"طيران الإمارات"

صدرت ردود فعل تشجب التصريحات التي أطلقها الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا إيرلاينز" الأميركية ريتشارد أندرسون ضد شركات الطيران الخليجية وانتقاده السياسة الأميركية الخاصة بالتعامل مع اتفاقيات الأجواء المفتوحة .

أوضح الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات تيم كلارك في تصريح لقناة "سي إن إن" الإخبارية: "أنا قلق من أن يكون أندرسون قد تخطى حدوده في بعض من تصريحاته التي أطلقها وربطها بأحداث الحادي عشر من أيلول/  سبتمبر ،2011 وأنا أعلم أن تلك التصريحات أساءت للكثيرين في هذا الجزء من العالم، وأنا على ثقة تامة بأنه ستتم معالجة ذلك الأمر على المستوى الحكومي الأمريكي" .

وقبل يوم واحد من حديث تيم كلارك، انتقد رئيس شركة الخطوط الجوية القطرية أندرسون،أكبر الباكر  مؤكداً أن شركات الطيران الخليجية غير مدعومة على الإطلاق، حيث قال في تصريح ل "سي إن إن": "يجب على أندرسون الشعور بالخزي لأنه حاول طرح قضية التطرف لإبعاد الأنظار عن عدم كفاءته في إدارة شركته"، مضيفاً أنه ينبغي عليه أداء عمله والارتقاء بمستوى شركته للتنافس مع الشركات الخليجية بدلاً من البكاء والنحيب لقصوره في الطريقة التي يجب أن تعمل بها شركته .

وفي محاولة لتخفيف أثر التصريحات التي أطلقها أندرسون أوضحت بيتسي تالتون الناطق الرسمي لشركة خطوط "دلتا" الأميركية إن تصريحات رئيس الشركة جاءت كردة فعل على إدعاءات دعم الولايات المتحدة لشركات الطيران . وأضافت: "لم يقل إن الناقلات الخليجية أو حكوماتها ذات صلة بإرهابيي هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وإننا نعتذر عن أي إساءة لحقت بأي أحد" .

ولفت كلارك إنه تلقى هجوم شركات الطيران الأميركية بصدمة كبيرة، مضيفا أنهم سيواصلون تقديم خدماتهم للمناطق التي لم ولن تصل إليها الناقلات الأميركية، والتي لن توفر خدماتها فيها أبداً على الأرجح، وأبدى استغرابه من إنكارهم على الشركات الخليجية القيام بتلك الخدمات .
وأضاف قائلاً: "أتساءل إذا ما أخذ أندرسون في اعتباره شريكته "سكاي لاين" التي تتخذ من جدة مقراً لها حينما أطلق هذه الإدعاءات أو التصريحات" .
وبين متحدث باسم طيران الإمارات رداً على التصريح الذي أصدرته "دلتا إيرلاينز" إن "طيران الإمارات ترفض الاعتذار الذي أصدرته دلتا إيرلاينز بشأن ما جاء على لسان رئيسها التنفيذي يوم 16 شباط/ فبراير، الذي ألمح إلى وجود علاقة بين الناقلات الجوية الخليجية وهجمات 11 ايلول/سبتمبر . إننا نعتقد أن تصريحات أندرسون تمت صياغتها وإبرازها لتحقيق أهداف محددة، ما يجعل مصداقيته، كرئيس تنفيذي لشركة أميركية عامة مدرجة، موضع تساؤل، ويشكك كذلك في الأساس الذي قامت عليه الإدعاءات التي تقدمت بها شركته للسلطات الحكومية الأمريكية" .
ورد داني سبرايت رئيس مجلس الأعمال الأميركي - الإماراتي على تلك الاتهامات برسالة وجهها إلى أندرسون جاء فيها: "باعتباري رئيساً لمجلس الأعمال الأمريكي - الإماراتي ومسؤولاً سابقاً في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أقول لك إن تصريحاتك الأخيرة التي تربط فيها بين الجدل الدائر حول سياسة الأجواء المفتوحة وهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 المتطرفة مخيبة للآمال وغير مسؤولة خاصة في هذا المقام . ولا شك أن نمط تفكيرك هذا لن يجد له نصيراً في هذا الحوار الدائر حول الأجواء المفتوحة" .
وتابع: "لقد كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر مأساة وطنية وعالمية . وقد أدانها العالم المتحضر وزعماؤه بأشد العبارات الممكنة، وعلى رأسهم  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي قال يومها إن ذلك "العمل الإجرامي" ينبغي أن يواجه بتضامن كل دول العالم لاستئصال شأفة الإرهاب وكل من يسانده أو يرعاه" .
وأشار "إن دولة الإمارات من أقوى حلفاء الولايات المتحدة وأكثرهم مصداقية في المجالات الأمنية والدفاعية فيما يتعلق بالحرب على التطرف في عالم اليوم .
وعلى مدى 12 عاماً وقفت قواتها الخاصة جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية ضد حركة طالبان في أفغانستان . وحتى هذه اللحظات التي أكتب بها رسالتي هذه، تنفذ طائرات إماراتية غارات جوية ضد تنظيم "داعش" وهي العضو الأشد فاعلية في التحالف الدولي ضد التنظيم" .
وأضاف: "في الواقع وخلال السنوات الخمس والعشرين الماضية كانت دولة الإمارات واحدة من ثلاث دول فقط والدولة العربية الوحيدة التي ترتبط مع الولايات المتحدة الأميركية بستة تحالفات لتنفيذ أعمال عسكرية . وهي حليف متميز غاية في الأهمية للولايات المتحدة توفر خدمات التعاون وتبادل المعلومات الجوهرية وتقدم الدعم للقوات الأميركية وللطائرات والسفن الحربية في منطقة الشرق الأوسط . أشكرك على وقتك الثمين واهتمامك بهذه المعلومات وأدعوك للقاء مفتوح لمناقشة هذه النقطة بتفاصيل أوسع عندما تسمح ظروفك" .