دبي - جمال أبو سمرا
تحت رعاية ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي،الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم تنطلق غدا الثلاثاء فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر العالمي للأكاديمية العالمية للطب الشرعي في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور أكثر من 994 مشاركا من 55 دولة.وأكد القائد العام لشرطة دبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر،اللواء خميس مطر المزينة، أن الإمارات بفضل رؤى وتوجيهات قيادتها الرشيدة، تتحلى بسمعة طيبة ومكانة عالمية، وتتمتع بعراقة وتميز في استضافتها لمثل تلك المؤتمرات، وتسخر كافة إمكاناتها لتوفير المناخ المناسب لاحتضان مختلف الفعاليات بكفاءة واقتدار.
مشيراً إلى أن استضافة إمارة دبي لهذا الحدث العالمي الذي من المتوقع أن يستقطب أكثر من 3 آلاف زائر ومشارك، تضع دبي من جديد في مقدمة المدن القادرة على استضافة أضخم المعارض واكبر الفعاليات المتنوعة، بما تمتلكه من بنية تحتية وأمن وأمان، ومعالم حضارية.
وأوضح المزينة أن هذا المؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى خارج أوروبا، ويعد من أكبر المؤتمرات المتخصصة في الطب الشرعي والأدلة الجنائية، يعتبر فرصة كبيرة لالتقاء نخبة من العلماء والاطباء والباحثين والأكاديميين والطلبة أيضا، سيقفون على آخر المستجدات التي أفرزتها العلوم الجنائية، فضلاً عما سيتم تقديمه من أوراق عمل وورش تصاحب فعالياته.
مؤكدا استضافة شرطة دبي هذا المؤتمر ودعمها اللامحدود لمثل هذه اللقاءات العلمية، لما لها من دور كبير في تبادل الخبرات واثراء المعارف في مجال الادلة الجنائية وعلم الجريمة، والاطلاع على آخر الأبحاث المتعلقة بالطب الشرعي.
وأضاف أن حرص شرطة دبي على تنظيم المؤتمر بالتعاون مع شركة اندكس للمؤتمرات والمعارض، يأتي ترجمة لرؤيتها في التواصل وتوطيد العلاقات مع مختلف المؤسسات والأجهزة الأمنية والأكاديمية والعلمية، داخل الدولة وخارجها.
وأكد مدير الإدارة العامة للادلة الجنائية وعلم الجريمة، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر،العقيد فهد المطوع أن شرطة دبي، حريصة على ابراز الهوية الإماراتية في حدث عالمي يزور المنطقة والشرق الأوسط لأول مرة منذ انطلاق اجتماعات الأكاديمية الدولية للطب الشرعي في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح العقيد فهد المطوع أن هذه الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر تعتبر فرصة حقيقية للمتخصصين والممارسين وطلبة كليات الطب والمختبرات للاستفادة من محتواها، حيث تتضمن برنامجا علميا متميزا، يشمل مجموعة واسعة من أهم القضايا والمواضيع العلمية التي سيقوم بطرحها للنقاش عدد من العلماء والخبراء والأكاديميين المتخصصين في هذا المجال.
كما سيتم عرض أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية في علوم الطب الشرعي من خلال محاضرات وملصقات علمية، وورش عمل شاملة لجميع التخصصات الجنائية من الطب الشرعي وعلم الجينات الوراثية وعلم السموم الكيمياء الجنائية وباقي التخصصات النادرة مثل التشريح الافتراضي باستخدام الأنظمة المتطورة من التصوير المقطعي لجسم الإنسان دون اللجوء إلى التشريح الكلاسيكي القديم لمعرفة سبب الوفاة.
وأضاف أن العدد الإجمالي للحضور وصل إلى 994 مشاركا من 55 دولة، بينهم 364 عالماً، وستة رؤساء لمنظمات عالمية في الأدلة الجنائية، وسبعة مديرين للأدلة الجنائية بمجلس التعاون الخليجي والمملكة الأردنية الهاشمية، في حين تشارك 23 شركة عارضة للمنتجات الخاصة بالأدلة الجنائية في المعرض المصاحب للمؤتمر.
وأكد المطوع إن عدد ورش العمل وصل إلى 14 ورشة، وعدد الملصقات 200 ملصق، في حين تتضمن أيام المؤتمر الثلاثة 125 محاضرة مقدمة من قبل 55 متحدثا محليا وعالميا.
