أبوظبي – صوت الإمارات
بعد أن حلّقت فوق الأهرامات، ورصدت شروق الشمس في العاصمة المصرية؛ حطّت طائرة "سولار إمبلس 2"، التي تدور حول العالم بالاعتماد كلياً على الطاقة الشمسية في رحلتها التاريخية، في مطار القاهرة الدولي، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء.وكان في استقبال الطائرة وزير الطيران المدني المصري، شريف فتحي، وسفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، جمعة مبارك الجنيبي.
وتُعد القاهرة المحطة الـ16 من الرحلة العالمية لطائرة "سولار إمبلس 2"، وهي المحطة قبل النهائية التي ستكون في العاصمة أبوظبي التي كانت قد انطلقت منها في مارس من العام الماضي، بالشراكة مع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر).
وأقلعت الطائرة من إسبانيا متجهةً إلى مصر في 11 الجاري، وحلّقت مباشرةً فوق محطة خيماسولار للطاقة الشمسية الحرارية المركزة التي طورتها "مصدر"، والتي تقع على مسافة 60 كيلومتراً غرب إشبيلية، إذ تصل قدرة المحطة إلى 20 ميغاواط، وتوفر إمداداً مضموناً من الكهرباء على مدار الساعة بالاعتماد على الطاقة الشمسية المتجددة، كما هي الحال في طائرة "سولار إمبلس 2" التي نجحت بدورها في توظيف التقنيات المتطورة لإنتاج الطاقة من الشمس وتخزينها.
وأشار المستشار الأول للرئيس التنفيذي في "مصدر"، يوسف باصليب، الذي كان ضمن مستقبلي الطائرة في القاهرة، إلى أهمية هذا الإنجاز، مضيفاً: "يشكل وصول (سولار إمبلس 2) إلى مصر دليلاً جديداً على فاعلية تقنيات الطاقة النظيفة، وقدرتها على تحقيق مستقبل أكثر استدامة".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقد بحضور قائد الطائرة في رحلتها من إشبيلية إلى القاهرة، الطيار أندريه بورشبيرغ: "تمثل (سولار إمبلس 2) نافذة إلى المستقبل، وهي دليل واضح على ما يمكن تحقيقه اليوم بالاعتماد على التقنيات النظيفة، وتوسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة بشكل مستدام، والارتقاء بجودة حياة الناس حول العالم".
وأشاد بجهود الطيارين برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ، متمنياً لهما النجاح والتوفيق في المرحلة الأخيرة من رحلة "سولار إمبلس 2" حول العالم، التي ستكون أبوظبي محطتها الأخيرة.
وذكر الشاب الإماراتي الذي يرافق "سولار إمبلس" في رحلتها حول العالم: "يملأني الفخر إزاء التزام دولة الإمارات بتنويع مزيج مصادر الطاقة في مصر، ودعمها للتنمية المستدامة، وفيما نقترب من نهاية رحلتنا، فإنني أستلهم الأثر الإيجابي للطاقة النظيفة حول العالم، الذي يرمز إليه نجاح (سولار إمبلس 2)، لاسيما على المجتمعات الفقيرة وعلى الشباب".
ويُذكر أن طائرة "سولار إمبلس 2" بدأت رحلتها الطويلة من أبوظبي في مارس الماضي، وتضمنت محطاتها كلاً من سلطنة عمان والهند والصين واليابان والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا. وكانت الطائرة قد دارت حول نصف كوكب الأرض في الصيف الماضي، بعد تحقيقها عدداً من الأرقام القياسية في رحلتها عبر المحيط الهادي لمسافة 7212 كيلومتراً من اليابان إلى هاواي.