مؤسسة زايد العليا بناء مشروع إسطبلات

تدشّن مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة مركزًا جديدًا للرعاية والتأهيل، لخدمة فئات ذوي الإعاقة، لينضم إلى سلسلة مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها والمنتشرة على مستوى أبوظبي.

 

وأكّد الأمين العام للمؤسسة محمد محمد فاضل الهاملي أنّ "مركز العلاج بركوب الخيل، الذي تعتزم المؤسسة افتتاحه في القريب العاجل، هو الأحدث في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويهدف إلى مساعدة ذوي الإعاقة على تنشيط عضلاتهم، وجعلها مرنة بما يساعد في العلاج، لاسيما لذوي الإعاقة الحركية، وتكمن فكرته في تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة على الفروسية".

 

وأشار إلى أنّ "المؤسسة تسعى إلى التوسع في نشر المراكز التابعة لها على مستوى أبوظبي لتصل إلى المدن والمناطق كافة التي تحتاج لذلك ضمن سياستها الرامية إلى تقديم أرقى خدمات الرعاية والتأهيل لفئات ذوي الإعاقة، بمستويات ومعايير عالمية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة في ذلك".

 

وبيّن أنّ "المركز الجديد يستهدف ذوي الإعاقات على اختلافها، سواء كانت ذهنية أو حركية أو سمعية، كونهم يحتاجون إلى عناية خاصة، تجمع بين العلاج والترفيه، وستقدم الخدمات لذوي الإعاقة بعد تشخيص حالة كل منهم من طرف أخصائيين وتحديد الاستفادة التي سيتلقاها من ممارسته لرياضة الفروسية".

 

وأوضح أنّ "تكلفة المركز تبلغ 18 مليون درهم ويقوم على مساحة 3700 متر مربع، ويقع في منطقة المفرق، خلف مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، ويضم المبنى المصمم بطريقة الهياكل المعدنية، حلبة لتدريب ركوب الخيول لذوي الاحتياجات الخاصة، مع مدرجات للمتفرجين، وغرف للخدمات، والمبنى مكيف بالكامل، إضافة إلى صالة لتجهيز الخيول، ولاستراحتها، وهو صلة الوصل بين الحلبة الرئيسة والإسطبلات".

 

وأبرز أنَّ "ركوب ذوي الإعاقة للخيل والتدريب عليه يشعرهم بفوائد عدة أهمها، منح الثقة بالنفس للمعاقين بحيث يشعر بالاعتماد على نفسه وأنه لا يختلف عن غيره من الفرسان الأسوياء، وتنمية وتشجيع الميول والهوايات لذوي الإعاقة التي تحقق نوعًا من الترفيه عن النفس والاندماج الاجتماعي".

 

ويضم مركز العلاج بركوب الخيل مبنى إسطبلات الخيول ومستلزماته ويحتوي على قسم للكافتيريا واستراحة للمتدربين، إضافة إلى مبنى خرساني مكون من دور أرضي يضم مبنى مخصص لتربية الحيوانات الأليفة والطيور.

 

ولفت أمين عام مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة إلى أنّ المركز الجديد يتضمن ميدانًا خارجيًا لتدريب الفروسية، ومبنى مخصص لسكن الكادر، مكون من ثلاث شقق، إضافة إلى حديقة صغيرة سيتوفر فيها حيوانات أليفة تساعده على الترفيه والتسلية، عبر مشاهدته لهذه الحديقة، فضلًا عن وجود مجموعة من الأزهار المختلفة ذات الروائح الزكية التي ترسل رسائل إليهم فيشعر المعاق وكأنه في حديقة عامة، لاسيما ذوي الإعاقة البصرية، بما يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تأهيلهم ودمجهم في المجتمع مع الأصحاء.

 

ولفتت مدير المركز الجديد خلود عبد الرحيم إلى أنّه "سيستقبل جميع فئات ذوي الإعاقة من الأعمار كافة"، مبرزة ما أكدت عليه الدراسات العلمية في شأن أهمية علاج ذوي الإعاقات الحركية والذهنية، ومن يعانون الشلل الدماغي، والتوحد، إلى جانب الإعاقات الأخرى، بركوب الخيل.

 

وأضافت "المركز سيستقبل أيضًا الأطفال الأسوياء، بما يحقق الدمج بين ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم"، مشيرة إلى أنه "سيجري تقييم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل الاستفادة من خدمات المركز، للتأكد من جدواها في تحسن حالة المعاق".

