مطار دبي الدولي

أكدت صحف وتقارير غربية أن دبي نجحت في الظفر بتاج قطاع الطيران العالمي عبر مسارين يتمثل الأول في التوسعات الضخمة التي تشهدها مطاراتها والثاني في النمو الكبير لـ(طيران الإمارات) من حيث الحجم والعدد والوجهات الجغرافية.

وقد أكد رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، أن مطار دبي الدولي يسير بخطى واثقة نحو تحقيق هدف زيادة أعداد المسافرين إلى أكثر من 70 مليون مسافر بنهاية العام الجاري.

وأوضح آل مكتوم في مقاله الشهري في العدد الجديد من نشرة "عبر دبي" لشهر أيلول/ سبتمبر، التي تصدرها هيئة دبي للطيران المدني باللغتين العربية والإنجليزية، أن كل المؤشرات تفيد بأننا قادرون على تحقيق ذلك، بعد أن تجاوزت أعداد المسافرين عتبة الخمسة ملايين مسافر شهرياً للشهر التاسع عشر على التوالي، في خطوة تعكس مدى أهمية مطار دبي الدولي على خريطة الطيران العالمية.

وأكد آل مكتوم استعداد مطار دبي الدولي لجني ثمار القرار الاستراتيجي بتطوير مدرجي مطار دبي الدولي، التي تعد أكبر عملية تحديث متخصصة بمدرجات المطارات على امتداد تاريخ الطيران المدني.

وأشار آل مكتوم إلى أن قائمة الفوائد التي سنجنيها من وراء تحديث مدرجي المطار عديدة، وفي مقدمتها ترسيخ سمعة دبي مركزًا عالمياً للطيران، يملك مدرجات هبوط حديثة ومتطورة توفر أعلى معايير السلامة والأمان في العالم.

وأضاف آل مكتوم أنه ستسهم سرعة دوران حركة الطائرات على أرض مطار دبي وفي أجوائه التي أصبحت ممكنة بفضل عملية التحديث، في تحقيق مرونة أكبر في إقلاع وهبوط الطائرات، وتخفيض تكلفة الوقود التي تمثل نسبة 30% من تكاليف تشغيل شركات الطيران، وهذه الميزة التنافسية تجعل مطار دبي الدولي الخيار الأمثل أمام شركات الطيران لتسيير شبكة رحلاتها الإقليمية.

وأبرزت الصحف العالمية الأهمية المتنامية لقطاع الطيران في دبي، والاهتمام الذي توليه القيادة لتعزيز مكانته على الصعيد العالمي.

وأضافت صحيفة وول ستريت جورنال أن دبي كشفت النقاب عن خطط لتطوير ثاني مطار عملاق على مشارف المدينة، للوفاء بمتطلبات نمو شركة طيران الإمارات سريع الوتيرة، حتى يتمكن في نهاية المطاف من استقبال 240 مليون مسافر سنويا.

وتابعت الصحيفة أن هذه المدينة العالمية تعتزم توسعة ثاني مطاراتها، وهو مطار آل مكتوم الدولي، ليكون قادرًا على استقبال 120 مليون مسافر خلال فترة زمنية تتراوح بين ستة إلى ثمانية أعوام، ومن شأن ذلك مواكبة النمو المتوقع للإمارة.

كما أكدت الصحيفة أن طيران الإمارات، أكبر ناقلة دولية في العالم، سجلت طلبيات كبيرة من طائرات بوينغ، وإيرباص في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الأمر الذي ساهم في أن يصبح مطار دبي الدولي أكثر مطارات العالم ازدحاما في الربع الأول.

ونقل طيران الإمارات 44.5 مليون مسافر العام الماضي، بزيادة 13% عن فترة سابقة.

فيما لو حافظ على هذا المعدل من النمو، فإنها ستنقل حوالي 93 مليون مسافر في السنة المنتهية في مارس 2020.

وتسعى مؤسسة مطارات دبي إلى بناء طاقة إضافية في المطار الحالي، آملة استقبال 100 مليون مسافر بحلول 2018.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم طيران الإمارات ترحيبه بخطط توسعة دبي وورلد سنترال، مضيفًا أن قرار انتقال طيران الإمارات من عدمه إلى الوجهة الجديدة هو قرار راجع إلى الحكومة.

