ساحل الجبل الأسود المطل على البحر الأدرياتيكي

تعد جمهورية الجبل الأسود "مونتينيغرو" وجهة سياحية جديدة للإماراتيين والمقيمين، خصوصًا خلال إجازة الصيف، لما تمتاز به من مقومات سياحية كبيرة من حيث المناظر الطبيعية الخلابة، والشواطئ والمناطق الجبلية والبحرية الأخاذة، والجو المعتدل صيفًا. ويمتد شريطها الساحلي على 295 كيلومترًا على طول البحر الأدرياتيكي، ما يمنح جبالها ومناطقها الداخلية إطلالات خلابة على البحر. وتمثل الجبال نحو 70% من مساحة البلاد، مشكلة حوارية طبيعية بين البحر والأعالي، إذ يصل ارتفاع الجبال إلى 800 متر عن سطح البحر.

الجبل الأسود دولة فتية، أعلنت استقلالها عن صربيا عام 2006، ويبلع عدد المسلمين فيها أكثر من 120 ألف نسمة، بنسبة خمس العدد الإجمالي للسكان البالغ 660 ألف نسمة. وتمثل المنطقة التاريخية في العاصمة بورغوريتشا شاهدًا على ذاكرة المسلمين في الجبل الأسود، إذ كانت تضم تلك المنطقة سبعة مساجد ومنزلًا يعود تاريخ بنائه إلى عام 1826، كان يمثل مجلسًا للقاء الناس، خصوصًا في شهر رمضان، إذ يشهد البيت توزيع طعام الإفطار والسحور على الفقراء.

ويلتقي ساحل الجبل الأسود المطل على البحر الأدرياتيكي بالمضيق الجنوبي الأقصى في أوروبا، خليج كوتور، وتزدان شواطئها بشجر النخيل، وترسم الجبال الخضراء كثيفة الشجر وراءها لوحة ساحرة، تجسّد قلب أفضل أماكن التجوال في حوض البحر المتوسط. والخليج، المصنُف قاعدة بحرية منذ أيام الامبراطورية الرومانية، قائم منذ قرون. أما اليوم، فهو معروف بجماله الطبيعي وكنوزه التاريخية والثقافية، من بينها بلدتان هما بيراست وكوتور اللتان تُصنّفان من المواقع التراثية العالمية في قائمة منظمة اليونسكو، وجزيرتان تاريختان هما "سيدة الصخور"، و"سان جورج".

روعة هذا الساحل ما هي إلا بداية لعجائب غنية ومتنوعة في منطقة الجبل الأسود التي تمتد على مساحة 14 ألف كيلومتر مربع؛ من ركوب الطوافات المائية في نهر تارا، أعمق أخدود مائي في أوروبا (يأتي بعد جراند كانيون في أريزونا)، إلى استكشاف الأراضي الجليدية والوديان العميقة لمنتزه دورميتور الوطني المُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني، والذي يضم آخر غابة صنوبريات عذراء. ويمكن الاختيار ما بين الاستمتاع بأيام الصيف الهادئة على الشواطئ الرملية الشاسعة لساحل أولسينيسكا ريفييرا، أو ممارسة رياضة التزلج الشتوية في بلدة كولاشين. ويمكن الاستمتاع أيضًا برياضات أخرى من السباحة الهوائية في جبال بيالاشنيتا، إلى التزلج على الماء في بحيرة سكادار الواسعة، وهي أكبر بحيرة ذات مياه حلوة في جنوب شرق أوروبا، كما تحوي أكبر محمية للطيور في أوروبا.

وتغطي الجبال التي يتجاوز ارتفاعها 800 متر عن سطح البحر أكثر من 70% من البلاد. وعلى الرغم من كل ذلك، يتبين أن سبر أغوار المناطق الداخلية غير المُكتشفة بعد يرسم صورة متنوعة عن سكون البرية وجمالها، بما تشمل من مراعٍ ومروج مرتفعة تنتشر فيها البحيرات والكتل الجليدية المخفية؛ وشلالات ساحرة، وكهوف صخرية وجليدية؛ وغابات بدائية كثيفة الشجر، وحقول غنية بالعنب البري. وتقع هذه الحياة البرية التي لم تمسّها يد الإنسان من قبل على بُعد 100 كيلومتر من بورتو مونتينيغرو، وتضم أكثر من 3000 كيلومتر من المسارات وطرق التنزه القديمة.