نيويورك ـ مادلين سعادة
يقع فندق ويتبي الفاخر في نيويورك في موقع متميز على مرمى حجر من مقر أعمال الرئيس دونالد ترامب، وعلى الرغم من أن الملاك لم يتوقعوا حظهم الجيد عندما بدأ بناء فندق ويتبي، الذي افتتح في وقت سابق من هذا العام، إلا إنه لا يوجد حاليًا فندق أقرب إلى المعلم السياحي الأحدث والأكثر شعبية في المدينة.
منذ وقت ليس ببعيد، كانت رؤية تمثال الحرية من أعلى مبنى امباير ستيت أهم محطة عند قضاء عطلة في نيويورك، ولكن الآن، أصبحت أهم محطة هي أخذ صور سيلفي حمقاء أمام برج ترامب، سترى بهذا العرض الجديد، السياح الكوريين يتصارعون مع الإيطاليين للحصول على أفضل بقعة يستطيعون بها الضحك، ورفع الأصبع الوسطى والتنفيس عن استياءهم الشديد اتجاه انحدار الغرب.
وهناك أيضا الفنادق التي لا مثيل لها في الأناقة، فنادق فيرمديل، التي تجعل فندق ويتبي في المرتبة الثانية في مدينة نيويورك، كلها مصممة لتكون ضمن شبر واحد من رفاهيات الحياة الرائعة، مع الحفاظ على طابع بريطاني واضح، وقد نُفذ هذا لإرضاء مجموعة المؤسسين كيت وتيم كيمب، الذين لديهم أيضا ثمانية مقرات ضخمة في لندن.
الحانة والمطعم هما تحفة حقيقية في التصميم، حيث تظهر مجموعة غير عادية من سلال الخوص، التي جُمعت من جميع أنحاء المملكة المتحدة، فوق شريط البار الطيل، وقد برقت الأضواء من خلال الأقمشة الساطعة الموضوعة حول زجاجات كوكا كولا بلاستيكية مخفية، وفي المطعم عند تناول وجبة الإفطار، ستجد بوفيه صغير للاختيار من بين حلويات ومخبوزات نيويورك المبهجة والفواكه الطازجة والزبادي، ولكن أكثر ما يميز المكان هو وجود قائمة انتقائية، حيث تجد خيارات محددة ولذيذة.
وهناك أيضًا غرفة الرسم، المخصصة لاستخدام الضيوف، حيث يتوفر خادم شخصي على مدار 24 ساعة ، و"بار النزاهة" حيث يكتب كل شخص ما يستهلكه، وهي علامة مثيرة للإعجاب تدل على مدى الثقة التي لدى الملاك في الضيوف.
حتى بدون بروز الأهمية المفاجئة لموقع ويتبي عند سفح برج ترامب، يظل الموقع أفضل مايكون، إذ يقع على بعد بنايتين من سنترال بارك، وبنايتين من مركز الجادة الخامسة حيث تسطع الأضواء الثقافية في الجانب الشرقي العلوي، وبالنسبة لأولئك الذين يزورون نيويورك ويرغبون في زيارة أفضل المواقع المشهورة، فلا يوجد مكان أفضل.
هناك 86 غرفة فقط، موزعة على 16 طابقا، مصممة حسب معايير نيويورك، ولكل منها مواصفاتها الخاصة. يصف الكاتب "توم بيك" غرفته عند إقامته في الفندق فيقول: "عند سفح سريري كان هناك أريكة برتقالية واسعة، وعلى جدارية كبيرة فوق رأسي، كان هناك حصان برتقالي يقوده فارس في معركة، وعلى الحائط، يقوم راعي أندلسي باستكشاف المراعي الخضراء، وهو نفسه ينظر إليه خيال مآتة من اللون البرتقالي أيضا"، ويقول مدير الفندق بشأن الألوان: "هناك الكثير من البرتقالي، وهذا ليس من قبيل المصادفة، وأيضا اللون الأزرق، لأنها الألوان الرسمية للمدينة".
يضفي الجنون السياسي في الولايات المتحدة الأميركية جاذبية إلى أحدث معلم في مدينة نيويورك، فاستمتع بأخذ الصور الحمقاء بجانب برج ترامب. وعلى أي حال من الواضح أن ويتبي سيكون لسنوات قادمة أحد أرقى الأماكن في المدينة إن أردت قضاء بضعة ليال.