مناطق البترول في الإمارات

إنَّ التغيير مستمر في دبي، فمنذ اكتشاف البترول في عام 1966 تحوَّلت الإمارة والمدينة المينائية التي كانت خاملة فيما سبق إلى مركزٍ دولي للمباني الكبيرة الفخمة والجزر الصناعية على شكل النخيل، وإنَّ معدل البناء في المدينة مذهل، وكان قد تعطّل قليلًا بعد الأزمة الاقتصادية في 2008 ولكنَّه انتعش بعد مساعدة جارتها أبو ظبي.

ويصف الروائي جوزيف أونيل الأمر بقوله "يشبه الأمر الدخول في بركانٍ بينما لا يزال ينتج حممًا بركانية"، تحكي أحدث روايات السيد أونيل "الكلب" قصة محامٍ مجهول من مدينة نيويورك يعمل لصالح عائلة من المليارديرات في دبي، وأجرى أونيل رحلتين إلى المدينة لاستكشاف حياة المغتربين هناك، وتحدَّث أخيرًا عن الوقت الذي أمضاه في دبي قائلًا "إنَّها مكان قيد التشكيل" وفيما يلي مقتطفاتٍ معدلة من حديثه.

وأكد أونيل أنَّه لم يقم في مبنى اسمه "الموقف" كما تذكر الرواية، موضحًا " لا، لقد أقمت في فندق XVA في دبي والذي أنصح به بشدة، فهو متصل بمعرضٍ فني في أقدم جزء من دبي وهو حي البستكية، وبه حوائط خزفية فاخرة للغاية، وهو مختلف تمامًا عن "الموقِف" ولكنني تعرفت على أشخاصٍ دعوني بكرمٍ إلى منازلهم وكانت منازلهم كلها مثله؛ فيها موسيقى وروائح عطرة في المداخل والقاعات".

وصرّح بأنَّ المطاعم والحانات والملاهي الليلية " توجد في الفنادق الفخمة المواجهة للشاطئ في جميرا، وأكثر ما أعجبني من بينهم فندق القصر لأنَّ لديه زبائن عرب كثر، ما جعله أكثر إثارةً للاهتمام لي من الزبائن الانكليز، كما أعجبني مقهى لايم تري، وله فرعٌ في جميرا، ولكنني أحببت تناول القهوة في هدوء في فرع القوز؛ وهو حي صناعي رغم افتتاح الكثير من المعارض الفنية هناك، وهناك ترى مساكن عمال البناء والمصانع.

وفيما يتعلّق بالظروف المحيطة بالعمال الأجانب، أوضح أونيل "تعتمد علامة دبي التجارية على بيع الوجاهة والرفاهة المادية مثل سيارات اللامبورغيني وامتلاك ديفيد بيكهام لجزيرةٍ، تعتمد تلك الرفاهة ضمنيًا على أولئك المرؤوسين الأدنى، ولكن دبي لا تخفي ممارساتها في مجال العمل كما تفعل الولايات المتحدة على سبيل المثال، إنني أتشكك حقًا في السياحة الأخلاقية، إذ يمد السياح أياديهم للسكان المحليين، فهناك أمر ما منفر في هذا الأمر لأنَّك إذا كنت ترغب في رؤية أناس يعملون في ظروفٍ صعبة فهناك الكثير منهم في الولايات المتحدة ".

وأضاف عن مغامراته في الرواية مقارنة بالمدينة "لقد ذهبت إلى جزيرة مسندم التي تستحق الزيارة، فهي جزء جميل من الخليج، يمكنك الإسراع في القيادة طوال الطريق إلى هناك ومشاهدة الجبال الجميلة وهي تمتزج مع البحر، ينتشر الغطس هناك وتوجد أجمل الشعب المرجانية على الجانب الآخر على طول خليج عمان في إمارة صغيرة تدعى الفجيرة، أو هذا ما سمعت على الأقل فأنا لم أغطس، وهناك الصحراء، فهي في كل مكان".

وتابع بشأن ما ذكره الراوي في كتابه أنَّ برج خليفة يجعل برج التجارة العالمي يبدو قصيرًا، "إنه بالفعل يبدو قصيرًا، أقول لسكان مدينة نيويورك الذين يؤمنون أنَّ ناطحة السحاب الخاصة بهم هي الأفضل في العالم، إنَّه من المفيد زيارة دبي وتذكر كيف تبدو ناطحات السحاب القوية المفعمة بالنشاط في الوقت الحالي".