واشنطن - يوسف مكي
الدراسة التي قامت بها جامعة إمبريال Imperial College في لندن وجدت أن تغيير عادات تناول الطعام والإتجاه نحو الحمية الغذائية عبر الطعام الغني بالألياف يمكن معه تقليل خطورة الإصابة بسرطان الأمعاء
بسكويت الذرة في وجبة الإفطار، هوت دوغ في وجبة الغذاء بامية وطماطم وبازلاء، هو ليس بمثابة نظام غذائي حتى يقدم عليه الأميركيين لخفض الوزن، ولكن تغيير العادات الغربية في تناول الطعام مثل ملايين من الناس ممن يعيشون في المناطق الريفية جنوب أفريقيا والاتجاه نحو إتباع حمية غذائية وتناول الأطعمة الغنية بالألياف يقلل بشكل كبير من خطورة الإصابة بسرطان الأمعاء، جاء ذلك وفقًا لدراسة مبتكرة حول مبادلة النظام الغذائي.
وشهدت الدراسة تغيير 20 أميركيًا عادات الطعام ومبادلتها مع 20 آخرين من جنوب إفريقيا، والذين يعيشون في المنطقة الريفية كوازولو، ووجد الباحثون والعلماء تأثيرا كبيرا بالنسبة للمؤشرات المتعلقة بمخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء بعد أسبوعين فقط.
ويعتبر سرطان الأمعاء هو أشد أنواع السرطان فتكًا، ويعتبر أحد الأمراض التي تتزايد خطورة الإصابة بها في الغرب نتيجة إتباع حميات غذائية خاطئة والاعتماد كثيرًا على اللحوم والتقليل من الأغذية التي تحتوي على ألياف، الاختبار الذي أجراه الباحثون تم تطبيقه على 20 أميركيا من سان بطرسبرج وبنسلفنيا، حيث تم إعطائهم خطة تنظيم غذائي تعتمد على حمية غذائية تقليدية متبعة في إفريقيا حيث الطعام الغني بالألياف والقليل من الدهون مع التركيز على منتجات الذرة، الخضروات، الفواكه والبقوليات، بينما على الجانب الآخر كان هناك 20 متطوعًا ممن يعيشون في الريف جنوبي أفريقيا تم حثهم على إتباع حمية غذائية غربية تقليدية بحيث كانت مبنية على الإسراف في تناول اللحوم الحمراء مع التقليل من الفواكه والخضروات وأي مصادر أخرى من الأطعمة الغنية بالألياف.
وأوضح المشرفون على الدراسة أنه بعد مرور أسبوعين فقط، وجد أن مجموعة الأمريكيين الذين شملهم الاختبار انخفض لديهم بشكل ملحوظ التهاب القولون أو الأمعاء الغليظة، في حين رصدت المؤشرات زيادة خطر الإصابة بالسرطان لدى المتطوعين من جنوب أفريقيا لإجراء هذا الاختبار.
ويعتمد سرطان الأمعاء الذي يعرف أيضا بسرطان القولون أو سرطان المستقيم، على المكان الذي يبدأ فيه السرطان ويقع ضحية الموت لهذا المرض أكثر من ستمائة ألف 600,000 شخص حول العالم كل عام أغلبهم في دول الغرب مع قليل من حوادث الموت في كل من أفريقيا وشرق آسيا، ومن ثم فالدراسة الجديدة تقترح أن تغيير الحمية الغذائية من شأنه أن يؤثر على خطر الإصابة بالسرطان نظرا للبكتريا الموجودة في الأمعاء والمعروفة بالميكروبايوم.
بيد أن الدراسات السابقة أوضحت أن الحمية الغذائية المتبعة في الغرب من الممكن أن تؤدي لتأثير سريع على زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وهي الأبحاث التي درست المهاجرين اليابانيين إلى هاواي، والتي وجدت أن هؤلاء المهاجرين تقل حوادث الإصابة فيما بينهم بسرطان الأمعاء عن سكان جزر هاواي.