زيت الزيتون أفضل علاج للسرطان

يعدّ الزيتون من أكثر الأطعمة التي حظيت بشرف الذكر في القرآن الكريم، وجاء في 7 مواضع ما يؤكد على عظم مكانة وأهمية هذه الشجرة الطيبة، حتى أن الله تعالى أقسم بها في كتابه العزيز. كما حفلت السنة النبوية بذكر مناقب ومنافع تلك الشجرة المباركة، وبينت طرق استعمال زيتها.

وكلمة زيت قد تحمل على أنواع أخرى من الزيت، خصوصًا أن جزيرة العرب لم يكن فيها زيتونٌ أصلاً بسبب الطبيعة الجافة التي لا تناسب نمو شجرها، الذي يتطلب مناخاً معتدلاً مائلاً إلى البرودة وتتوافر فيه الأمطار

 زيت الزيتون من أقدم الزيوت التي عرف البشر استخدامها، وعرف عن الإغريق والرومان اهتمامهم بشجره وإنتاج الزيت حتى قبل بعثة الإسلام.

وبيَّنت الدراسات العلمية أهمية زيت الزيتون في التداوي من دة أمراض أبرزها السرطان، إذ اجتمع 16 من أشهر علماء الطب في العالم في مدينة روما في الحادي والعشرين من نيسان/ أبريل عام 1997 ليصدروا توصياتهم وقراراتهم الموحدة عن موضوع "زيت الزيتون و غذاء حوض البحر المتوسط". وأصدر هؤلاء العلماء توصياتهم في بيان شمل أكثر من ثلاثين صفحة استعرضوا فيها أحدث الأبحاث العلمية في مجال زيت الزيتون وغذاء حوض البحر المتوسط.
وأظهرت العديد من الدراسات الوبائية أن هناك تناسبا عكسيا بين زيت الزيتون وحدوث عدد من السرطانات. وأكثر تلك الدراسات تؤكد العلاقة الوثيقة بين تناوله وانخفاض معدل حدوث سرطان الثدي والمعدة.
وأبرز رئيس معهد أبحاث تصلب الشرايين في جامعة مونستر في ألمانيا، آسمان، أنّ تناول زيت الزيتون يمكن أن يقي من عدد آخر من السرطانات، ومنها القولون، والرحم، والمبيض.
يعتبر السرطان مسؤولا عن خمس الوفيات في البلدان الأوروبية على سبيل المثال، إلا أنّ الغريب في الأمر الاختلافات الواضحة في معدلات الوفيات من السرطان بين الدول الشمالية والغربية من أوروبا، وبين دولها الجنوبية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، وهناك أدلة قوية إلى أن هذا الاختلاف منشؤه ـ إلى حد كبير ـ نوعية الغذاء المتناول.
ويعزو الباحثون سبب انخفاض معدل الوفيات من السرطانات في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى غذاء سكان هذه البلاد الذي يشتمل على زيت الزيتون كمصدر أساسي للدهون، وعلى الخضراوات والفواكه والبقول.
و آخر ما توصل إليه العلم الحديث عن زيت الزيتون وعلاقته بالشفاء من السرطان،  إضافة فريق من الباحثيين الأمريكيين أخيرًا، فائدة أخرى للملايين من مرضى السرطان حول العالم ، إذ وجد  أن أحد عناصره ويطلق عليه علميًا اسم "أوليوكانتال"، في إمكانه القضاء على الخلايا السرطانية، وذلك في أقل من ساعة زمنية واحدة.
والـ" أوليوكانتال" هو "بوليفينول" مضاد للأكسدة، و يعتبر من أبرز مكونات زيت الزيتون البكر ذي النوعية الممتازة، وقد توصّل الباحثون إلى أن هذه المادة في إمكانها اختراق الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة  في مدة زمنية تقل عن الساعة، وفقا لما تنقلته مجلّة "علوم و مستقبل الفرنسية"
و حسب ما جاء في الدراسة فإن الـ"أوليوكانتال" يتسرب إلى داخل الخلايا السرطانية، و يقوم بتدمير الجسيمات، التي هي عبارة عن جيوب داخلية صغيرة تشكّل مكانا لتراكم نفايات الجسم،  و هذا ما ينجم عنه موت الخلايا في وقت أسرع من المتوقّع.
و للحصول على تأثير مضاد للسرطان بالنسبة لكائن يزن 90 كلغ مثلا، يجب أن يستهلك ما لا يقل عن 2.25 لتر من زيت الزيتون، وفقا للباحثين الأميركيين.
وبيّن بريساين، أحد الباحثين، أنه "من المعقول التفكير بأنّ التعرّض اليومي المستمر لـ(لأوليوكانتال) يمكن أن يكون له تأثير كبير على المستويات التي تمت ملاحظتها من قبلنا"، كما أردف: "نحن في حاجة إلى المزيد من الدراسات على الحيوانات، و من ثمة تجربتها على الإنسان، من أجل دفع التقدم بالعلم".