ونقل التقرير عن مؤسسة مطارات دبي القول، إن قطاع الطيران يتوقع أن يدعم خلق 322 ألف وظيفة، ويساهم بنسبة 28% من ناتج دبي المحلي الإجمالي بحلول 2020.

ومن جانبها أكدت صحيفة تلغراف البريطانية أن دبي، التي انتزعت فعليًا، التاج من لندن كوجهة طيران عالمية، أعلنت عن خطط لاستثمار 32 مليار دولار في تطوير ثاني مطاراتها المقدر له ان يصبح أكبر مطار في العالم.

وأضافت الصحيفة ان تهديد مكانة لندن كزعيمة للطيران العالمي من توسعة مطارات في الشرق الأوسط، انتقل إلى مستوى آخر، بعد إعلان دبي اعتزامها استثمار 32 مليار دولار (19.8 مليار جنيه) في خلق وجهة عملاقة في قلب الصحراء.

ومن المقرر أن يصبح مطار آل مكتوم الدولي أكبر مطار في العالم بعيد توسعته، والتي ستجري على مرحلتين. الأولى بين 6-8 سنوات، والتي سترفع الطاقة إلى 120 مليون مسافر سنويا، أكثر بـ40 مليونا من طاقة هيثرو القصوى الحالية، وسيصبح في نهاية المطاف قادرا على استقبال 240 مليونا سنويا.

وأضافت الصحيفة أن مطار دبي الدولي الرئيسي، يشكل حاليًا تهديدًا لهيمنة مطار هيثرو، كمركز للطيران. ففي الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالي، تفوق على هيثرو، كأكثر المطارات ازدحاما في العالم من حيث حركة المسافرين الدوليين.

كما أوضحت صحيفة بزنس انسايدر الإمارة الساحلية ستحظى بمطار دولي عملاق ثان، إلى جانب مطارها الدولي الضخم الحالي.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن مؤسسة مطارات دبي تتوقع أن يستقبل مطار آل مكتوم الدولي 120 مليون مسافر سنويا، مما يجعله أكثر مطارات العالم ازدحاما. وان هذه التوسعة المتوقع ان تستغرق ما بين ست إلى ثماني سنوات، ستمكنه من استقبال قرابة 100 طائرة من نوع إيرباص إيه 380 سوبر جمبو بوقت واحد.

وسيكون هذا المطار بمثابة نقطة محورية لدبي وورلد سنترال، «المدينة المطار» المبني خصيصا، على بعد 23 ميلا خارج دبي. وسيضم هذا المرفق الأشبه بالمدينة، بمساحته التي تمتد إلى 54 ميلا مربعا، كل شيء من المحال التجارية والسكنية، والترفيهية، ومنشآت شحن وسفر جوي من أعلى الطرز العالمية.

ونقلت عن بول غريفيثس الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي قوله ان المستقبل يكمن في دبي وورلد سنترال. وأشار غريفيثس إلى أنه وفي ظل وجود خيارات محدودة امام مزيد من النمو في مطار دبي الدولي، فقد تم التوجه نحو الخطوة التالية من المستقبل ببناء مطار حديث جدا، لا يضمن الطاقة المطلوبة في العقود القادمة فقط، ولكنه سيوفر المرافق الأحدث في العالم التي ستحدث ثورة في تجربة الطيران على نطاق غير مسبوق.

أما صحيفة تورنتو ستار في ذات الاتجاه فقالت إن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي اعطى موافقته على خطة توسيع ثاني مطار في المدينة، يرى المسؤولون أنه سيكون في ناهية المطاف الأكبر في العالم، وفقا لما ذكرته مغلة مطارات وجهة الشرق الأوسط التجارية. وأضافت الصحيفة الكندية، ان الإمارة تطلق العنان لمشروعات بناء عملاقة بينها مطار آل مكتوم الدولي في دبي وورلد سنترال.

فيما حل مطار دبي الدولي في المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمركز السادس عالميا في قائمة تصنيفات أكثر مطارات الشحن ازدحاما في العالم وضعها مجلس المطارات الدولي، وفقا للشحة الطني لأحدث شهر وهو شهر يوليو. فقد ناول مطار دبي الدولي 184.72 طنا في شهر يوليو مقارنة مع 180.03 طنا في شهر يونيو .

