الخيانة الزوجية

تحدث الخيانة في معظم أنواع الكائنات الحية، حتى أولئك الذين يعيشون في ظل قيود اجتماعية ضيقة مثل الثعلب السريع، وغيبونز, والبشر أيضًا, هل ذلك بسبب التزاوج خارج النوع؟ إذ يُسميه علماء النفس كذلك - أو الغش، كما نعرفه -، أم أنَّ هناك حملة تطورية أساسية، إذ يحتمل أن يعطي الجنس خارج العلاقة المزيد من النسل إذا كنت رجلًا، أو أطفال ذو جودة أفضل إذا كنت امرأة؟.

تشير دراسات اللاأبوة أنَّ 9% من الأطفال يولدوا من قبل رجال لا يعرفون أنَّهم ليسوا الآباء البيولوجيين, ولكن تقول دراسات أن الرجال المعينين من الأبوة، تنخفض معدلاتهم إلى أقل من 2%.

في الأسبوع الماضي، وجدت دراسة في التطور والسلوك البشري لـ7.732 توائم وأشقاء كانوا في علاقات لمدة سنة على الأقل أنَّ ما يقرب من 10% من الرجال و 6.4% من النساء غير مخلصين, وبمقارنة النسب بين التوائم والأشقاء المتطابقين وغير المتطابقين (مشتركين في نفس البيئة) خلص الباحثون إلى أنَّ الجينات تمثل 62% من التباين في الرجال و40% لدى النساء.

وأجرى الباحثون دراسة ثانية، تبحث على وجه التحديد عن اختلافات في جينات معينة لمعرفة ما إذا كانوا مرتبطين بزيادة معدلات الخيانة, وبالنسبة للنساء، فالاختلاف في جينات "AVPR1A" (الجين الذي يرمز لمستقبلات الفاسوبريسين) كانت أكثر شيوعًا بين أولئك الذين كانوا غير مخلصين, ويرتبط هذا الجين مع سلوك التزاوج في دراسات فأر التجارب، وفي البحوث على الإنسان يرتبط بالصعوبات الزوجية, ولم يوجد جين مرتبط بالخيانة عند الرجال, إذ لم تقدم الدراسات تقريرًا عن الأشخاص الذين يدعون أنهم تفاجئوا بالخداع.

لم يصل أحد للتأكد من حملة تطورية الخيانة، وبالتأكيد يمكن للرجال اللجوء للحمض النووي "DNA"، ولكن بالنسبة للنساء، لا يوجد دليل على أنَّ ممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية تخلق أطفال ذات نوعية أفضل.

تعد الخيانة سلوك معقد, بينما يثق المؤلف الرئيسي لهذا البحث, بريندان زيتش، من أنَّ التأثيرات الجينية على السلوك هي "عالمية تقريبًا وقابلة للتكرار "، مؤكدًا أنَّه حذرًا بشأن نتائج الـ"AVPR1A"، إذ غالبًا ما تفشل كثير من الدراسات لتكرار آثار الجينات الأحادية, وهو أيضًا لن يراهن على متانة النسب الفعلية لدور الوراثة في الخيانة.