القاهرة ـ محمد عبد الله
كشف رئيس لجنة السياحة الخارجية في الاتحاد المصري للغرف السياحية عادل عبدالرازق، عن أن مدينة "العين السخن" تعد كنزاً مصرياً مفقوداً، وذلك لعدم وجود مطار في المدينة، وهو ما تسبب في غياب العين السخنة عن خريطة السياحة الخارجية، وعدم إقبال السياح الأجانب إليها، رغم المقومات الهائلة التي تمتاز بها المدينة.
أضاف في تصريحات لـ"مصر اليوم" أن العين السخنة هي منتجع سياحي وإستثماري وصناعي على ساحل خليج السويس
في البحر الأحمر، فضلاً عن ثروتها المتمثلة في حقول للبترول والغاز ومشاريع للتكرير وإسالة الغاز، إضافة لميناء السخنة البحري، الذي استحوذت عليه شركة موانئ دبي العالمية، كما توجد قرب الميناء مصفاة كبيرة لتكرير السكر والوقود النباتي ومصنع لإنتاج الأمونيا.
وأوضح أن قربها من القاهرة، جعلها مصيفاً ومشتى مفضلاً للمصريين خصوصاً لرحلة اليوم الواحد، ورغم ذلك فإن معدلات الإشغال فيها خلال الوقت الحالي تتراوح بين 10% و 15%، وهي معدلات متدنية وسيئة للغاية، ولكن فرضتها الظروف التي تمر بها مصر.
واتخذت العين السخنة هذا الاسم لكثرة العيون الكبريتية الساخنة بها، والتي تستخدم للاستشفاء، وبها شواطئ غير صخرية ذات رمال بيضاء، كما أنها تعتبر مصيفاً طوال أشهر السنة صيفاً وشتاءً، ويوجد بها عدة مناطق وقرى سياحية تضم فنادق وشاليهات ويعد فندق العين السخنة الذي تم إنشاؤه في أوائل الستينيات أقدمها على الإطلاق.
وأثريا، عثرت البعثة الفرنسية للآثار في العين السخنة في العام 2006 على كنز أثري يرجع لفترة الدولتين الحديثة والوسطي في مصر، حيث يرجع عمره لأكثر من 4 آلاف عام خلت في منطقة جبل الجلالة، كما اكتشفت بعثة ألمانية مشابهة تمثالاً ضخماً للملك أمنحتب الثالث.
وتعقد في منتجعات العين السخنة العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية والمحلية المهمة، ومن بينها مؤتمر حول مصر والتغيرات المناخية، والذي نظمه مركز "حابي" للحقوق البيئية في العام 2007.
وتضم العين السخنة مجموعة شهيرة من أقدم أديرة الرهبان في العالم وذلك غربي الزعفرانة على الطريق إلى الكريمات، ومن أكثر هذه الأديرة شهرة دير الأب أنطونيوس، والذي يعتبره المؤرخون رائد الحياة الرهبانية، وكذلك دير الأب بول الشهير، وتم تشييد هذين الديرين قبل 16 قرناً، ولاتزال تمارس في هذه الأديرة طقوساً دينيةً لم تتغير منذ مئات السنين.
من ناحية أخرى، يعتقد مجموعة من المؤرخين بأن الجزء الشمالي من جل الجلاة البحرية هو النقطة التي عبر منها سيدنا موسى وبنو إسرائيل في خروجهم من أرض مصر إلى شبه جزيرة سيناء، ويستشهد هؤلاء المؤرخون في نظرياتهم هذه بحقيقة أن قاع البحر الأحمر وشواطئه وموانيه تتمتع بتاريخ بحري غني ومتنوع إذ كان الطريق الرئيسي المؤدي إلى الهند وجنوب آسيا بالنسبة لقدماء المصريين والفينيقيين.