الدهون غير المشبعة والعوامل المزاجية


كشفت دراسة طبية حديثة عن أن الدهون المتحولة، الموجودة في بعض الأطعمة السريعة والمخبوزات، قد تؤثر على العاطفة، وأنَّ التقليل من كمية الطعام المتناول يمكن أن يُحسِن المزاج.

وبحسب الدراسة الأميركية التي أجريت في جامعة "سان دييغو" الأميركية، ونشرت تفاصيلها في مجلة Health Psychology، ونقلتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، حلل الباحثون النظام الغذائي لـ5000 شخص، منهم 1699 رجل و3293 امرأة، وقيّموا استبيانات أجريت لتحليل حالهم العاطفية، حيث تمَّ النظر إلى عوامل مثل التقلبات المزاجية ومدى تمكنهم من السيطرة على عواطفهم.

وتبين من التحليل أنَّ المشاركين في الاختبار الذين سبق لهم أن تناولوا كمية كبيرة من الدهون غير المشبعة كانت لديهم صعوبة أكبر في التحكم بمزاجهم، كما أنَّ الأحماض الدهنية قد أثرت على المزاج عبر زيادة الالتهاب المرتبط بالاكتئاب.

وقد وجدت أبحاث سابقة أن "الدهون غير المشبعة تؤدي إلى تغييرات في الرسائل بين الخلايا والاستجابة للالتهابات، مما يؤثر في الحالة المزاجية".

من جهته، نشر موقع food psychology دراسة أشارت إلى أنَّ "أبحاث سابقة وجدت أن العواطف تؤثر على الطعام، كما أنَّ المزاجية السلبية والمزاجية الإيجابية قد تؤدي إلى تفضيل أنواع مختلفة من الأطعمة؛ فعلى سبيل المثال، إذا ما أعطيت الخيار بين العنب أو الحلوى والشوكولاتة، فالشخص ذو المزاج الجيد قد يختار العنب بينما الشخص ذو المزاج السيء قد يختار الشوكولاتة، والسؤال الأبرز في البحث هو: "لماذا، يختار الشخص عندما يكون في مزاج سيء، طعامًا غير صحي، بينما عندما يكون في مزاج جيد، يختار أطعمة صحية؟".

ودرس الباحثون هذه الفرضيات في 4 تجارب مخبرية؛ ففي الدراسة الأولى التي أجريت على 211 شخصًا من جمعيات الآباء والمعلمين المحلية، تمَّ البحث في تأثير المزاج الإيجابي على تقييم الأطعمة، ومن ثمَّ، في الدراسة الثانية، شارك 315 طالبًا من المرحلة الجامعية، وتمَّ دراسة تأثير الحزن على اختيار الأطعمة، فتبين أنَّ أولئك الذين كانوا في مزاج إيجابي أبدوا رغبة في البقاء بصحة جيدة خلال شيخوختهم.

وفي الدراسة الثالثة التي أجريت على 151 طالبًا في المرحلة الجامعية كذلك، طلب منهم التركيز على الحاضر لمواجهة المستقبل، وفي الوقت ذاته جرى قياس مزاجهم ومقدار الغذاء الصحي الذي يستهلكونه، أما الدراسة الرابعة، التي شملت 110 طالبًا جامعيًّا، فركزت بشكل خاص على الأفكار المتعلقة باختيار المواد الغذائية والأذواق مقابل فوائد التغذية.

وأظهرت نتائج جميع الدراسات مجتمعة أن "اختيار الأفراد للأطعمة الصحية أو غير الصحية، ترتبط بمزاجهم، وتبين أن الأفراد في الحالة المزاجية الإيجابية اختاروا طعامًا صحيًّا أكثر لأنهم يفكرون في فوائده الصحية مستقبلاً، في حين أنَّ الأفراد في الحالة المزاجية السلبية ركزوا أكثر على التذوق الفوري والتجربة الحسية".