ساعة "أبل" الذكية

يمكن أن تقوم ساعة "أبل" الذكية بتتبع معدل ضربات قلبك، والدفع من أجل دجاج "ماك ناجتس" الخاص بك, كما تعطيك الاتجاهات عن طريق إرسال الاهتزازات إلى معصمك.

 ويمكنك شراء واحدة بوزن 18  قيراط من الذهب, ويعد الجهاز، الذي سيتم الكشف عن تفاصيله خلال مؤتمر "أبل" الصحافي، هو الأحدث تكنولوجيًا، وهو من فئة متزايدة تشمل نظارات "غوغل".

ولكن هل تغير هذه الابتكارات شئ بالنسبة للمسافرين؟

تعد ساعة "أبل" مسلية للتفكير في وعد التكنولوجيا القابلة للارتداء، فعند السفر لا تزال تحاول حل المشاكل الأساسية مثل كيفية ركوب 300 شخص على متن طائرة من دون تدافع.

وكان عالم النفس إبراهام ماسلو، قد وضع قاعدة "التسلسل الهرمي للاحتياجات" - الهرم الذي يوضح كيف يجب أن تتحقق المتطلبات الفسيولوجية البدائية مثل الغذاء والمأوى قبل أن نشغل أنفسنا برغبات أقل أهمية, إذا كان هناك مثل هذا الهرم للسفر، وركوب الطائرة ستأتي قبل الساعات والنظارات التي تنبهنا إلى أقرب "مارجريتفيل".

ومن ناحية أخرى، يمكن للأشياء القابلة للارتداء, لا سيما ساعة "أبل" تغيير طريقة السفر, من خلال أجهزة الاستشعار الموجودة على الجزء الخلفي من الجهاز التي تتبع معدلات نبضك, وربما تكشف أيضًا عن ما إذا كنت غير منضبط خلال الرحلة ومتابعة ذلك من خلال معصمك وعرض مقاطع الفيديو للحد من التوتر.

ويرى بعض خبراء التكنولوجيا والسفر إمكانيات العالم الحقيقي تكمن في الأشياء القابلة للإرتداء.

ارتدي الساعات الذكية، والتي تتوفر بالفعل من العلامات التجارية مثل "إل جي"، "موتورولا" و"سوني", فهي جيدة في دفع المعلومات والتنبيهات من التقويم الخاص بك إلى معصمك، ويمكن النظر إليها بسهولة.

 وصرّح محلل في مؤسسة فورستر للأبحاث جيميس ماكوفي, أن معظم الساعات الذكية غير شخصية, فلا يستطيعون تحديد أين أنت أو ماذا تريد، فالمعلومات التي يزودنك بها لا تغير اللعبة.

وتعد واحدة من أكبر المميزات للمسافرين أنها تحتوي على خرائط و"جي بي إس", فتساعدك أثناء المشي في المدينة من خلال إرسال اهتزازات مختلفة لمعصمك لبيان ما إذا كان ينبغي أن تتجه إلى اليسار أو اليمين.

ويوجد عنصر آخر مفيد للسفر وهو مميزات الساعة الصحية واللياقة البدنية، لا سيما قدرتها على تحديد كم مرة اتخذت استراحة من الجلوس, فالساعة تشعر عند الوقوف وتسجل تلك المعلومات, هل تجلس فترة طويلة جدًا؟ فسوف تذكرك ساعة "أبل" بالنهوض.

وستحمل الساعة أيضًا تطبيقات من العلامات التجارية الرائدة في السفر مثل الخطوط الجوية الأميركية و"ستاروود"، على الرغم من أنه من الصعب التحمس لأن نسخة هذه التطبيقات متوفرة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

ويوجد تطبيق من "ستاروود"، على سبيل المثال، يسمح لك بفتح الغرفة الخاصة بك في أي فندق في العالم من خلال التلويح بساعتك أمام الباب.

وسوف يحب المسافرين ساعة "أبل" إذ يتوفر فيها تطبيق "أبل باي"، وهو نظام جديد يسمح بالبحث في أماكن متنوعة مثل "ماكدونالدز" و"والت ديزني وورلد", ولكن يجب حمل "أي فون" أيضًا، من أجل استخدام كافة ميزات ساعة "أبل", وهذا هو العائق الحقيقي للمسافرين.

وتقدم "أبل"، على عكس المنافسين، مجموعة من وجوه وعصابات الساعة، بما في ذلك الجلود والمعادن غير القابلة للصدأ.

 وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيموثي كوك: أنه على الرغم من أن معظمنا يرتدي الساعات الأنيقة لمجرد معرفة الوقت، فإن ساعة "أبل" تقدم مشكلة, فلا يهم كيف تبدو.

ويعتقد محللون أن الأمر سيستغرق سنوات لاستبدال الأشياء القابلة للارتداء بالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية, وإذا حدث, ستكون هذه الأجهزة تكميلية للمستهلك.

وفي سباق المستقبل الإكتروني، فإنه من السهل أن ننسى أن أفضل الابتكارات التي تغير طريقتنا في السفر اليوم ليست قابلة للارتداء, على سبيل المثال، برنامج تعجيل عملية الجمارك الأميركية للمواطنين، وهو يعد تغير لقواعد اللعبة، أضف إلى القائمة خدمات "أوبر" و"ليفت" ، والمراحيض التي تعمل باللمس، والمصارف وصناديق النفايات.

ولا ننسى ما هو واضح ويمكن ارتداؤه: الملابس, مثل قمصان بولو رالف لورين الذكية الجديدة التي تجمع المعلومات حول مستويات معدل ضربات القلب والضغط, ويجعل باتاغونيا الملابس التي تجف بسرعة بواقي من الشمس مدمج بها.

ويعد الزمن وحده كفيل بإثبات ما إذا أصبحت التكنولوجيا القابلة للارتداء هي جلودنا  الثانية أم لا وهذا لن يحدث بين ليلة وضحاها.

وصرّح نائب رئيس مصممي "أبل" جوناثان إيف، في مؤتمر صحافي عبر فيديو في آيلول / سبتمبر، أن "هذا ما يجعل الموضوع أكثر إثارة, وربما مخيف قليلًا",  مضيفًا "نحن الآن في بداية ملحة".