القاهرة- مينا جرجس
نجحت الحكومة المصرية في الترويج للسياحة العلاجية، واستعانت بعدد كبير من المشاهير الأجانب الذين اهتموا بالترويج لملف السياحة العلاجية، وسط ما يتوافر في مصر من منتجعات طبية عالية المستوى، في محافظة البحر الأحمر وواحة سيوة، وكذلك تفوق مصر في علاج "فيروس سي" بأرخص الأسعار العالمية. ونجحت الحملات الترويجية الكبرى التي أطلقتها مصر في جذب الكثير من السياح المرضى من مختلف دول العالم، للخضوع للعلاج المصري، حيث تمتلك مصر 16 موقعًا داخليا وساحليًا للعلاج، منها واحة سيوة، وحلوان، التي اشتهرت بأنها مدينة الشفاء المقدس، ووادي مريوط ووادي النطرون وواحة منيا في الصحراء الغربية، وواحة آمون، والعين السخنة، وحمامات كليوباترا في البحر الأحمر، وغيرها.
وشهدت مصر حضور عدد كبير من نجوم العالم للترويج للسياحة العلاجية، أبرزهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي حضر للترويج لعلاج "فيروس سي" في مصر، كما حضر النجم البرازيلي الشهير رونالدينيو للترويج للعلاج ذاته، وأعلن عن إطلاق مؤسسة علاجية في مصر تحمل اسمه، كما وصل مصر أيضًا نجم ريال مدريد السابق، ميشيل سالغادو، والنجم البرازيلي روبرتو كارلوس، ونجم برشلونة السابق ديكو، للترويج للسياحة العلاجية في مصر. وتسعى وزارة السياحة المصرية، بالتعاون مع وزارة الخارجية، إلى إصدار كتب دورية للمصريين المقيمين في الخارج، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، للترويج للسياحة العلاجية. ويبدأ موسم السياحة العلاجية في واحة سيوة في يوليو/ تموز، وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول، للعلاج بالحمامات الرملية الساخنة، التي يتوافد إليها الكثير من المرضى سنويًا من كل أنحاء العالم؛ إذ بلغ عدد المرضى الذين ترددوا على سيوة العام الماضي، لتلقي العلاج، 5500 شخص.
وقُدر عدد العيون الموزعة في معظم أنحاء مصر بـ1356 عينًا، منها خمسة في عيون حلوان، وثلاثة في عين الصيرة، و36 في الفيوم وأربعة في وادي الريان، و33 في شبه جزيرة سيناء، و315 في الواحة البحرية، و106 في سيوة، إضافة إلى عدد هائل يقدر بـ564 في الواحات الداخلة، و188 في الخارجة، و75 في الفرافرة، والباقي ينتشر في خليج السويس والقطارة ووادي النطرون والجارة.
وتعد شبه جزيرة سيناء أكبر صيدلية عشبية عالمية، وفق حسب تصريحات منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن سيناء تضم مئات الأنواع من الأعشاب النادرة، وتتهافت عليها شركات الأدوية العالمية. وتضم منطقة سانت كاترين 472 نوعًا من الأعشاب والنباتات الطبية، منها 42 نوعًا من النباتات النادرة، وتعالج هذه الأعشاب العديد من الأمراض ومنها مثلاً عشبة "الهنيدة"، التي تساهم في القضاء على الحصوات والأملاح والنقرس، وعشبة "الساموا"، التي تساعد في علاج السكري وطرد السموم، وعشبة "الجعدة"، التي تفيد في علاج المسالك البولية والبكتيريا والوزن الزائد، وعشبة "القيصوم"، التي تساعد في علاج الصداع والرمد، ولمرضى الفقرات والمفاصل، هناك زيت الأعشاب المكون من 40 نوعًا من النباتات، الذي يستخدم لتدليك الفقرات والمفاصل، وعلاج الخشونة وحساسية الجلد، وعشبة "شاي الروزماري"، التي تساعد في علاج التهاب اللوزتين والمفاصل، كما أنها مهدئة للعضلات، وعشبة "اللصف"، التي تنبت في شقوق الصخور وتساهم في علاج الروماتيزم، حيث يتم غلي أوراقها وتبخير المصاب بها، وعشب "العاذر" التي تشبه الزعتر، وتفيد في علاج المغص.
وتمتلك سيناء حمامات كبريتية في جبل حمام فرعون، والذي يخرج من سفحه نبع كبريتي درجة حرارته 57 درجة مئوية، ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع في الجبل، حيث ينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيدًا عن فم النبع، تجنبًا لحرارته، ثم يقتربون من النبع تدريجيًا، ويعالج هذا النبع العديد من أمراض العظام والأمراض الجلدية، والأمر نفسه ينطبق على حمام موسى، في طور سيناء. وفي منطقة البحر الأحمر، تتميز مدينة سفاجا بمجموعة من العوامل الطبيعية، تجعلها أنسب مكان في العالم لعلاج الصدفية والروماتيزم، حيث تتميز مياه البحر في هذه المدينة بملوحتها العالية والتى تصل إلى 35 %، كما أن مناخ سفاجا ذا الشمس الدافئة، والموجودة طيلة العام، له فوائد عظيمة لمن يعانون من أمراض القلب والكبد والكلى والدرن الرئوي وضغط الدم المرتفع والصرع والأمراض العصبية.
وتحتوي رمال سفاجا على ثلاث مواد مشعة غير ضارة، هي اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم، مع ارتفاع في كمية أملاح الذهب التي تستخدم في علاج مرض الروماتويد، والالتهابات المفصلية المزمنة والحادة، والتورم والارتشاح المفصلي والالتهابات الجلدية المصاحبة للروماتويد. وفي صعيد مصر، تتمتع أسوان بشهرة واسعة فى علاج الروماتيزم والالتهاب الشعبي والربو، نتيجة طبيعة الطقس في أسوان، بارتفاع نسبة الآشعة فوق البنفسجية وانخفاض نسبة الرطوبة، حيث تصل إلى 43.4% خلال الفترة من ديسمبر/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار.
وأعلن رئيس الجمعية السويدية للاستثمار، المهندس قدري النجار، أنه التقى عددًا من المستثمرين، من بينهم المستشار ممدوح حافظ ، رئيس عدد من الشركات في مطروح، في إطار دراسة إمكانية تأسيس استثمارات من قبل بعض الشركات السويدية البولندية في سيوة، خاصة في مجال السياحة العلاجية. وقال النجار إن السويد تعتبر من أكبر الدول التي تضخ استثمارات في مجال السياحة العلاجية، وبالتالي يجري التنسيق مع ثماني شركات كبرى للدخول إلى السوق المصري.
وقال نقيب السياحيين، باسم حلقة، إن عددًا كبيرًا من المشاهير على مستوى العالم جاءوا إلى مصر للسياحة فقط، دون أن يحمّلوا الحكومة المصرية أعباء الإقامة أو السفر، بينما لم تستفد منهم الحكومة المصرية من الترويج للسياحة بشكل كبير. وأشار إلى أن السياحة العلاجية في مصر ليست مستغلة بالشكل الصحيح، حيث قامت مصر بالحديث عنها ولكنها لم تحدد أماكنها وتروج لها بشكل يجبر السائح على القدوم إلى مصر للعلاج، فالوزارة لم تقم بالربط بينها وبين وزارة الصحة، للاستفادة من الأطباء في هذا المجال.