أكد المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني، محمد عبد الله أهلي، في مقال في نشرة "عبر دبي" أن دبي أصبحت تملك أحدث مدرجات للهبوط والإقلاع في العالم تتيح التعامل مع عدد اكبر من الطائرات في زمن قصير مع توفير أقصى درجات السلامة عند دخول وخروج الطائرات إلى المدرجات.

وأضاف أهلي: «لم يكن هناك مفر من تطوير البنية الأرضية حتى تتلاءم مع متطلبات التغيير واستيعاب نمو الحركة الجوية في دبي التي تنمو سنوياً بنسبة متوسطة تتراوح بين 5% و7 % بالمقارنة مع متوسط النمو العالمي الذي يبلغ 3.5% فقط».

وأوضح أهلي أن التوسع المستمر في رحلات الربط الجوي لطيران الإمارات وفلاي دبي وغيرهما من شركات الطيران العالمية أدى إلى تزايد كثافة الحركة الجوية في مطار دبي الدولي وجعلت عملية التطوير حتمية.

وأكد رئيس قسم الموارد البشرية في هيئة دبي للطيران المدني حمد الجناحي أن نسبة التوطين بالهيئة زادت بنسبة 28% خلال أقل من 6 سنوات لترتفع من 42% عام 2008 إلى 70% في عام 2014، مشيراً إلى أن نسبة التوطين في صفوف الإدارة العليا بالهيئة وصلت إلى 100%، فيما وصلت نسبة التوطين في صفوف الإدارة المتوسطة إلى 77%.

وكشف حمد أن أعداد العاملين بالهيئة منذ افتتاح مطار المكتوم زادت بنسبة 15% في المتوسط، مشيراً إلى أن نمو صناعة الطيران في دبي والإعلان عن استضافة معرض إكسبو 2020 خلق طلباً قوياً على الكفاءات المتخصصة في مجال الطيران.

ويسلط العدد الجديد من النشرة الضوء عبر تقرير مطول عن السباق العالمي لتأسيس شركات طيران جديدة نتيجة الزيادة الكبيرة في عدد شركات الطيران الاقتصادي ونمو عدد المشاريع المشتركة لزيادة الرحلات الدولية. ويؤكد التقرير أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن ميلاد العديد من شركات الطيران الجديدة في كل من الولايات المتحدة والصين والهند وكندا والسعودية وجنوب أفريقيا وغيرها من الدول التي تشهد سباقاً محموماً من جانب اللاعبين الجدد الطامحين إلى الاستحواذ على نصيب من كعكة سوق الطيران.

ويشير التقرير إلى أن السباق العالمي لتأسيس شركات طيران جديدة يأتي في وقت تتسم فيه صناعة الطيران العالمية بالمنافسة الشديدة وارتفاع تكاليف التشغيل وتراجع هوامش الأرباح التي تقل في المتوسط عن 5.42 دولارات عن كل راكب، وهو هامش ربح ضئيل في صناعة تتسم بمخاطرة عالية. ويتناول العدد الجديد من النشرة أهم التحديات والتطورات التي تواجه صناعة الطيران العالمية، من خلال سلسلة من المقالات بأقلام كبار الكتاب وصناع القرار في صناعة الطيران العالمية.

وسلط تيم جونسون رئيس قسم السياسة بهيئة الطيران المدني البريطانية الضوء على جدوي الاستثمار في مدرجات المطارات والعوامل التي تحدد مدى الحاجة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية وما هو التوقيت الامثل لتطوير مدرجات جديدة، ويحذر تيم من أن عدم زيادة الطاقة الاستيعابية يعني ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، وتقلص الخيارات المتاحة أمام المسافرين وتراجع مستوى الخدمات.

ودعا توني تايلور، المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في مقال بعنوان «الطريق نحو بيئة عمل عالمية» إلى صياغة إطار عالمي للنمو والعمل من خلال شراكات وأهداف مشتركة.

وأوضح تايلور أن الربط الجوي الذي شهده العالم خلال القرن الماضي، يعد سمة رئيسة من سمات الاقتصادات الحديثة بكل تأكيد، ولا يمكن بطبيعة الحال جنى كل الثمار الاقتصادية للربط الجوي، ما لم تكن شركات الطيران، التي تمثل أهم حلقة في سلسلة القيمة المضافة في صناعة الطيران، قوية وفي حالة تمكنها من مواصلة التوسع والنمو.