لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة دولية جديدة تنذر بالخطر، أن أقراص النوم التي يتناولها ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة ثلاثة أضعاف، وتحذر أن تناول هذه الأدوية بانتظام يرتبط مع ارتفاع معدل الأورام القاتلة.
وأظهرت النتائج التي أسفرت عنها دراسات أُجريت على ما يقرب من 30 ألف شخص، أنها تزيد من مخاطر الأورام السرطانية في الفم والأنف والقصبة الهوائية.
وأكد العلماء أنه كلما ازداد استهلاك الشخص للأدوية المنومة، زاد خطر الإصابة بالأورام السرطانية، مشيرين إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الحبوب المنومة بانتظام مرتين في الأسبوع، تتضاعف لديهم نسبة الإصابة بالمرض مرتين ونصف مقارنة بغير المستخدمين، أما أولئك الذين يستخدمون الأدوية لمدة ثلاثة أعوام أو أكثر يتضاعف لديهم الخطر ثلاثة أضعاف.
واستمرت الدراسة الدولية لمدة 20 عاما، وأجراها علماء من النرويج وفنلندا وبريطانيا، ويعتقد العلماء أنها الأكبر حتى الآن لتسليط الضوء على مخاطر الإصابة بالسرطان من استخدام العقاقير المنومة.
وحلل فريق بقيادة علماء في المعهد النرويجي للصحة العامة بيانات سجلات الآلاف من موظفي القطاع العام، بشأن نمط الحياة الصحي و أنماط النوم واستخدام جميع أنواع الحبوب المنومة، ومتابعتهم على مدى ما يقرب من 20 عاما، وأشارت نتائج الدراسة إلى ارتفاع طفيف في خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان، وذلك إذا استخدمت المواد المخدرة النوم بانتظام.
وتوصلت مجموعة من الدراسات الصغيرة إلى وجود صلة تربط هذه الأدوية بالسرطان، ولكن هذه الدراسات كانت صغيرة للغاية لاستخلاص استنتاجات قاطعة، ولم تثبت هذه الدراسة أن العقاقير الأكثر شيوعاً مثل البنزوديازيبينات و العقار "زي" للتنويم، مسببة للسرطان.
وحذر العلماء في تقرير بشأن النتائج التي توصلوا إليها من أن "هناك حاجة ملحة لمزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت الأدوية المنومة الحالية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان"، في حين يتناول واحد كل عشرة بريطانيين الأقراص المنومة، حيث يصف الأطباء البريطانيين سنويًا عقاقير منومة بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني.
ويصف الأطباء عقار "تامازيبان" لعلاج الأرق في بريطانيا، كما تشمل الأسماء التجارية الشائعة الأخرى "زاناكس" و"الفاليوم"، بينما تبلغ عدد الوصفات السنوية لهذه الأدوية، والتي تشمل "الزولبيديم" و"الزاليبلن" و"زوبيكلون"، خمسة ملايين وصفة.
ووجدت دراسة أميركية اعتبارا من عام 2008، أن 5.2% من البالغين في الولايات المتحدة يأخذون الأدوية المنومة، ولكن كانت تلاحقهم مخاوف تتعلق بسلامة هذه الأدوية، كما ربطت بين أدوية "البنزوديازيبين" و مرض "الزهايمر"، وفي عام 2013، حذر العلماء من أن العقاقير المنومة "زي"، تزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة تصل إلى 50 %، كما ترتبط هذه العقاقير بسلوكيات النوم الخطيرة.