واشنطن ـ رولا عيسى
إذا كنت تظن أنك تعرف ولاية فلوريدا جيدًا فأنت حتمًا على خطأ، ففي مقاطعة بينيلاس وبين مدينة سان بيترسبيرغ وخليج بوكا سيغا، تقع مدينة "غولفبورت" الصغيرة، التي تشتهر بتميزها الكلاسيكي والفني، بعيدًا عن ناطحات السحاب والمنتزهات العامة.
لو قررت يومًا ما زيارة هذه المدينة الساحرة، فأول ما ستقع عينيكَ عليه السوق الفنية المزدحمة، ثم شارع الشاطئ المتخم بأفواج سياحية من ثقافات شتى، وستخطف عينيكَ مشاهد الباعة الجائلين والأطفال الذين يعزفون على الجيتار وأعداد لا بأس بها من السكان المحليين، والذين ستُميزهم عن غيرهم من خلال الكلاب التي يصحبونها معهم.
السوق مرتع للفنانين الذين نصبوا خيامًا صغيرة على طول امتداد الشارع، يعرضون فيها أعمالهم المبتذلة تارة والتي تستحق جوائز عظيمة تارة أخرى، بغض النظر عن أن بعضها كان محلي الصنع والبعض الأخر يستحق العرض في معارض، وتنوعت اللوحات بين بين الهدايا التذكارية الرخيصة واللوحات الزيتية العظيمة.
لكن لا يقتصر مسمى الفنانين هناك على الرسامين فقط، بل على الروائيين كذلك، وأشهرهم كان الروائي الأميركي "سام بلاك"، الذي اعتبر أن هذه السوق هو مكان غريب ومثير للدهشة وكلاسيكي للغاية.
وتعتبر غولفبروت مدينة ساحلية شبه كسولة ويُمكن أن نطلق عليها مدينة عصرية بصبغة من روح جزيرة كي ويست، ساحل المدينة يشبه كثيرًا ساحل منطقة بوهيما، باستثناء المنتجعات الممتدة على طول معظم ساحل فلوريدا.
وتصل مساحة البنية الأساسية لمنطقة وسط المدينة نحو 200 ياردة، وهي تخلو من المباني الحديثة، ولا يقل عمر المباني هناك عن 50 عامًا، فيما يمكنك أن ترى بوضوح أنه قد تم استصلاح وإعادة ترتيب جميع المحال التجارية والمطاعم والمعارض الفنية.
يزخم شارع الشاطئ بالمقاهي والبارات العتيقة والمتواضعة، لكن باستثناء هذا الشارع، تصبح الغلبة لعنصر التطور والأناقة، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم أرقى أنواع الطعام، الذي يأتي من ضواحي المدن الكبيرة.
وفي مطعم مثل مطعم "بياس تارتورا"، يشي الطعام برومانسية وينقلك فجأة إلى توسكانا في إيطاليا، ويضاهي طبق المقبلات الطازج مقبلات بيزا أو فلورنسا، ناهيك عن الأطباق الجنوبية الكلاسيكية في مطعم "إيزابيلا" في فندق "هيستروك بينسويلا".
لكن المفاجئات لا تنتهي عند هذا الحد، فهناك كازينو المدينة، الذي يعد أكثر من مجرد مكان للقمار، بل هو أيضًا مكانًا مناسبًا للاحتفال والرقص، حيث يشمل برنامجًا لرقص التانغو كل ثلاثاء، وسوينغ كل أربعاء، وليلة لاتينية كل خميس، ورقص عام في أمسيات الأحد، وحالما تخرج من قاعة الرقص ستجد نصبًا تذكاريًا عجيبًا لقط مكتوب عليه "إلى قط الكازينو موريس "1970-1985".
إنها مدينة صغيرة لكنها كلاسيكية وحديثة في نفس الوقت نفسه، أنيقة وبشعة أحيانًا، حتى شاطئ بوكا سيجا مصاب بنفس انفصام الشخصية الموجود في المدينة، فهناك حافة شرقية وعرة وفي الوقت نفسه رمال مضيئة وحافة غربية خلابة.