المضايق البحرية لسفن الشحن والسياحة

أطلقت النرويج إشارة البدء في تنفيذ أول نفق لعبور السفن في العالم، وهو ما سيشكل طريقًا مختصرًا خلال المضايق البحرية لسفن الشحن والسياحة.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ستبلغ تكلفة المشروع حوالي 2.7 مليون كرونة أي ما يعادل 260 مليون جنية أسترليني، وهي تكلفة مناسبة للغاية نظرًا لأن البلاد تمتلك ثروة ضخمة في النفط والغاز في البحر الشمالي، ومن المقرر أن ينفذ المشروع في غرب النرويج بشبه جزيرة ستاد، فيما تحرص الحكومة على بناء النفق على ارتفاع كبير بحيث يسمح بعبور سفن هورتيغروتين السياحية العملاقة التي تبحر بين مدينتي بيرغن وكيركينيس، بالإضافة إلى عبور السفن التي يصل وزنها 1600 طن.

ونظرًا لأن الجزيرة يصل ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 1600 قدم وتقع بها سلسة ترافالديسغا الجبلية، فضلًا عن أنها غالبًا ما تشهد اعاصير جوية ورياح خطرة، فإن النفق سيشكل ممرًا آمنًا للسفن من الكوارث الجوية في المنطقة، بينما كشف مؤخرًا استطلاع للرأي أن عدد السفن التي تحطمت في شبه جزيرة ستاد، بسبب الكوارث الجوية، قد وصل إلى 46 سفينة، مع نحو 33 حالة وفاة، وذلك منذ عام 1945.

وأفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن عضو البرلمان المحلي المحافظ، بيرون لوديميل، وصف المشروع بأنه "قرار تاريخي"، كما أن النفق نفسه سيصبح أحد الوجهات السياحية في النرويج بحلول موعد افتتاحه عام 2029، ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ المشروع العام المقبل، وسيصل ارتفاعه نحو 148 قدمًا وعرضه 118 قدمًا، وطوله نحو ميل واحد، وقد تم اختياره عوضًا عن بناء قناة سفن تقليدية، بسبب الأضرار البيئة التي ستخلفها القناة على الجزيرة.

وفي الوقت الراهن، تعبر السفن السياحية والعبارات التابعة لشركة "إكسبرس الساحل النرويجي" إلى مدينة أهيم على مضيق فانيلفسفجوردين، ثم تضطر إلى الذهاب إلى شبه جزيرة ستاد في سبيل الوصول إلى مدينة مالوي، إلا أن النفق سيوفر طريقًا مختصرًا للسفن، بحيث ستكون قريبة من جزيرة بارمويا، وهو الأمر الذي سيوفر الوقت والأموال على حد سواء.
وحاليًا، ألقت الحكومة النروجية بثقلها وراء هذا المشروع، إلا أنها بحاجة لتصويت من قبل البرلمان النرويجي كي تشرع في تنفيذه، فيما تم تصميم المشروع من قبل شركة التصميم الإنشائي "سنوهيتا"، صاحبة تصميم أول منزل أوبرا وطنية في أوسلو، والمقر الجديد لصحيفة "لاموند" الفرنسية في العاصمة باريس.