حصون القرون الوسطى في بلدة أوستوني في بوليا في إيطاليا

تعد مدينة بوليا مكانًا مثاليًّا حتى نهاية أيلول/سبتمبر من كل عام لقضاء عطلة شتوية مميزة، والحصول على حمام شمس دافئ، فهي تضمّ مزرعة الجبن النائية "كاسيفيكو مارابيكورا"، والتي تقع بالقرب من فاسانوا، وتوفر تجربة فريدة للطعام الإيطالي الفريد، لاسيما تناول قطع الموتزاريلا الرائعة، التي تصلح مع الخبز وزيت الزيتون المحلى، كما تمتلك فندقًا يدعى ماسيري توري، الذي يقع في طريق هادئ محاط ببساتين الزيتون وحقول البقدونس والهندباء والقرنبيط.
ويمكن للسياح رؤية رجل مفتول العضلات يمسك مضربًا خشبيًا ويجمع قطع الجبن الكبيرة المصنوعة من الحليب ويقسمها إلى قطع أصغر، ثم ينقلها إلى حوض من الماء المغلي والخميرة والملح ويحركها، مستمرًا في التحريك بمهارة
ويستمر الرجل في التحريك حتى يحصل على قطعة موتزاريلا رائعة في يديه، ويستخدم بقايا اللبن الأصفر لصنع جبن الريكوتا، في حين أن سر جبن بورتا يكمن في الكثير من الكريمة المضافة إلى جبن الموتزاريلا، والتي يمكن أن تؤكل مع الخبز وزيت الزيتون المحلى
.وتتملك المنطقة بحرًا جميلاً للسباحة ومدنًا بيضاء لاسيما مدينة أوستوني الجذابة جدًا، وتبدأ الرحلة عادة بالتعرف على المدينة وزيارة مطعم وفندق بورجو سان ماركو على مشارف فاسانوا، وهي مدينة تعج بالحركة ثم التوجه إلى باري في الجنوب، وتمتلك بورجو بعضًا من اللمسة المغربية مع غرف حول باحة من الحجر، في حين أن المنطقة المحيطة تحافظ على طابعها الرعوي، ويحيط بها بساتين الليمون والزيتون أيضًا، وملجأ للرهبان يعود للعصور الوسطى مع لوحات جدارية لاستعادة "يسوع" وتلاميذه تعود للقرن الـ12 إلى جانب معصرة للزيتون قديمة جدًا وتراس للمطعم.
وتتغير قائمة المطعم يوميًا وتتميز بالمقبلات من القريدس والحبار وبلح البحر، وتالياتيلي محلية الصنع مع صلصلة المأكولات البحرية الدسمة، وعلى بعد نصف ساعة من السيارة يقع مطعم جاورتا بالزاسيز في نهاية شارع ضيق في بوليانووالذي يضم فندق أيضًا، ويقع المطعم في أسفل الفندق بست درجات وكأنه كهف مضاء ومعلق فوق البحر.
ولا حاجة للموسيقى في هذا المكان نظرًا إلى أن أصوات الأمواج المتلاطمة على الشاطئ  التي ترتفع جاعلة منه مكانًا غير عادي مع أسعار استثائية للطعام، حيث يبدأ سعر الطبق فيه بنحو 35 جنيه إسترليني، ويتميز بجراد البحر وكوسة الرافيولي، والتالياتيلي مع راجو الضأن وطبق بورسيني مع زيت الكمأ.
 
ويتميز فندق مساري توري بكونه من الفنادق الأوروبية الفاخرة التي يضم كل وسائل الراحة التي يتوقعها السياح ويحتوي على أربعة مطاعم وعبارات للسيارات ونادي على الشاطئ، ويستطيع النزلاء الاستمتاع بجولات على الدراجات ودورات للطبخ على يد طهاه محترفين وتعلم لف قطع المعكرونة محلية الصنع مثل معكرونة الرافيولي وكافاتيلي واوريكتشيتي التي على شكل أذن، وتذوق الأجبان مثل ساموسا والموتزاريلا.
ويظهر الطهاة مهارة في التقطيع وطهو الطعام بطريقة محترفة أثناء مراقبة الزبائن لهم للاستمتاع بالأطباق الإيطالية، ومن أكثر الأماكن المناسبة لتناول طعام الغداء في المنطقة هو لا فيندرا دي جسيلدا، وهي شرفة تقع على رصيف الميناء في سان فيتو إلى الشمال مباشرة من بولينانو ويقدم المكان مقبلات رائعة مثل الأخطبوط المطبوخ في النبيذ والباذنجان المتبل، مقابل 30 يورو فقط، وتقع سانتا كاترينا على الساحل الآخر من الكعب الإيطالي، وهي قلعة تحولت إلى بار ومطعم مع طاولات ممتدة على طول الكورنيش المطل على الشاطئ الصخري، ولديه مجموعة بيتزا مميزة.
أما مسيرا فرانتواو فمكونة من الحدائق والحقول الخضراء والمطبخ مع باب ضخم وجدارن عالية وتصميمات تعود للقرن الـ16 مع مجموعة من أفلام الخمسينات والكتب القديمة وملصقات غريتا غاربو، وتستخدم فيه مكونات تزرع في المزرعة المجاورة وهي البيتزا الصغيرة والأخطبوط المنقوع في الطماطم والكوسة الخضراء بصلصة دسمة، والباذجان الأبيض وسوفلية الماعز، مع النبذ المحلي وحلوى شهية، لتترك المرء ممتلئًا وربما مصابًا بعسر للهضم.