ميلانو - صوت الإمارات
يجرى حاليا وضع اللمسات النهائية على جناح دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في معرض إكسبو ميلانو 2015، قبيل افتتاحه مطلع أيار/ مايو المقبل.
ويعمل شركاء جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض الممثلون في "إكسبو دبي 2020" وطيران الإمارات، ومركز دبي التجاري العالمي، على إتمام التعديلات على المبنى، استعداداً لافتتاح الجناح أمام الجمهور.
وتلقى ثمانون من المضيفين الإيطاليين التدريب استعدادا للعرض النهائي أمس الاربعاء.
ومنذ افتتاح المعرض الأول عام 1851، ظل إكسبو العالمي أضخم الفعاليات الكبرى وأطولها من حيث مدة انعقاده، فيما ينظم الحدث المكتب الدولي للمعارض، وتستمر فعاليات إكسبو ستة أشهر، يجتذب خلالها ملايين الزوار الذين يدفعهم الفضول إلى استكشاف واستطلاع الأجنحة والمعارض والفعاليات الثقافية التي يقدمها مئات المشاركين، بما في ذلك مختلف البلدان والمنظمات متعددة الأطراف وكبريات الشركات.
وقام المجلس الوطني للإعلام بإعداد فريق من الطراز العالمي لتقديم تجربة جناح الدولة لا تنسى، ليس فقط في مجال تصميم المبنى الذي حاز إعجاب الزائرين، ولكن أيضا لكونه جناحا قابلاً للفك والتركيب مرة ثانية.
وتم إعداد تصاميم مذهلة لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل شركة فوستر آند بارتنرز للاستشارات المعمارية، وتشتهر هذه الشركة بتصميم برج إندكس في منطقة مركز دبي المالي العالمي، فضلاً عن مساهمتها في تطوير مدينة مصدر في أبوظبي، وقد وصفت تصميم الجناح بأنه يحمل مبادئ تخطيط المدينة الصحراوية التقليدية إلى ميلانو الإيطالية.
وقد تم تصميم الجناح بشكل يلائم مناخين مختلفين أي تصميم مساحة مريحة بتهوية طبيعية للزوار في مدينة ميلانو، وفي الوقت ذاته التفكير بالموقع النهائي للجناح على أرض الإمارات التي سينقل إليها بعد انتهاء المعرض.
ويعكس تصميم الجناح أيضا نتائج البحث في الأنماط المعمارية في المدن القديمة، وتقديرا لجمال الطبيعة الصحراوية، ويستفيد الجناح على أحسن وجه من الفرص التي يتيحها الموقع ذو الشكل الطولي، إضافة إلى المدخل المدهش للجناح الذي يحاكي الوادي والقنوات بين الجدران العالية، لتوفير حركة سلسة للزوار، تقودهم بصورة طبيعية إلى القاعة ومساحات العرض والمطعم.
من المتوقع أن يستقبل معرض إكسبو ميلانو أكثر من 20 مليون زائر، وسيمثل جناح دولة الإمارات العربية المتحدة بوابة يتعرف من خلالها ملايين الأشخاص إلى كل ما تقدمه الدولة، حيث تم تصميم الجناح، ليستوعب 785 زائراً في الساعة بطول 140 متراً، ويتشارك تصميم الجناح مع أعمال الشركة في مدينة مصدر بأبوظبي ببعض أوجه الشبه.
ويتشكل الممر الرئيس في الجناح بين جدارين بارتفاع 12 مترا، يوفران التظليل للمشاة، ويمتدان بصورة ملتوية من المدخل الرئيس للموقع، والذي تبلغ مساحته الإجمالية 4386 متراً مربعاً إلى الكتلة الرئيسة للمعرض، والتي تقع ضمن مساحة عرض تبلغ 1175 متراً مربعاً.
أما عن موضوع معرض إكسبو لهذا العام، فيتمثل في "تغذية الكوكب طاقة من أجل الحياة"، ويبحث توفير غذاء جيد وصحي ومستدام للبشر في المستقبل.
وتعالج دولة الإمارات العربية المتحدة خلال معرض إكسبو 2015 موضوع التغذية والاستدامة في جميع جوانبها المثيرة والصعبة، وذلك باستخدام خبراتها كبلد ديناميكي، يتسم بعدد سكانه المتزايد بسرعة ونقص الأراضي الصالحة للزراعة، وحيث تزيد أهمية الماء عن النفط.
ويشكل موضوع العرض الذي قدمته دولة الإمارات في استكشاف التفاعل بين الأرض والطاقة والمياه في مجال إنتاج غذاء كافٍ وآمن، فضلاً عن القيم الإماراتية التقليدية القديمة المعنية بالاستدامة والمشاركة التي تحفز الدولة للبحث عن حلول مبتكرة.
وتم وضع جدار مكون من 12 مترا في مدخل الجناح يمثل مدخلاً جاذبا حيث إن الحوائط مستوحاة من الكثبان الرملية المنحنية والشوارع الضيقة للأحياء القديمة في المنطقة، وتضم الجدران منحدرا متعرجا، وعلى طول الطريق توجد وسائل الإعلام المثيرة للاهتمام والسفراء الإماراتيون ليكشفوا القصص السحرية عن دولة الإمارات العربية المتحدة ومناظرها الطبيعية وشعبها وثقافتها الغذائية والعلاقة بين الأرض والطاقة والمياه في إنتاج الغذاء.
يلي ذلك تجربة سينمائية في سينما النخيل الدائرية القلب النابض للجناح، وهنا يبدأ الفيلم القصير "شجرة العائلة"، وهي قصة لفتاة صغيرة تدعى سارة، والتي تتعلم أن قيم وتجارب الأجيال السابقة يمكن أن تساعد في السعي نحو مستقبل مستدام.
وخلال معرض "الحياة السرية لنخيل التمر" تستمر الرحلة مع هذا المعرض الثقافي الذي يصور شجرة النخيل التي تستخدم الماضي لعمل تصور عن المستقبل، حيث توجد حديقة الواحة التي تتكون جميعها من أشجار النخيل.