اضافةً الى عدد من الجلسات المتخصصة التي تتطرق لمواضيع مهمة منها: تقدير الـنـَسب في ورشة عمل أنثروبولوجيا الطب الشرعي، إعادة خلق مسرح الجريمة باستخدام أنظمة تحقيق الطب الشرعي ثلاثية الأبعاد، حقائق وتأويلات في الطب الشرعي، تطبيقات تحليل الكربون المشع لتقدير الفترة منذ الوفاة، عمل الطب الشرعي الإنساني في النزاعات المسلحة والكوارث: الملاحظات والتوصيات الصادرة عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها الكثير.
وفي بحثه عن إعادة خلق مسرح الجريمة باستخدام أنظمة تحقيق الطب الشرعي ثلاثية الأبعاد لحالة صلب ذاتي، يتناول ناك - يون تشونغ، عقوبة الموت بالصلب التي شاع استخدامها في العصور القديمة، ثم ألغيت فيما بعد.
ولكن حتى بعد إلغائها، مازالت بعض حوادث الموت على الصليب شائعة، ولتوضيح ذلك يعرض تقريرا حول التحقيق في جريمة صلب مع تحليل هذه الحالة النادرة، لرجل مسمرة يداه وقدماه على الصليب في مانجيونغ، كوريا الجنوبية.
أظهرت الأدلة الرئيسية المكتشفة في مسرح الجريمة وتقرير تشريح الجثة احتمالية وجود مساعدين في إتمام الجريمة أو على الأقل متفرجين على عملية الصلب. باستخدام البيانات الرقمية والرسوم المتحركة، قام ناك - يون تشونغ ببناء أساس" توثيق رقمي شامل لمسرح الجريمة"، وهي تقنية تحقيق جديدة في موقع الجريمة.
ويحاضر مايكل ثالي حول الطب الشرعي بالأشعة، وكيفية الذهاب إلى آفاق جديدة في الطب الشرعي، مشيرا إلى أن التشريح الافتراضي بدأ كمشروع بحثي تطبيقي لتنفيذ طرق التصوير بالأشعة التشخيصية وبتقنية المسح في علوم الطب الشرعي، مؤكدا أن نهج التشريح الافتراضي أصبح إجراء قياسيا في تحقيقات الطب الشرعي اليوم.
تحت عنوان الطب الشرعي بين الحقيقة والتأويل يقدم المتحدث فوزي بن عمران، استشاري ومدير إدارة الطب الشرعي بشرطة دبي، بروفيسور الطب الشرعي بكلية دبي الطبية.
ورقة عمل يقول فيها إن في أكثر الوفيات التي تعاملت معها مهنيا، لم يكن مكمن التحدي في تأكيد الوقائع أو تبيان الحقائق، بل كان التحدي في تأويل وتفسير تلك الوقائع والحقائق. ثمة حاجة ملحة إلى تطبيق المعرفة التراكمية والخبرة المكتسبة لكشف كيفية الوفاة من خلال تأويل المشاهدات والملاحظات التي تستبين في بداية الأمر أثناء الفحص المبدئي الذي يجريه الطبيب الشرعي وفريق مسرح الجريمة في موقع الوفاة.
النقيب الدكتور راشد حمدان الغافري يتحدث حول البصمة الوراثية الذكرية التي تم اختراعها مؤخرا، ويناقش عدة محاور تكمن في اهمية البصمة وطريقة اختراعها، نتائج البصمة على المستوى المحلي والعالمين عدد العينات المتواجدة في قاعدة البيانات.
بالاضافة الى مناقشة آخر المستجدات للبصمة ومشاريع التعاون مع الدول الغربية مثل ايطاليا وبريطانيا والصين وغيرها، مركزا على اهمية استخذام وتطبيق هذه البصمة في مجال الطب الشرعي وخاصة في قضايا الاغتصاب.
تم انشاء الأكاديمية العالمية للطب الشرعي عام 1938 في مدينة بون بألمانيا، وتعنى هذه المنظمة بجميع العاملين من أطباء شرعيين وأصحاب العلاقة من العلوم الأخرى التي تخدم الأدلة الجنائية.
ووقف نشاطها أثناء الحرب العالمية الثانية ولكن عادت لمزاولة نشاطها عام 1947 لتعقد أول مؤتمر بعد الحرب في بروكسل بلجيكا.
يشهد اليوم الختامي للمؤتمر انتخاب الرئيس الجديد للمؤتمر عن طريق تصويت أعضاء المكتب التنفيذي للأكاديمية، بالإضافة الى تسمية الدولة المستضيفة للنسخة المقبلة الرابعة والعشرين في العام 2016.
تكفلت شرطة دبي بتسجيل مشاركة 116 طالبا يمثلون 10 جامعات في الدولة لحضور المؤتمر مجانا. وسيحظى كل طالب من خلال هذه المشاركة بـ16 ساعة معتمدة مقدمة من قبل هيئة الصحة في دبي.