لطالما راود المشروع ربّ الأسرة إلى جانب زوجته منذ سنوات مضت، لكن بعد التفكير في أدق التفاصيل كاختيار البلدان التي سيزورونها وإعداد التمويل وكذا تعليم أبنائهم الثلاثة، قرَّرَت عائلة مغربية مكونة من خمسة أفراد في مغامرة فريدة من نوعها، أن تخوض رحلة حول العالم في خمس سنوات (2013ـ2018)، وانطلقت رحلة عائلة أنور العثماني التي تحمل اسم "بلاينت خميسة"، مساء الثلاثاء، من الدار البيضاء. واتخذت عائلة العثماني كوسيلة نقل لخوض هذه المغامرة، سيارة سياحة (كرفان) أطلقت عليها اسم "مسك الليل"، حيث يصل طولها إلى تسعة أمتار ووزنها ستة أطنان، تم تطويعها لتصبح مسكنا ومعينا في تنقلهم حول العالم، وهي سيارة اختار شراءها العثماني خلال إقامته في مراكش، من  مواطن أجنبي كان يستأجرها لفرق تصوير الأفلام بجنوب المغرب خاصة بورزازات، كمنزل لإقامة نجوم الفن السابع.
وقال العثماني البالغ من العمر 49 سنة، إن الرحلة ستتجه إلى مدينة طنجة ثم إسبانيا وبلجيكا لقطع المحيط الأطلسي في اتجاه أميركا اللاتينية، موضحا أن العائلة ستقضي هناك سنة ونصف تجوب خلالها العديد من البلدان، خاصة منها أوروغواي والأرجنتين والشيلي والبرازيل وبوليفيا، وبعدها سيقصدون القارة الآسيوية ثم أستراليا لتكون العودة إلى أفريقيا، وأشار العثماني أن الرحلة تسعى إلى زيارة 80 بلدًا في كل من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأستراليا.
واعتبر العثماني أن رحلته حول العالم في معيّة عائلته تُشكّل أحسن وسيلة لتحمل مسؤولية تربية أبنائه، والتدبر في القيم الإنسانية، وإعطائهم فرصة اكتشاف أنماط أخرى من العيش، والانفتاح على الآخرين وعلى ثقافات أخرى.
وبشأن تعليم أبنائه الثلاثة (ميساء ومايا ومهدي)، وقع الاختيار على مناهج التدريس عبر الإنترنت، ومتابعة الدراسة من خلال المواقع الإلكترونية التابعة لوزارة التعليم الإسبانية "التي تعترف بالدراسة عبر الأنترنت كما في إمكانهم اجتياز امتحانات كل ثلاثة أشهر في القنصليات أو المدارس الإسبانية، عبر البلدان التي سيحطون فيها الرحال".
ويذكر أن تمويل الرحلة سيكون من مدخرات العثماني الذاتية، لا سيّما أنه تقلب في العديد من المهام؛ منها مدير عام سابق بإحدى الشركات المتواجدة في المغرب كما اشتغل بمؤسسة بنكية، وهو يُتقن أربع لغات.
وكان والي جهة الدار البيضاء الكبرى ورئيس مجلس الجماعة الحضرية للجهة، نَظّم، الإثنين الماضي، استقبالاً على شرف أسرة العثماني لمناسبة خوضها لرحلة حول العالم، قدَّم خلاله رئيس المجلس مجموعة من الهدايا التذكارية ورسائل الدعم للعائلة من أجل تسليمها لعمداء مدن البلدان التي سيزورونها بُغية تقديم الدعم لهم.