جزيرة كاليمنوس

رودس وكوس هي أسماء دوديكانيزية كبيرة، ولكن تلك الرحلة الجديدة على الجزيرة المشهورة بالأحجار الكريمة الصغيرة، حيث يستمتع الزوار بالشواطئ الرائعة، التي ترى من خلالها زرقة المياه في البحر، والذي يبدو وكأنها صورة مرسومة عن طريق الفوتوشوب أو صورة مفلترة على موقع "إنستغرام"، فهناك 12 جزيرة كبيرة، بالإضافة إلى عشرات الجزر الأصغر منها. 

وكانت أثارت أزمة اللاجئين على الحجوزات في المنطقة، على حد قول المشغلين، على الرغم من أن معظم الجزر، لا سيما الأقل شهرة، لم تتأثر بتلك الأزمة، واستمرت الرحلة لتلك الجزر؛ كاليمنوس، وتيليندوس، وليروس وليبسي لمدة أسبوع، فمن السهل أن تقوم بتلك الرحلة بشكل مستقل، إلا أنني قررت السماح لشخص آخر الحجز عني للفنادق، وهم منظمي الرحلات السياحية التي قدمت تلك الجزر ضمن محفظتها وقاموا بتوفير النصائح والاستشارات للزوار، إذ يمكنك السفر من كوس، إلى كاليمنوس بعد 40 دقيقة. 

وتعتبر تلك الجزيرة قبلة لمتسلقي الصخور، الذين يأتون للتسلق عند غروب الشمس،وبعد التوقف لتناول فطيرة السبانخ محلية الصنع في مقهى إثريل في ماسوري، زرت أنا ومرشدي أجيوس سافاس، وتشتهر الجزيرة بالرسامين والحرف التقليدية، وهناك العديد من الكنائس الجميلة، ولكن سافاس: يتميز بالدير الداخلي المغطي بالذهب، ثم، إلى المتحف الآثري الرسمي للرخام والتماثيل الهلنستية المجيدة والمتحف الشعبي التي تديره عائلة في منزل تقليدي، حيث تعلمت الغوص. 

وتشتهر كاليمنوس بشيء آخر، حيث أحببت المد والجزر، ويوجد هناك أيضًا الكثير من الشواطئ المنعزلة للاستكشاف، وكان شاطئ فليشادا هو المفضل لدي، وميرتيز، حيث مكثت في شقق ميرتيز بوتيك، التي كانت جميلة جدًا.

وعلى بعد عشر دقائق بالقارب من كاليمنوس تقع جزيرة بركان تيليندوس، التي تشكلت قبل 1500 عام، عن طريق سلسلة من الزلازل وانضمت إلى كاليمنوس، خلال 50 القرن الماضي، وكتب ريتشارد ماديلي الروايات خلال إقامته في تلك الجزيرة، ومن بين تلك الفنادق الموجودة على الجزيرة هو "بورتو بوثا"، حيث بقيت لليلة، فهو جميل، وبسيط تديره عائلة، يقع علىى بعد خمس دقائق من البحر "كما يوجد هناك حمام سباحة من مياه البحر". 

وفي اليوم التالي، عدت مرة أخرى، إلى ليبسي، على بعد أكثر من ساعة عن طريق القوارب وتعداد سكانها 750، فنيكو المرشد السياحي الذي يصطحبني، يعرف الجميع في الجزيرة، بالإضافة إلى أن قوات الشرطة والجيش تتكون من أربعة أشخاص، حيث أخبرني زوجان قابلتهما أنهم أحبا بعضهم البعض خلال زيارتهم إلى ليبسي في المرة الأولى، لذا واصلوا العودة إلى تلك الجزيرة، وسكان الجزر يعاملونهم كعائلة الآن. 

وفي المساء، تجولت حول الساحة الخلابة قبل أن نجلس في مقهى دو مولين، لأكل الزيتون المحلي والمستكة، كما يعتبر ألتراس في يانيس تافيرنا خيارًا جيدًا، ويقع فندق "أفروديتي" على حافة قرية ليبسي وعلى مقربة من الميناء، وهو قاعدة مثالية. 

وتعد ليبسي، جزيرة خضراء، لديها أكثر الشواطئ الخلابة التي قمت بزيارتها، سواء الرملية أو تلك الشواطئ التي تنتشر على سواحلها الحصى، ففي الجنوب يقع شاطئ هوهلاكورا المنعزل، كما تشكل الصخور قوسًا طبيعيًا والمياه واضحة للغطس، كما هو الحال مع معظم الشواطئ هنا، إنها خالية من كراسي الاستلقاء للتشمس وغيرها، بالقرب من كنيسة باناجيا تو هارو، حامية الجزيرة. 

وكانت وجهتي التالية ليروس، أقل من ساعة ونصف، موطنًا لما يعرف باسم "نقطة ساخنة" المهاجرين، وكثير منهم يعيشون في مستشفى نفساني قديم، عبر خليج لاكي، ذلك المبنى نفسه له تاريخ رائع، وأثناء الرحلة في ظل أشجار السنط خارج المدينة التقيت خالد وسليم من سورية، وكانا هنا في ليروس منذ سبعة أشهر، وقالوا إن جزر بحر إيجه هي الجنة لقضاء العطلات، ولكن بالنسبة للاجئين أشارا على أنهم في طي النسيان من قبل البر الرئيسي.

وأصبحت مهووسًا قليلًا مع ليروز ومنافساته، حيث الهندسة المعمارية والتاريخ  في لاكي، وميناء المدينة التي بنيت على نمط رازيوناليسمو موسوليني، أعتقد الفاشية شبه الفن ديكو، خلال أيام الاحتلال الإيطالي، ويوجد مخبئًا محفوظًا كمتحف للحرب، وكان الميناء الثاني من أجيا مارينا، بالقرب من مكان إقامتي في فندق "ليروس نيفيلي"، مختلفًا جدًا، فهي مزيج من البيوت البيضاء والباستيل الموجودين في شوارع ضيقة مثل شيء من لوحة بوينتيليست - والمعجنات في بارادوسياكو كانت باذخة. 

وتعد الجزيرة أكبر من غيرها، وتستحق استئجار سيارة لاستكشافها، وشاطئ بانتليني هو بقعة لا بد من زيارتها، كما يجب تسلق 300 متر إلى الحصن البيزنطي، الذي يوجد فوق أبيتيكي، فليروس جزيرة متعددة الأوجه، فهي مثالية للاسترخاء والتجول في التاريخ الأكثر حداثة، وقد زار العديد من الناس دوديكانيز منذ العصور القديمة، من بينهم الرومان والعثمانيين. 

كيفية السفر

يمكنك السفر بواسطة سونفيل sunvil.co.uk، حيث تبدأ الرحلة ذهابًا وإيابًا لمدة سبع ليال في رحلة دوديكانيس مقابل 750 جنيه إسترليني أو 10 ليال مقابل 1000 جنيه إسترليني شاملًا المبيت والإفطار، بما في ذلك الرحلات من غاتويك إلى كوس وجميع عمليات النقل والعبارات في أبريل ومايو وأكتوبر، والأسعار خلال فصل الصيف أعلى.