نيويورك - صوت الامارات
شهد ، وزير الخارجية، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الإعلان عن استضافة أبوظبي بداية وختام أول رحلة طيران حول العالم باستخدام طائرة عاملة بالطاقة الشمسية، إذ تبدأ خلال شهر اّذار/مارس من عام 2015، وجاء ذلك خلال حفل استقبال أقامه وفد الدولة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بحضور رئيس الاتحاد السويسري، ديدييه بورخالتر، ووزير دولة ، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر رئيس مجلس إدارة «مصدر»، وبيرتراند بيكارد وأندريه بورشبيرج، الطيارين المؤسسين لمشروع التحليق حول العالم بطائرة «سولار إمبلس 2».
وتعتبر «مصدر» هي الشريك المضيف لمشروع «سولار إمبلس»، في إطار التزامها بالاستثمار، وتطوير قطاع الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة محلياً وعالمياً، إذ سيقيم فريق عمل الطائرة في أبوظبي مدة شهرين، بدءاً من كانون الأول/يناير المقبل خلال «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، لإجراء الاختبارات وتدريبات التحليق التجريبي اللازمة قبل انطلاق الرحلة.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، في تصريح له بهذه المناسبة، أن الشراكة مع سولار إمبلس تتماشى مع الرؤية البعيدة المدى لقيادة الدولة الرشيدة التي تدعم المبادرات الهادفة إلى تسليط الضوء على الدور المهم للابتكار واستكشاف آفاق جديدة في مجال التقنيات النظيفة، وتأكيداً لالتزام «مصدر» بدعم تطوير تقنيات الطاقة المتجددة، والإسهام في تأمين إمدادات مستمرة من الطاقة لبناء مستقبل مستدام.
وأضاف أن استضافة الطائرة في أبوظبي ستكون فرصة لتحفيز العقول الشابة، من خلال الاطلاع على أحدث التطورات في علوم الطيران واستخدامات الطاقة المتجددة، فضلاً عن أن هذا الحدث العالمي المهم سيبقى علامة فارقة في تاريخ الطيران والطاقة المتجددة.
وعند وصول الطائرة إلى أبوظبي، سيتم تنظيم ورش عمل وفعاليات وزيارات للطلاب والجمهور، لتعريفهم بالتكنولوجيا المتطورة المستخدمة في الطائرة، وتحفيزهم إلى التفكير الإبداعي في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وكيفية استخدامها لتحقيق طموح التحليق حول العالم.
ويسلط وجود الطائرة في الدولة الضوء على الدور الفاعل الذي تقوم به الدولة كمركز عالمي رئيس للطاقة التقليدية والمتجدد، وعلى جهودها لدعم الابتكار لتسخير الطاقة النظيفة، لإيجاد حلول عملية تلبي احتياجات الناس بأقل أثر ممكن على البيئة.
ومن جانبه، أشار بيرتراند بيكارد إلى أن هذه الشراكة تؤكد أن أبوظبي أضحت مركزًا رياديًا مهمًا للخبرات في قطاع الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى سعي سولار إمبلس إلى استعراض الإمكانات الفائقة لتطبيقات الطاقة النظيفة، من خلال أول رحلة طيران حول العالم بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية.
وذكر أندريه بورشبيرج أن المشروع وقع اختياره على أبوظبي لأنها أفضل نقطة لانطلاق الرحلة وختامها، بفضل موقعها المثالي ومناخها الملائم لظروف الرحلة، وبنيتها التحتية العالية الكفاءة، والتزامها بتطوير التكنولوجيا النظيفة.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة حول العالم 25 يومًا من الطيران، ويعمل فريق سولار إمبلس حالياً على استكمال التحضيرات لخط سير الرحلة التي ستتوقف في عدة مواقع في آسيا والولايات المتحدة الأميركية وجنوب أوروبا أو شمال أفريقيا قبل العودة إلى أبوظبي في شهر تموز/يوليو 2015.
وستستغرق بعض رحلات الطيران فوق المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي خمسة أو ستة أيام، وهي ميزة جديدة يمكن تحقيقها بفضل قدرة طائرة «سولار إمبلس 2» على التحليق دون استعمال الوقود.
وخلال الرحلة التي ستجوب أنحاء العالم، سيتبادل الدكتور بيرتراند بيكارد وأندريه بورشبيرج السويسريان مهمة قيادة الطائرة التي سيتم تزويدها بست عبوات أوكسجين ومظلة هبوط وقارب نجاة وأطعمة ومشروبات تكفي أسبوعًا.
وقامت «سولار إمبلس 2» بأول رحلة لها في الثاني من حزيران/يونيو الماضي، وأنجزت منذ ذلك الحين 11 رحلة تجريبية ناجحة، وكانت النسخة السابقة من الطائرة التي حملت اسم «سولار إمبلس 1» أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية تقوم بتحليق ناجح ليلاً، وأجرت رحلات ناجحة من سويسرا إلى إسبانيا والمغرب في أول رحلة لها عبر القارات.
وتمتاز «سولار إمبلس 2» بأجنحة كبيرة ومحرك بكفاءة عالية ومقصورة محسنة لشخص واحد، وتمت صناعتها من مواد أكثر خفة من نسختها السابقة، ويبلغ امتداد جناحي الطائرة 72 متراً، وهي بذلك أكبر من أجنحة طائرة بوينغ 747، وتم تركيب 17 ألف خلية شمسية على الأجنحة لتوليد الطاقة اللازمة، لتشغيل محركات الطائرة الأربعة، وتزن الطائرة بشكل إجمالي ألفين و300 كيلوغرام، أي ما يعادل وزن سيارة عائلية.
وسيتم نقل «سولار إمبلس 2» إلى أبوظبي من مطار بيرن في سويسرا بنهاية العام الجاري، وسيتم عرضها أثناء انعقاد القمة العالمية لطاقة المستقبل، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه «مصدر» في الفترة بين 17 إلى 22 من شهر يناير 2015.
نفذت «سولار إمبلس 1» رحلة طيران متعددة المراحل حول الولايات المتحدة الأميركية في عام 2013، وسجلت ثمانية أرقام عالمية لدى الاتحاد الدولي للرياضات الجوية، منها تحقيق أقصى ارتفاع بلغ 9235 متراً، وأطول فترة طيران متواصلة 26 ساعة و10 دقائق و19 ثانية، وأقصى مسافة طيران مفتوح بلغت 1506.5 كيلومترات.
يذكر أن التعاون بين «مصدر» و فريق سولار إمبلس بدأ خلال عام 2003، تماشياً مع رؤية القيادة الحكيمة بتشجيع الابتكار، وتحفيز الدول والأطراف المعنية كافة حول العالم إلى تعزيز استخدام التقنيات النظيفة والعالية الكفاءة.