 

وأوضحت أنّ "المركز يستهدف ذوي الإعاقات على اختلافها، سواء كانت ذهنية أو حركية أو سمعية؛ كونهم يحتاجون إلى عناية خاصة تجمع العلاج والترفيه، فيما ستقدم هذه الخدمات بعد تشخيص الحالة من طرف أخصائيين، وتحديد الاستفادة التي سيتلقّاها من ممارسته لرياضة الفروسية".

 

وأشارت إلى أنّ "المركز يهدف إلى مساعدة ذوي الإعاقة على تنشيط العضلات، وجعلها مرنة بما يساعد في العلاج، لاسيما الإعاقة الحركية، كما يساعد الطلبة من ذوي التوحد على الخروج من حالة العزلة والتفاعل مع الأجواء المحيطة".

 

وبيّنت أنّه "استنادًا إلى رؤية مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة، وتوافقًا مع رسالتها، دأبت المؤسسة على تنفيذ العديد من المشاريع التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة والملتحقين في مراكزها للاستفادة من هذه المشاريع بالطريقة الأمثل، وتعويضهم عن ما ينقصهم بهدف دمجهم مع الأسوياء من أفراد المجتمع، وتحقيقًا لهدف التأهيل والدمج والتعليم ومساندتهم لتقديم أنفسهم للمجتمع كأفراد فاعلين".

 

وأكّدت أنّه "تم إلحاق خمس مدربين مؤهلين للعمل في المركز وتجهيز عدد 21 من الخيول ذات طبيعة خاصة، جرى ترويضها وتدريبها بعناية، بمعرفة المتخصصين، وهي جاهزة لاستخدامها في التدريبات عند تدشين خدمات المركز قريبًا".

 

وكشفت أنّ "المؤسسة تعتزم إبرام اتفاق مع إحدى الجهات الألمانية المتخصصة في العلاج بركوب الخيل، حتى يتسنى تحقيق الاستفادة القصوى من الدراسات العالمية المتخصصة في هذا المجال من العلاج، والوصول بالخدمة إلى أعلى المعاير والمواصفات العالمية، حيث تضطلع تلك الجهة الألمانية بمهام تقييم المرضى ومدى ملاءمة البرنامج المعد لهم، إضافة إلى تدريب المعالجين والمدربين على أحدث الطرق العلاجية، بما يتناسب مع أرقى سبل العلاج العالمية، وسعيًا للحصول على اعتراف دولي في ممارسة هذا النوع من الخدمة العلاجية".

 

وتشير الدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أنَّ العلاج بركوب الخيل له فوائد عديدة للأشخاص المعاقين، تتلخص في تحسين التوازن والتوتر العضلي عند المعاقين حركيًا، والمساعدة على استرخاء العضلات عند المصابين بالشد العضلي، وتحسين وضعية الجسم ووضعية الجلوس والوقوف وتوازن الجسم بصورة عامة، وكذلك تطوير المهارات الحركية في العضلات الدقيقة والغليظة في الوقت نفسه، كما يفيد في تطوير المدى الحركي لمجموعة من العضلات، وتطوير التكامل الحسي.

 

وفي المجال النفسي الاجتماعي، يفيد ركوب الخيل في تطوير الثقة بالنفس، وتطوير علاقات اجتماعية إيجابية بين الفرد المعاق والأشخاص الذين يساعدونه ويدربونه على ركوب الخيل والعناية به، وأيضًا تطوير قدرة الشخص على التواصل والتعبير عن رغباته ومطالبه، وكذلك تطوير قدراته على الانتباه والتركيز، وتطوير المهارات البصرية والسمعية عند الفرد المعاق.

 

ويستخدم في هذا النوع من البرامج العلاجية أنواعًا محددة من الخيول، والمدربة بطريقة مناسبة لاستخدامها في برامج العلاج بركوب الخيل.

 

وأظهرت الدراسات الحديثة فوائدًا جمة للعلاج بركوب الخيل للأشخاص الذين يعانون من الشلل الدماغي بأنواعه وفئاته المختلفة، أو الذين يعانون من ضمور العضلات أو الصلب المفتوح، أو التصلب المتعدد، والاضطرابات الحركية عند فئة "متلازمة داون"، وغيرها من المتلازمات الوراثية.