لندن ـ ماريا طبراني
حذرت بحوث بريطانية حديثة من تأثير الإعلانات التجارية للسجائر الإلكترونية ذات النكهات المختلفة على الأطفال والمراهقين؛ باعتبار أنها تشجعهم على التدخين، في الوقت الذي تحظر فيه البلاد بيع مثل هذه الأجهزة لمن هم تحت سن الـ18 عامًا، ولكن استخدامها بين المراهقين آخذ في الازدياد.
وارتفع استخدام السجائر بين المراهقين تحت سن الـ18عامًا من 5% العام 3013 إلى 8% العام 2014، وهو ما أثار قلق بعض الخبراء من أن هذا السلوك سيكون بوابة إلى تدخين التبغ مستقبلاً.
ووجد الباحثون في جامعة كامبريدج أن الإعلانات، التي تضم السجائر الإلكترونية ذات النكهات المميزة مثل الشيكولاتة والعلكة، هي الأكثر عرضة لجذب أطفال المدارس لتجربتها، وأن الإعلان يشابه إعلانات التبغ في الماضي، وتستهدف منتجات التبغ بالنكهات المختلفة الشباب بشكل خاص من السبعينات وحتى العام 2009، عندما فرضت اللوائح المعمول بها حاليًّا.
وأوضحت مؤلفة الدراسة من وحدة بحوث الصحة والسلوك في جامعة كامبريدج، ميليكا فاسيليفتش، بقولها: نحن متفائلون بحذر من نتائجنا التي تفضي إلى أن إعلانات السجائر الإلكترونية لا تجعل من تدخين التبغ أكثر جاذبية، ولكننا قلقون من إعلانات السجائر الإلكترونية ذات النكهات المميزة التي قد تروق لطلاب المدارس وتشجعهم على تجربة هذه المنتجات.
وتسوق السجائر الإلكترونية بنحو 8000 نكهة مختلفة، وأجريت الدراسة على ما يقرب من 598 طالبًا قسموا إلى 3 مجموعات، وعرضت على المجموعة الأولى إعلانات السجائر الإلكترونية ذات النكهات، بينما عرضت على المجموعة الثانية السجائر الإلكترونية من دون النكهات، وكانت المجموعة الثالثة مراقبة، لم يعرض على الطلاب فيها أيّة اعلانات.
وأشار الأطفال في المجموعة الأولى أنهم أحبوا الإعلان وأصبحوا تواقين أكثر لتجربة تلك السجائر، وأشار الباحثون إلى أن الدارسة تدعم التحركات لتنظيم حملة ضد إعلانات السجائر الإلكترونية التي تستهدف من هم تحت سن الـ18 عامًا.
وصدرت القوانين واللوائح الجديدة عن لجة الإعلانات في البرلمان، ولكنها لا تشمل خطرًا صريحًا على السجائر ذات النكهات المميزة، وحذرت المحامية العامة لمحكمة العدل الأوروبية، الدكتور جوليان كوكوت، الشهر الماضي أن السجائر الإلكترونية ربما تسبب مخاطر على صحة الإنسان، وأنها بوابة للمراهقين لتدخين التبغ، وأن لوائح الاتحاد الأوروبي المقبلة ستشمل حظر واحدة من كل 4 أجهزة مع وضع تحذيرات صحية على علب السجائر الإلكترونية وكتابة ملصق أنها تؤدي إلى الإدمان.
وتابعت دكتورة ميليكا: تدعم نتائج الدراسة الحالية تغيرات وشيكة في لوائح الاتحاد الأوروبي المحيطة بتسويق السجائر الإلكترونية، ولكنها تثير الكثير من التساؤلات بشأن الحاجة إلى المزيد من التنظيم فيما يتعلق بمضمون المنتجات، هناك حاجة لمزيد من البحوث والدراسات لدراسة كل من تأثير إعلانات السجائر الإلكترونية على المدى القصير والطويل، فضلاً عن الصلة بين استخدامها وتدخين التبغ فيما بعد.
وذكر مدير الصحة والرفاهية في الصحة العامة في بريطانيا، البروفيسور كيفين فينتون: تمتلك بريطانيا مجموعة من أقوة الانظمة عن إعلانات السجائر الإكترونية، وسيتم تشديدها أكثر من الأنظمة الأوروبية الجديدة، وتهدف السجائر الإلكترونية إلى حثّ البالغين على ترك التدخين وليس تشجيع الشباب على التدخين، ومن المهم أن ندرك أن السجائر الإلكترونية ذات النكهات هي فقط لمساعدة البالغين على إيجاد بديل للتبغ.