واشنطن ـ رولا عيسى
كشف باحثون أميركيون أنَّ السمنة والاكتئاب، يثيران الرغبة المفرطة في النعاس أو أخذ قيلولة أثناء النهار، واضطرابات النوم في الليل.
وأوضح الباحثون من كلية الطب في جامعة بنسلفانيا، أنَّ حالة الإفراط في النوم تصيب حوالي 30% من الناس، محذرين من العواقب الوخيمة لهذه الحالة، لما قد تتسبب فيه من تراجع الإنتاج وارتكاب الأخطاء والتغيب عن العمل، فضلًا عن زيادة مخاطر التعرض للحوادث، خصوصًا حوادث السيارات.
وصرَّح الأستاذ المساعد في الطب النفسي في الجامعة، خوليو فرنانديز مندوزا، بأنَّ "علامات السمنة وزيادة الوزن تشير إلى الأشخاص الذين تتملكهم الرغبة في النعاس أثناء النهار، كما تنبئ خسارة الوزن بالأشخاص الذين سيتوقفون عن النعاس أثناء النهار، مما يعزز العلاقة السببية".
وأكد مندوزا أنَّ الدراسة تعتبر أول دراسة وصفية من نوعها تتعلق بالإفراط في النوم خلال النهار "EDS" على مدى أعوام عدة، مشيرًا إلى أنَّ الباحثين أجروا دراستهم على أكثر من 1300 متطوع، الذين أمضوا ليلة في مختبر النوم، ثم خضع المشاركون للفحص البدني، وملؤوا بيانات الدراسات الاستقصائية بشأن عادات نومهم.
وأشار إلى أنَّ المشاركين ملؤوا نماذج بشأن أي مشاكل صحية أو استخدام مهدئات نفسية، وتحديد ما إذا كان المتطوعون يخضعون للعلاج من أي أمراض بدنية أو عقلية.
وأفادت النتائج التي توصل إليها العلماء بعد دراسة استمرت سبعة أعوام ونصف، بأنَّ زيادة الوزن والسمنة المفرطة مرتبطة إلى حد كبير بالنعاس المفرط أثناء النهار، بغض النظر عن قسط النوم الوفير الذي يأخذه الشخص طوال الليل.
وتناولت دراسات سابقة، العلاقة بين السمنة وحالة توقف التنفس أثناء النوم أو "الشخير" أثناء الليل، وبالرغم من أنها وجدت تفسيرات منطقية لذلك إلا أنَّ فرنانديز مندوزا وفريقه دحضوا هذه النظرية.
وأضاف مندوزا إنَّ "وزن الجسم الزائد يتسبب في الإصابة بحالة الإفراط في النعاس، وليس في توقف التنفس أثناء النوم، وذلك لأن هناك الكثير من الدراسات التي بينت أنَّ الأجهزة التي تتسبب في إنتاج الضغط الهوائي الإيجابي المستمر، تقلل كثيرًا من عدد من حالات التنفس المتقطعة أثناء النوم، ولاتحد بشكل فعال من الإفراط في النعاس طوال النهار، لأنها لا تساعد على تقليل الوزن.
وبيّن أنَّ السبب الرئيسي الذي يجعل البدناء يشعرون بالتعب أكثر من اللازم، هو الإصابة بالالتهاب المزمن من الدرجة المنخفضة، وتنتج الخلايا الدهنية خصوصًا الموجودة في منطقة البطن، مركبات مناعية تسمى السيتوكينات تعزز النعاس.
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات في النوم، حيث يستغرقون وقتا طويلًا للخلود إلى النوم، ويستيقظون في منتصف الليل، كما يشعرون بالتعب طوال النهار؛ ولكنهم لا يخلدون بالضرورة إلى النوم أثناء النهار.
وتابع مندوزا: "الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يفكرون كثيرًا، ولديهم صعوبة في إغلاق عقولهم وهم أكثر عرضة لارتفاع هرمونات التوتر".