أبو ظبي ـ صوت الامارات
يعتبر الزواج حدثا مهما في حياة الطرفين، فهو يعمل على بناء الأسرة ومن خلاله يدخل الطرفان مرحلة جديدة في بناء العلاقات العاطفية والاجتماعية الأسرية والصحية، ويضمن وقاية الطرفين والأولاد من الأمراض الوراثية والمعدية لبناء أسرة سعيدة مستقرة.
وأوضح استشاري الأمراض الوراثية والأمين العام لجائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا الدكتور محمود طالب آل علي، أنَّ إصابة أحد أفراد الأسرة بأمراض وراثية أو معدية يؤدي إلى تعكر صفو الحياة والعديد من المشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية، ناهيك عن الاختلاطات الطبية وانعكاسها على المريض والأسرة والمجتمع.
ويضيف يهدف الفحص الطبي للمقبلين على الزواج لمعرفة وجود الإصابة لصفة بعض أمراض الدم الوراثية (فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) وبعض الأمراض المعدية (الالتهاب الكبدي الفيروسي ب/ج ونقص المناعة المكتسب "الإيدز") وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر في الزواج أو الأبناء في المستقبل وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيا، وكذلك الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية (الثلاسيميا-المنجلي) وبعض الأمراض المعدية (التهاب الكبد ب/ج ونقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع، إضافة لتقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم، وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها، ورفع الحرج لدى البعض في طلب هذا الفحص ونشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.
وأشار إلى أنَّ الفحص يعتبر إلزاميا لكل المقبلين على الزواج، سواء للمواطنين أو المقيمين، وهو للمشورة ولا يهدف إلى منع الزواج، مضيفًا: الخدمات التي يقدمها برنامج الفحص والمشورة قبل الزواج تشمل أخذ معلومات حول التاريخ المرضي والوراثي للعائلة، وإجراء فحوصات الدم المشمولة في البرنامج، وتوفير استشارات متخصصة للحالات التي تستدعي ذلك، وتوفير الطعومات اللازمة كالحصبة الألمانية والتهاب الكبد "ب" للأشخاص المعرضين للإصابة، وتقديم التوعية الصحية من أجل حمل صحي وسليم.
وفيما يتعلق بالفحوص التي يتم إجراؤها قبل الزواج من بينها فحوصات الأمراض المعدية والمنقولة جنسياً وتشمل فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، فيروس التهاب الكبد "ب"، فيروس التهاب الكبد "ج"، والزهري. وتتضمن الفحوصات أمراض الدم الوراثية وتشمل : بيتا ثلاسيميا "أنيميا البحر المتوسط"، الأنيميا المنجلية، والهيموجلوبين.
وتتضمن فحوصات وتدابير وقائية أخرى وتشمل فصيلة الدم والعامل الريسوسي، والمناعة ضد الحصبة الألمانية للمرأة التي لم تحصل على تطعيم مسبق، والتطعيم ضد التهاب الكبد البائي "ب" للشريك المصاب.
وأشار إلى أن فحوصات إضافية أخرى حسب ما تتطلبه الحالة، ويتم تسليم النتائج بعد أسبوع من إجراء الفحص، ويشترط لإجرائها وجود الوثائق التي يجب تقديمها للفحص والمشورة قبل الزواج وصورة من بطاقة الهوية أو جواز السفر، وصورة شخصية ملونة، وفي حالة كان عمر أحد المقبلين على الزواج أقل من 18 عاماً يجب أن يكون ولي الأمر حاضراً.
ولفت إلى أن جميع المعلومات يتم التعامل معها بسرية تامة، وأنه في حال كانت نتائج الفحص غير سليمة، أو في حالة اكتشاف نتائج غير سليمة مع رغبة الطرفين في إكمال إجراءات الزواج يصدر التقرير الطبي بعد الشرح المفصل والتوقيع على إقرار العلم عن الحالة لكلا الطرفين.
وشدد الدكتور محمود طالب على ضرورة إجراء فحوصات قبل الزواج قبل فترة كافية حتى يتاح اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية اللازمة قبل الزواج. وأكد أن هذا البرنامج لا يهدف لحظر الزواج، بل إنه يهدف إلى تخفيف الآلام والمعاناة التي تؤدي إليها الإصابة ببعض هذه الأمراض، كما تؤكد هيئة الصحة أن نتائج الفحص تعامل بسرية تامة ولا يطلع عليها إلا أصحاب العلاقة.
وشدد على أنَّ الفحص الطبي قبل الزواج يعد إلزامياً للطرفين كشرط من شروط إتمام عقد الزواج، حيث أنَّ الفحص والمشورة قبل الزواج سيمكنان المقبلين على الزواج من تجنب انتقال بعض أهم الأمراض الوراثية والمعدية الموجودة في المجتمع.
كما أن لقاء راغبي الزواج بالطبيب سوف يكون فرصة طيبة للإجابة عن كافة استفساراتهم وإعطائهم النصح والإرشاد اللازمين بناء على التاريخ المرضي والعائلي لكل منهما. كما يقلل الفحص من حدوث التشوهات الخلقية، ويمكن أن يمنع أمراض الدم الوراثية مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية من خلال تطبيق هذه الفحوصات.
ويخفض الفحص من فرص انتقال بعض الأمراض المعدية المنقولة جنسياً في حالة إصابة أحد الطرفين، كما يحد من انتقال بعض الأمراض المعدية إلى الجنين والتي قد تؤدي إلى تشوهات خلقية أو إعاقة ذهنية وأحياناً الوفاة.
ويضمن تقليل التوتر الناتج عن وجود تاريخ مرضي عند أحد الطرفين أو في حالة زواج الأقارب، وذلك بتصحيح المفاهيم الخاطئة خاصة في حالة وجود مرض وراثي بالعائلة، والإجابة عن استفساراتهم. ويعمل الفحص الطبي على تجنب العبء النفسي والمالي والجسدي في حالة ولادة طفل مصاب بأحد الأمراض الوراثية أو التشوهات الخلقية.