تونس - أزهار الجربوعي
تعتزم شركة الطيران البريطاني "بريتش آروايز" غلق مكتبها في تونس، وقطع رحلاتها الرابطة بين لندن وتونس، في حين عبر اتحاد أصحاب النزل التونسي، السبت، عن قلقه من انعكاسات توتر الوضع الأمني والسياسي على قطاع السياحة الذي يعد المحرك الأساسي للاقتصاد التونسي، محذرًا من ارتفاع نسق إلغاء الحجوزات.
وينتظر أن تبادر شركة الطيران البريطاني "بريتش آروايز" بغلق مكتبها في تونس الواقع في
منطقة البحيرة في تونس العاصمة، وقطع جميع رحلاتها بين تونس ولندن ابتداءًا من 25 تشرين الأول/أكتوبر 2013.
ويعود قرار الشركة إلى انخفاض وتقلص مردود الرحلات في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع التي تعيشها تونس رغم أن الموسم السياحي وحركة التنقل تعرف ذروتها خلال هذه الفترة.
وسجلت تونس خلال النصف الأول من العام الجاري، استقطابًا كبيرًا للسوق الانكليزية وارتفاعًا في عدد السيّاح البريطانيين، الذين زاروا تونس بنسبة 27 %، كما حققت أرقامًا مهمة فيما يتعلق بعدد السيّاح من الجنسيات الألمانية والروسية، مقابل تراجع السوق الفرنسية.
من جانبه، أعرب اتحاد أصحاب النزل عن قلقه العميق من تأثيرات الأحداث الأمنية الأخيرة التي عاشتها البلاد من تفجيرات إرهابية واغتيالات سياسية على القطاع السياحي الذي يعتبر شريان الاقتصاد التونسي.
وتوقع الاتحاد، ارتفاع نسق إلغاء الحجوزات إلى آخر الموسم السياحي، في حين أكد محللون أن الوضع الاقتصادي في البلاد، غادر دائرة حسابات وتوقعات خبراء المال والاقتصاد، ليصبح رهن صناع القرار وأهل السياسة، المسؤول الأول عن حالة الاحتقان السياسي والتوتر الأمني التي تعيشها البلاد والتي تهدد بموسم سياحي كإرثي وبخسائر فادحة في سوق المال والبورصة.
وفي السياق ذاته، كشفت آخر المؤشرات السياحيـة لمدينة جربة التونسية، التي تعد من أكبر الأقطاب السياحية في البلاد، تراجعا بنسبـة 24،3%، في الفترة الممتدة من 11 إلى 20 تموز/ يوليو 2013 مقارنة بنفس الفترة من العام 2012.
وحسب المعطيات الصادرة عن المندوبية الجهوية للسياحة في جربة، فإن عدد السياح الوافدين من جنسيات مختلفة عام 2012 بلغ 49,171، مقارنــة بنفس الفترة من عام 2013 التي سجلت وفود 37,203 سائحًا.
وأعلن وزير السياحة التونسي، أن عائدات القطاع السياحي بلغت في النصف الأول من العام الحالي قرابة 1.4 مليون دينارًا، محققة نموًا بنسبة 0.2% مقارنة بالفترة نفسها في عام 2012، مشيرًا أن عدد السيّاح حتى 20 حزيران/يونيو الماضي بلغ 2.4 مليون سائح، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 3.4% مقارنة بفترة العام الماضي نفسها، وبلغ عدد ليالي المبيت حدود 10 مليون ليلة، إلا أن أحداث العنف الدامية التي عاشتها البلاد في أقل من أسبوع، عقب تجدد عمليات الاغتيال السياسي بعد مقتل المعارض اليساري محمد البراهمي رميًا بالرصاص في بيته، إلى جانب استهداف ومقتل 8 جنود في كمين إرهابي في جبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر، تشكل طعنة كبرى للاقتصاد التونسي ولاسيما قطاع السياحة الذي يساهم بنسبة 30% من الناتج الداخلي الخام.