لندن ـ ماريا طبراني
اكتشف العلماء والباحثون، أنّ نسب الأحماض الدهنية في الدم تعتبر أحد أهم علامات ما قبل الإصابة بالسكري، وهي الحالة التي يتطور فيها الأمر عادة ويكون إصابة كاملة بالسكري، وتتغير نسب الأحماض الدهنية في الدم قبل الإصابة بمرض السكري بـ 10 سنوات، ويمكن أن تحدد تحاليل الدم الروتينية هؤلاء المعرضين لخطر الإصابة بالمرض. وبناءً عليه يمكن أن تعطي التحاليل نصائح تحذيرية لهؤلاء الذين يمكن أن يتغيّر أسلوب حياتهم.
وأكدّت الدراسة، أنّ اختبار دم بسيط يمكن أن يحدّد من هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري، وقال الباحثون إن التحليل يعطي للأفراد فرصة سنوات للعمل بالنصائح التحذيرية، حتى يمكنهم تغيير أنماط حياتهم ويتجنبوا خطر التشخيص بفاعلية، كما يمكن من خلاله أيضًا معرفة الناس الذين يعانون الوزن الزائد ولكنهم ليسوا عرضة لخطورة تطور المرض.
واكتشف العلماء أن نسب الأحماض الدهنية غير المشبعة في الدم من علامات ما قبل الإصابة بالسكري، وارتفاع سكر الدم، والذي يمكنه التنبؤ ببداية السكري من نوع 2. كما اكتشفوا أن تغيّر نسب الأحماض الدهنية في الدم يكون لأكثر من 10 سنوات قبل تطور الموقف والوصول إلى الإصابة التامة.
ويعمل الباحثون الآن على تطوير تحاليل الدم للكشف عن هؤلاء المعرضين لخطر الإصابة، والذين يمكنهم تنفيذ نظام رياضي مع استمرار الكشف الدوري في المستقبل.
وذكر قائد الأبحاث الدكتور واي جيا ـ من مركز السرطان في جامعة هاواي: "لا يوجد حاليًا تحاليل طبية يمكنها أن تخبرك باحتمالات تطور السكري، وهناك تحليل وحيد فقط يمكّن الأشخاص من معرفة مدى عرضتهم للإصابة بالمرض قبل وقوعه، والمتعلق بنسبة السكر في الدم. ولمعرفة ما إذا كانت هناك احتمالية لإصابتك بالسكري خلال سنوات قليلة، فهذا اكتشاف مهم في حد ذاته".
وأضاف: يمكن للناس أن يجروا التحاليل على المرض أثناء الاختبارات الرياضية في المستقبل، ومن المتعارف عليه تقليديًا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم الأكثر عرضة للإصابة بالسكري، ومع ذلك فإنه في بعض الأحيان يمكن أن يظل هؤلاء الناس بصحة جيدة.
واستكمل حديثه قائلًا: إذا تمكّن الناس من المعرفة في الفترة ما قبل الإصابة، سيكون لديهم طريقة مستهدفة أكثر للتعامل مع الموقف، حيث أن البدانة ترتبط بنوعين من الإصابة، منها دهون الكبد غير الكحولية، ومشكلات القلب والسرطان.
ومع هذا، فإن الباحثون يؤكدون أن حوالي 25 إلى 40% من نسبة الأفراد المعرّضين يمكن أن يكونوا بدناء ولكن لديهم تمثيل غذائي جيد، ويظهر لديهم علامات الشكوى الصحية.
وفحص الدكتور واي وفريقه حوالي 452 حالة تم تقسيمهم إلى أربعة مجموعات، وذلك بالتعاون مع مجموعة من العلماء في مستشفى الأهالي السادسة في جامعة شنغاي جياو تونج التابعة لشنغاي، حيث ركزوا في فحصهم على صحة التمثيل الغذائي والأمور غير الصحية المتعلقة بالسمنة، مع ملاحظة ما يحدث خلال العشر سنوات فيما قبل وقوع الإصابة.
كما اكتشفوا أن مستويات الأحماض الدهنية غير المشبعة في الدم تعتبر أهم علامات ما قبل الإصابة بالسكري، حيث تتغير نسبة هذه الأحماض لمدة 10 سنوات قبل إصابة الأفراد بالمرض.
ويمكن التنبؤ بخطورة تطور الأمر قبل الإصابة بالمرض أو أثنائها، وأعراض التمثيل الغذائي، والتي تعتبر مجموعة من الحالات تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الأنسولين، وارتفاع نسبة السكر في الدم. وسيسمح ذلك للأطباء بتحذير المواطنين قبل وقوع الإصابة، ويسمح لهم بفترة كافية لتغيير أنماط حياتهم وتجنب الانفعال الذي قد يعجّل بوقوع المرض.
ويعمل الباحثون على تطوير تكنولوجيا اختبارات الدم، آملين في تحويلها إلى اختبار طبي متاح للجميع، وقد نُشرت الدراسة في مجلة "إبيو" الطبية.