استعدادات لموسم السياحة الصحراوية الجديد،

أكد محافظ ولاية "قبلي" التونسية الحبيب الجريدي في حديث خاص لـ"مصر اليوم" أن السلطات الرسمية في المحافظة باشرت استعداداتها لموسم السياحة الصحراوية الجديد، مشدّدا على أن قرار الرئيس التونسي القاضي بإحداث منطقة عازلة على الحدود مع الجزائر وليبيا جنوب تونس لم يؤثر على موسم السياحة في المنطقة، وهو ما يؤكده تطور مؤشرات السياحة في المحافظة التي تعرف ارتفاعاً بمعدل 10% في ما يتعلق بالحجوزات وعدد الليالي السياحية المقضاة، في حين أكد الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون في أنقرة، أن مهرجان "إبراهيم الخليل" الذي سيقام في تركيا الشهر المقبل، اختار محافظة "قبلي" لتنزل ضيف شرف عليه في دورته الحالية، مشيراً إلى أن الزيارة ستكون مناسبة للترويج للسياحة الصحراوية التي تتميز بها المدينة كما ستشكل فرصة لعقد اتفاقيات توأمة وشراكة بين محافظة "شانلي أورفا" التركية و"قبلي" التونسية.
وأكد محافظ ولاية قبلي التونسية أنه قبل دعوة نظيره التركي (محافظ شانلي أورفا)، لحضور مهرجان "إبراهيم الخليل" الثقافي الدولي الذي ستنطلق فعالياته يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر المقبل ويتواصل لثلاثة أيام  بمشاركة وفود من دول أوروبية وعربية، وسط حضور كبير لمنظمات مدنية واقتصادية وثقافية من تركيا وخارجها.  وأوضح محافظ ولاية قبلي التونسية الحبيب الجريدي لـ"العرب اليوم" أنه سيترأس الوفد الذي سيشارك في المهرجان، والذي يضم رؤساء المهرجانات السياحية التي تتميز بها المدينة على غرار رئيس الدورة 2  للمهرجان الدولي للتمور ورئيس الدورة  46 لمهرجان دوز للسياحة الصحراوية، إلى جانب رئيس  اتحاد الصناعة التجارة في المحافظة (منظمة رجال الأعمال التونسية)، ونائب عن المجلس التأسيسي (البرلمان) عن المحافظة، فضلاً عن عدد من الفاعلين والإطارات المجتمع المدني.
  وأشار والي قبلي الحبيب الجريدي إلى أن استضافة المدينة في مهرجان "إبراهيم الخليل" في محافظة "شانلي أورفا" التركية، جاءت تزامنا مع شروع "قبلي" في طور الاستعدادات لمهرجاناتها السياحية الدولية وهي مهرجان "دوز الدولي للصحراء" ومهرجان التمور الذين يشكلان، محطتين مهمتين على الصعيد السياحي والثقافي في تونس.  وأوضح أنه سيتاح لولاية قبلي خلال هذا المهرجان الدولي التركي، الفرصة للتعريف بالمقومات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والثقافية التي تزخر بها، وذلك من خلال عرض عينات من المنتوجات الفلاحية في ولاية قبلي والتعريف خاصة بتمور "دقلة النور" التونسية الرفيعة التي تنتجها وتصدرها المدينة وتتمتع بصيت عالمي واسع في أوروبا والعالم، كما سيشكل المهرجان فرصة للتعريف بالسياحة الصحراوية وسياحة الواحات التي تتميز بها المدينة من خلال إقامة معارض مصغرة عن المنتوجات السياحية في المدينة وما تتميز به من صناعات تقليدية بالخصوص.
  من جهته، أكد الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون في أنقرة التي تساهم في تنظيم هذا المهرجان الدولي أن ولاية "شانلي ورفا" التركية الراعية للمهرجان الدولي اختارت ولاية قبلي كضيف شرف على فعاليات مهرجان "إبراهيم الخليل" الثقافي الدولي بهدف بناء علاقات تعاون  ثقافية واقتصادية متينة بين الولايتين بما يساهم في تعزيز الشراكة بين تونس وتركيا.  وأكد العادل "أن وفد ولاية قبلي في هذا المهرجان الدولي في تركيا سيلتقي مع عدد من رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك لعرض فرص الاستثمار في ولاية قبلي و ما تقدمه تونس من تشجيعات لاستقطاب  المستثمرين الأجانب".وبشأن آخر الاستعدادات لموسم السياحة الصحراوية التي تعرف ذروتها في فصل الشتاء، أكد الحبيب الجريدي محافظ قبلي التونسية لـ"مصر اليوم"، أنه يجري التحضير لاستقبال الموسم الجديد على قدم وساق"، حيث سيقام مهرجان مصغر السبت القادم بحضور مجموعة من السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية الأجنبية، سيتضمن لوحات فنية استعراضية للترويج للمهرجان الفعلي والحدث السياحي الضخم الذي سيكون في كانون الأول/ديسمبر المقبل.  وأوضح محافظ "قبلي" أن وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك ووزير السياحة جمال قمرة، قد تعهدا بتقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي الضروري لإنجاح موسم السياحة الصحراوي هذا العام، وذلك خلال لقائهم بوفد من رؤساء بلدية قبلي ودوز وهيئات المهرجان، مشيراً إلى أن مهرجان دوز السياحي الدولي سيحرص هذا العام على أحداث تغييرات مهمة في فقراته وعروضه لاستقطاب أكثر ما يمكن من الوافدين ومن أوفياء المهرجان.وفي سياق متصل، أقرت الحكومة التونسية عدداً من الإجراءات لتحفيز وتطوير القطاع السياحي في الجنوب الغربي، وذلك خلال مجلس وزاري مصغر أشرف عليه رئيس الحكومة التونسية علي العريض، أعلنت خلاله ضبط خطة ترويجية سياحية خاصّة بكلّ منطقة من مناطق الجنوب الغربي مع الحرص على تثمين خصائصها البيئية والثقافية، فضلاً عن  تدارس السبل الكفيلة بتدعيم النقل الجوّي باتجاه محافظة  توزر الجنوبية.  كما قررت الحكومة التونسية تدعيم المسالك السياحية في الجنوب الغربي وذلك بالتنسيق بين وزارات السياحة والثقافة والفلاحة والتجهيز والبيئة، إلى جانب تشريك المجتمع المدني والمهنيين في بلورة المخطّطات السياحية العاجلة والآجلة.