في منشية مقسمة إلى ثلاثة ملاجئ بتكلفة 55 مليون جنيه إسترليني، يقع على هضبة في جبال الألب البافارية، والتي تغري أي شخص بترفها والخدامات الصحية التي تقدمها. ويقدم المنتجع برنامج علاجي مستوحى من تعاليم الدكتور اف أكس ماير وهو طبيب مهووس في صحة الأمعاء، ويهدف بالأساس إلى إعادة ضبط الجهاز الهضمي وفقدان الوزن للأشخاص الذين يتبعون علاجه وبرنامجه بحذافيره، ولا يتبع هذا البرنامج الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة فقط، فالعديد من الألمان والسويسريين والروس الذين يتمتعون بلياقة بدنية عالية يزورون المنتجع ليشاركوا في برنامجه الصحي للتحصن من السموم سنويا.
ويعرض المنتجع على زبائنه كتيب حول الطرق المختلفة للتخلص من السموم، ويشترط على النزلاء أن يسلموا أنفسهم لإتباع نظام غذائي صارم بدون خمر ولا كافيين ولا سكن وعليهم أن يبقوا كذلك على الأقل لمدة أسبوع، ويفضل أسبوعين كي يحظوا بنتيجة مثالية. ويملى طاقم العمل على الضيوف أيضا قائمة غذائية صارمة ينصحونهم فيها بمضغ كل لقمة من الطعام ما بين 30-40 ثانية لضمان أن المسحوق سهل الهضم، ولا تحتوي أي وجبه على سائل إلا بعد 30 دقيقة من تناولها، كي يتأكدوا من أن العصارة الهضمية أفرزت بشكل طبيعي في الجسم، لاستيعاب القيمة الغذائية الكاملة للطعام المستهلك.
ويخضع عدد قليل من الزائرين الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة للصيام، وعدم تناول أي شيء سوى الشاي وشراب القيقب، وتأخذ النظم الغذائية أرقام، فيحتوي رقم 2.1 على سبيل المثال على وجبة إفطار مكونة من العصيدة والقرفة وعصير القيقب والقليل من الخبز، أما الغداء فيحتوي على البطاطا مع الخبز وربما القليل من الآيس كريم، فيما وجبة العشاء تحتوي على شريحة صغيرة من السلمون المرقط مع حساء والقليل أيضا من الخبز، ويقدم في الساعة السادسة مساء.
ويزود الضيوف بين الوجبات بالعديد من أكواب الشاي وأملاح ابسوم المعدنية التي تسهل الهضم وتلين الأمعاء، وبالرغم من الطبيعة الصارمة للمنتجع فيما يتعلق بالصحة والنظام إلا أن المناطق المحيطة فيه تلهي عن كل هذه الصعوبات فيحيط به مساحات من الغابات المغطاة باللون الأحمر والذهبي في فصل الخريف، واللون الأبيض في فصل الشتاء، هذا إلى جانب بحيرة تيجرن الخلابة التي يمكن الطواف حولها مسافة 25 ميلا باستخدام الدراجة، والتمتع بالقرى الألمانية ذات البيوت الخشبية المزينة بأكاليل الزهور والدجاج والماعز والعجول وراء سياج الحظيرة، فيما الرجال الرشيقين ينتعلون سروال من الجلد ويقدموا التحية لكل عابر برفع قبعاتهم الكبيرة.
ويستطيع الضيوف الذين لا يملكون الكثير من الطاقة للتجول في الخارج أن يلهوا أنفسهم بجلسات تدريب رياضية شخصية في صالة الألعاب الرياضية أو السباحة في حمام السباحة، أو الانضمام إلى واحدة من الحفلات الموسيقية الحميمة بجانب المدفأة المركزية، أو الذهاب إلى غرفهم الأنيقة والواسعة ذات الأخشاب المطلية بالأبيض الذي يوحي بالسلام والسكينة. وتبقى قائمة الاستشارات الطبية والعلاجات والتعيينات في المنتجع النزلاء مشغولين لتحقيق اقصى قدر من فعالية النظام الغذائي الخاص بهم، وحتى وان تظهر لم النتيجة على الإنسان من شكله ولكنه بالتأكيد سيشعر بالتحسن بعد هذه التجربة.
ويستطيع نظام العلاج هذا أن يذهب عن الناس التعب والنزعات الغريبة وعلامات الإرهاق والضعف الجسدي لتزداد مستويات الطاقة لديه بسبب السباحة والمشي في الجبال، ويتعلمون طرق جديدة لاستهلاك الطعام والتعامل مع مشاكل الجهاز الهضمي بشكل أفضل، هذا إلى جانب تغيير عام في الصحة وتحسن في مستويات ضغط الدم، ليشعروا بعد هذه التجربة بأنهم أكثر اشراقًا وأخف وزنا وأكثر صحة ونشاطا.