رياضة "كنيزة"

قد تبدو الرياضات أو دور الضيافة في المدينة الحمراء متشابهة من الوهلة الأولى، إلا أنه عند إمعان النظر فيها جيدًا، وزيارة عدد منها، تختلف الرؤية بشكلٍ كبيرٍ، حيثُ يصبح كل رياض يختلف عن الآخر في العديد من اللمسات والخامات التقليدية المغربية، سواء كانت عصرية أو تقليدية، ومن بين الرياضات المميزة التي تم ترميمها وتجديدها على جميع المستويات هو رياض "كنيزة" الذي يمتلك شهرة كبيرة في المدينة الحمراء، وذلك لمميزاته وخصائصه المتعددة والمتنوعة.


فقد تحول هذا الرياض في فترة من الزمن إلى قبلة راقية سياحية، يقصدها السياح الأجانب لقضاء أروع الأوقات، ومُختلف عطلهم السنوية، وساهم في هذا الإقبال الكبير جماليته الراقية المميزة التي تُحققها الهندسية المغربية العريقة التي تم اعتمادها في فضاءاته، والتنسيق في ما بينها، للحصول على تلك الإطلالة المتجددة والمميزة بالنقوش المعتمدة في جبس الأسقف والجدران، فضلًا عن نقوش الخشب التي تم اعتمادها بجمالية ساحرة، أعطت الأبواب الضخمة المتواجدة في مختلف فضاءات الرياض نوعًا من الفخامة والرقي، وزادت الأسقف والنوافذ تلك الجمالية الراقية والمميزة التي تُعطي الرياض تلك النعومة واللمسة العريقة المغربية التي غالبًا ما تجد السياح يقبلون على هذه الفضاءات فقط للاستمتاع بها، والتعرف عليها عن قرب.
كما أنّ هذا الرياض يتمتع بجمالية خرافية تعود إلى حقبة زمنية قديمة، نلمسها في الفترة العثمانية، مع خامات أندلسية ومغربية مميزة، تظهر من خلال زخارف تلك اللوحات الفنية التي يقدمها الفسيفساء والزليج الفاسي الذي يزين الجدران، ويمنحها الرقة والجمالية الساحرة، إضافةً إلى جمالية الأرضية التي يُزينها الرخام الفاخر المُعتمد كتجديد ولمسة من الفخامة دون نسيان تلك اللمسة الناعمة والتقليدية التي تُزين بهو الرياض وهي النافورة المائية التي تُعطيه الرقة والجمالية، لا سيما عند ما تسمع خرير المياه الذي يُطرب الآذان، ويمتعها بسامفونية راقية تتناغم في أرجاء الرياض لتعطيه الرقة والفخامة.


هذا وتتنوع الفضاءات في الرياض بين الغرف الفاخرة والراقية، وبين الأجنحة الفخمة التي تم تجهيزها كاملةً ومن دون استثناء بأرقى الأثاث، وأفخر الأفرشة، وأجمل الديكورات، والتحف الفنية، والإكسسوارات المغربية التقليدية التي تتنوع بين الفوانيس، واللوحات الفنية، ومختلف الإكسسوارات التي تُزيد المكان روعة وجمالية، هذا بالإضافة إلى أنّ الرياض يتمتع بمسبح مُغطى مجهز على أكمل وجه بكل اللوازم الخاصة بالسباحة، ومنح الراحة والهدوء إلى كل الزبائن والنزلاء من مختلف الجنسيات، والذين يقصدون الرياض في مختلف الفصول السنوية للاستمتاع بالراحة والهدوء التام.


ولا يمكن للرياض أن يكتمل في التألق والجمالية، دون ذلك التراس الراقي والمميز الذي خصص للاستمتاع بحمام شمس دافئ وهادئ ومريح، والذي تمت العناية به على أكمل وجه من حيث اختيار الأثاث المناسب، والديكورات، والمكلمة، وخامة الطبيعة من النباتات والأشجار التي تم اعتمادها كذلك لإكمال الصورة المتألقة والراقية، إضافةً إلى مجموعة من اللمسات التقليدية التي تم استخدامها ليس فقط في التراس الذي يتميز بإطلالة ساحرة وبانورامية على جبال الأطلس الكبير، وعلى المدينة العتيقة في مراكش، بل كل أرجاء الرياض وفضاءاته، حيثُ تم اختيار أجود اللمسات وأرقاها لمنحها الرقة والجمالية من وسائد مطرزة تقليدية إلى مبخرات كبيرة وصغيرة والتي تم اعتمادها كديكورات راقية تزيد من جمالية المكان، إضافةً إلى جملة من القطع، والألوان، والزخارف، والخامات التي تخطف الأنظار، وتجعل الرياض يحظى بإعجاب الملايين من السياح، ويفضلون الإقامة فيه في كل الأوقات.