أبوظبي - صوت الإمارات
أقلعت "سولار إمبلس 2"، من نانجينغ في الصين استعدادا لتحقيق إنجاز جديد عبر التحليق لمسافة 8172 كم على مدى ستة أيام متتالية بلياليها فوق المحيط الهادئ نحو محطتها السابعة في هاواي.
يشكل عبور المحيط الهادئ الاختبار الأصعب للطائرة التي استغرقت 12 عاما من دراسات الجدوى والتصاميم وصولاً إلى شكلها النهائي، كما أنه تحد حقيقي لكل أعضاء فريق العمل بدءا من الطيارين بيرتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ و80 من الفنيين والشركاء، بمن فيهم مستضيف الطائرة "مصدر".
وأوضح وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر" الدكتور سلطان أحمد الجابر، "يمثل عبور المحيط الهادئ أهم إنجازات "سولار إمبلس" منذ انطلاقها من أبوظبي قبل شهرين في رحلتها التاريخية حول العالم. وستشكل هذه الرحلة بلا شك تحديا بدنيا وذهنيا مرهقاً لقائد الطائرة أندريه بورشبيرغ الذي نتمنى له رحلة آمنة وناجحة.
كما ستشكل هذه المرحلة اختبارا حقيقيا لقدرات "سولار إمبلس 2" وستسلط الضوء على الإمكانات الواعدة التي يمكن تحقيقها عبر الجمع بين الابتكار في تكنولوجيا الطيران والطاقة المتجددة.
وأضاف إن ما يجمع بين "سولار إمبلس" وأبوظبي و"مصدر" هو الالتزام الراسخ بتطوير التكنولوجيا النظيفة والتأكيد على أهمية الابتكار والطاقة المتجددة لضمان النمو المستدام.
وقد استغل فريق "سولار إمبلس" فترة وجوده في نانجينغ لتجهيز الطائرة للانطلاق في هذه المغامرة الجريئة عبر المحيط الهادئ، حيث سيتولى بورشبيرغ قيادة الطائرة من مقصورة تتسع لشخص واحد بمساحة 3.8 متر مكعب وغير مجهزة بخاصية التحكم في الضغط الجوي، وسيكون قائد الطائرة عرضة لظروف جوية قاسية خلال فترة التحليق التي تمتد إلى 130 ساعة فوق أكبر مساحة مائية في العالم.
كما سيتخلل الرحلة العديد من التحديات الفنية والتشغيلية والبشرية لقائد الطائرة وكامل الفريق المسؤول عن هذه المبادرة والمكون من 140 فردا. وعلى الرغم من إنجاز كل ما يلزم من أبحاث واختبارات وتدريبات، إلا أن قائد الطائرة، وهو طيار سابق في القوات الجوية السويسرية والمهندس وصاحب الرؤية الفنية وراء تطوير الطائرة، سيواجه واحدة من أصعب التجارب التي تتطلب الكثير من الصبر واليقظة والقدرة على التحمل.
وأضاف الجابر " من الطبيعي أن تسهم دولة الإمارات ومصدر في دعم هذه المبادرة الهامة التي تنسجم مع أهدافنا ومساعينا إلى بناء مستقبل مستدام، حيث تقدم هذه الرحلة التاريخية، إلى جانب حملة #FutureIsClean التي تأتي في وقت يستعد فيه المجتمع الدولي لوضع أهداف وسياسات جديدة للمناخ، نموذجا رائدا عما يكمن القيام به لتشجيع الأفراد والحكومات على التعاون وتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
ولفت أندريه بورشبيرغ، المؤسس الشريك وأحد طياري "سولار إمبلس" " تمثل الرحلة من نانجينغ إلى هاواي أطول المراحل التي ستقطعها "سولار إمبلس" في رحلتها التاريخية حول العالم. إنها مرحلة حاسمة فهي المرة الأول التي سيقوم فيها قائد الطائرة بالتحليق لوقت طويل جدا.
بالتأكيد هناك أسئلة عدة ستشغل بال قائد الطائرة، مثل هل سأتمكن من الحفاظ على التركيز، وهل ستتاح لي الفرصة لأرتاح؟ إن التحدي يكمن في الحفاظ على اليقظة والانتباه واتخاذ القرارات المناسبة لكي تواصل الطائرة الشمسية التحليق لمدة 6 أيام و6 ليال عبر المحيط الهادئ".