جراحة العيون بـ"الليزر"

حذّر متخصصون من التدقيق في نوعيات وآليات جراحات العيون بـ"الليزر"، نظرًا إلى خطورتها فضلا عن تعرض بعض المرضى لأخطاء طبية فادحة، في الأعوام القليلة المنصرمة.
وتعد حالة ستيفين هواواي التي كانت تبلغ من العمر 21 عامًا وقت إجراء العملية دليلا على أخطاء جراحة العين وآثارها المدمرة، إذ كانت تحلم بالالتحاق بالشرطة دون الحاجة إلى ارتداء نظارات أو عدسات لاصقة.

وعقب خضوعها لإجراء العملية عام 2008 شعرت بآلام شديدة، وكان من الضروري أن ترتدي النظارات الشمسية طوال الوقت تقريبًا، لكن قبل 6 أشهر، قضت المحكمة بتعويضها بمبلغ 500 ألف جنيه استرليني بعدما لحق بها من أضرار وكلفت المستشفى بدفع القيمة.

وصرَّحت ساشا رودوي, البالغة من العمر 57 عامًا من لندن, أن نظرها تم تدميره بعد عملية جراحية في العين باستخدام "الليزر" في 2011, وتتأسف مصممة الأزياء السابقة بشدة على اليوم الذي قررت فيها علاج عينيها بعد عرض بتخفيض السعر إلى ألفي جنيه استرليني.

وتحتاج ساشا الآن إلى نظارات ليس فقط لتمكنها من رؤية المسافات البعيدة، ولكن أيضًا لترى المتوسطة والقريبة, وهي تعاني من الآثار الجانبية، بما في ذلك جفاف العين، وفقدان عمق الإدراك والانفجارات النجمية حول الأضواء في الليل, وساوت ساشا القضية خارج المحكمة مقابل مبلغ لم يكشف عنه.

قامت ساشا بإعداد موقع "My Beautiful Eyes"رعلى شبكة "الإنترنت" في العام 2012 لدعم الآخرين من ضحايا جراحة الليزر وتقول إنها على الاتصال مع الآلاف من الناس.
ويجري حوالي 100 ألف شخص سنويًا في المملكة المتحدة، جراحات العين بـ"الليزر", وحوالي نسبة 75% منهم يتم علاجهم  في أكبر 3 مراكز للجراحة هي Optical Express"" فضلا عن " "Optimaxو" Ultralase", أما باقي السوق ينقسم بين عيادات صغيرة وبعض المستشفيات, مثل مستشفى " Moorfields".

وكشفت مصادر أنَ علاج جراحة العين بالليزر لم يكن منظمًا تمامًا, ليس فقط  لعدم وجود مراقبة مستقلة ترصد نتائج الشركات أو الجراحين الفرديين، أو جمع البيانات، لكن لا توجد أيضًا المؤهلات اللازمة والمطلوبة من أجل تنفيذ ذلك, فأي طبيب مسجل لدى المجلس الطبي العام "GMC" يمكن أن يقوم بذلك, ولا يقدر العديد من الناس المخاطر المحتملة.
وبين الجراح الاستشاري في طب عيون "مورفيلدز" ديفيد غارتي، أنَّ عروض التخفيضات نجحت في إنعاش السوق, مما قلل من شأن تلك العمليات والتي تعاملت مع الناس كأنهم يقومون بالحشو في عيادة طبيب الأسنان.

وأضاف غارتي, الذي قام بأكثر من 20 ألف عملية حراحية بـ"الليزر" منذ عام 1989, أنه "من الصعب أن تتخيل المرضى يتبنون نهج الاسترخاء المشابه لأي نوع آخر من الجراحة, فالمشكلة، كما يقول، هي أن جراحة العين بالليزر أصبحت ضحية زواج غير سعيد بين الشركات الكبرى والطب، مع فنيات البيع الصعب غير المهني، الذي لا يؤدي في النهاية إلا إلى التقليل من شأن الجراحة, فيعد مصدر القلق الرئيسي، هو فقط الطبيب الذي يقوم بالجراحة, فعلى أقل تقدير يجب أن يقوم الناس بمعرفة من هو الجراح وما هي مؤهلاته, وينبغي أيضًا أن يصر على التحدث مع الجراح قبل إجراء العملية".

وأصدرت الكلية الملكية لأطباء العيون المبادئ التوجيهية في المهارات والخبرات التي ينبغي توافرها في الجراح, ووضعت القواعد ليصبح المرضى على يقين وعلم صحيح بكل التفاصيل قبل إعطاء الموافقة على إجراء العملية, ولكن يؤكد غارتي, الذي عمل على المبادئ التوجيهية, أنها كانت مخففة جدًا في مواجهة التهديدات القانونية في هذه الصناعة.

وعلى سبيل المثال، أسقطت شرط أن المشاورات الأولية يجب أن يقوم بها الطبيب الذي سيقوم بالعملية, وتم تخفيض مدة الأسبوع بين رؤية الجراح للمريض وإجراء العملية إلى 24 ساعة, وأضاف غارتي "هذه المدة البسيطة أفضل من لا شئ, ولكن يتم تجاهلها على نطاق واسع, نحن فقط قمنا بوضع الخطوط الأولية, ولا أحد يقوم بمراقبة ذلك, وأعرف من خلال ما يحكيه لي المرضى أنه يتم الضغط عليهم لإجراء عملية جراحية في اليوم ذاته دون حتى التشاور الأولي أو رؤية جراح الانكسار "المتخصص في تصحيح مشاكل البصر", ولكنهم يرون فقط واحدًا من المساعدين".

وتوصي الكلية الملكية أيضًا أنه يجب على المريض أن يسأل إذا كان الجراح يحمل شهادة في جراحة "الليزر الانكسارية" أم لا, وعلى الرغم من وجود بعض الشركات التي تقوم بعمل تدريب على ذلك إلا أن هذه الشهادة التي تعطى بناءً على اختبار الكلية الملكية وتظل هي الشهادة المتخصصة الوحيدة في جراجة العين بالليزر التي يمكن أن يحصل عليها الأطباء.

وتقوم باختبار قدرة الطبيب في تقييم مدى ملاءمة المريض لجراحة العيون بالليزر ومن ثم إجراء العملية وتبقى الشهادة سارية حتى ينجح الطبيب في التقييم السنوي.

ويصرح طبيب العيون الاستشاري في "مورفيلدز"، روميش انغواناويلا, أنه كما يجب التحقق من أوراق اعتماد الطبيب الذي سيقوم بالجراحة، يجب أيضًا أن يحذر المرضى من الصفقات التي تقدم الجراحة بالليزر بأقل من 395 جنيه استرليني للعين الواحدة, فهناك سبب لرخصها, إما أن يكون السعر ينطبق فقط على مواصفات منخفضة جدًا والتي تكون بالكاد لازمة لإجراء الجراحة في المقام الأول, أو أن الأدوات التي يتم استخدامها في إجراء العملية ليست بالتطور الكافي, مثل تكنولوجيا "واجهة الموجة" فائقة الدقة, والتي تأخذ في الاعتبار الانحرافات الصغيرة في العين.