طهران - مهدي موسوي
أعلنت إيران عن إطلاق أول ماراثون مفتوح للعدائين الأجانب الدوليين، تحت عنوان "إجري إيران"، المتوقع إطلاقه في 9 نيسان/أبريل المقبل، والذي ينتهي عند بوّابة الملل العملاقة في مدينة پرسپوليس، والتي يبلغ عمرها 2500 من عمر الإمبراطورية الفارسية الأولى.
وقال المنظمون إن سباق الماراثون، الذي أقرته السلطات الإيرانية، يوطد العلاقات بين الغربيين والجمهورية الإسلامية، ما يسمح للأجانب بتجربة "التاريخ والطعام والثقافة الفارسية"، فيما اعترف مؤسس السباق سيباستيان ستراتن، الهولندي الأصل، لوكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، أنه لن يسمح للنساء بالمشاركة.، وقال ستراتن: "لسوء الحظ، لا يسمح للنساء بالمشاركة في هذا الحدث المقام للمرة الأولى"، وأضاف: "هناك الكثير من الإيرانيات، اللاتي يحببن المشاركة، ونأمل الحصول على الإذن بمشاركة النساء في الماراثون، في المرة الثانية إذا ما تم تنظيمه".
وتابع ستراتن، لصفحة "ترافل" في صحيفة "تليغراف" البريطانية: "ستكون المرأة قادرة على مشاهدة الحدث والانضمام للموجودين في المدنية، وربما تشارك قدر الإمكان في تنظيم الماراثون". وأوضح: "إيران، كما قد تعلمون، لها تقاليدها الدينية الخاصة، فالسلطات المحلية الدينية في البلاد لا تستوعب مفهوم مشاركة المرأة في السباقات العامة، لذا ندعو جميع الناس للمشاركة وإظهار كيف يمكن للرياضة أن توحدنا".
وحتى الوقت الحاضر، يشارك نحو 15 بريطانيا، 15رجلا فرنسيا، وكنديان من بين 200 شخص من أكثر من 35 بلدا سجلت في هذا الحدث، وسوف يعقب السباق مراسم توزيع الميداليات في برسيبوليس بقصر "أباندا"، وهي جزء من مدينة داريوس، التصميم الأصلي الكبير للعاصمة، وسيقيم المنطمون "حفلة مكرونة فارسية" عشية السباق، يرافقه "حفلة "موسيقى تقليدية تحييها فرقة".
ويبدأ الماراثون من مدينة شيراز إلى بوابة "الأمم" في برسبوليس، واحدة ضمن 19 موقعا إيرانيا على قائمة التراث العالمي لمنظمة "يونسكو"، ويمر العدائون خلال مدينة "مرودشت"، قبل الوصول إلى خط النهاية عند بوابة "برسيبوليس ".
والماراثون هو اختبار يوناني الأصل، يتطلب القدرة على تحمل الركض نحو 26 ميلا و385 ياردة، وسط معالم تاريخ بلاد فارس، الاسم القديم لإيران حتى عام 1935. وفي البلدة التي يقام فيها الماراثون على البر اليوناني، هزمت القوات اليونانية الفرس عام 490 قبل الميلاد.
ونقلت الصحيفة عن ستراتن، الذي يملك وكالة "طريق الحرير" للسياحة المحلية في إيران، قوله إن الماراثون تم إعداده جمع الناس مع بعضهم، بصرف النظر الخلفية الثقافية أو الدينية.
وقالت ممثلة المجلس الوطني لمقاومة الإيرانية في المملكة المتحدة دولت نوروزي، إنه "لم يكن من المستغرب من عدم مشاركة المرأة في الماراثون أو غيرها من الأحداث المشابهة في إيران". وأضافت: "استعباد النساء في إيران استبداد كامل، فالمرأة ممنوعة من المشاركة أيضا في العديد من المجالات الرياضية في إيران، بل حتى ممنوعات من الحضور في الملاعب كمشاهدين".
وحسب الصحيفة، تبذل إيران جهودا لجذب السياح الأجانب منذ توقيع الاتفاق النووي التاريخي مع القوى الغربية في يوليو/ تموز الماضي، إذ سيكون لدى العدائين الفرصة للتجول في المزارات السياحية في البلاد مع البرامج السياحية لوكالة "طريق الحرير"، بما في ذلك الدخول إلى الماراثون إلى جانب الرحلات السياحية.
وتأتي القيود المفروضة على المسافرين من الإناث، الذين كانوا يأملون في المشاركة في ماراثون "أركض إيران"، هي أحد القواعد التي تحدد سلوك المرأة في الجمهورية الإسلامية، وأشارت الصحيفة، إلى أن جميع النساء، بما في ذلك الزوار، عليهن ارتداء الحجاب وملابس فضفاضة تغطي الساقين في جميع الأوقات، كما لابد من جلوسهم بشكل منفصل عن الرجال في المواصلات العامة، وفي بعض المطاعم والمقاهي