اللياقة البدنية

ينصح خبراء التغذية كل من يريد فقدان الوزن بتجنب الأطعمة الدسمة، لكن دراسة جديدة وجدت أن الوجبات الغذائية عالية الدهون يمكن أن تكون مفتاحا لفقدان الوزن.

اكتشف باحث من جامعة ماسي في نيوزيلندا، أن التحول إلى نظام منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون يساعد على حرق المزيد من الدهون أثناء ممارسة الرياضة، وأوضح معد الدراسة، وهو طالب دكتوراه في الجامعة ويسمى ويل أوكونور أن "تغيير النظام الغذائي يمكن أن يغير عمل الجسم تماما، فزيادة اللياقة البدنية للجسم تعتمد على تغيير النظام الغذائي له".

وبحثت الدراسة في الأساس إذا كان تغيير أكل الرياضيين يمكن أن يغير قدرة العضلات على حرق أنواع مختلفة من الدهون، وعلى الرغم من أن المشاركين في الدراسة كانوا من الرياضيين، فإن باحثين يؤكدون أن النتائج تنطبق على الناس العاديين أيضا، ويمكنها أن تحسن تكوين أجسادهم.

واقتصر تناول الرياضيين المشاركون في الدراسة على 2 جرام من الكربوهيدرات لكل كيلو غرام من أوزان أجسادهم، كل يوم لمدة أربع أسابيع، وتم تشجيعهم على تناول المزيد من الدهون، وعلى سبيل المثال، في اليوم العادي كان أحد المشاركين يتناول القهوة مع كريم والبيض مع لحم المقدد وفواكه محدودة ولحوم والكثير من الخضروات، ثم خضع المشاركون لدورة اختبارات مدتها أربع ساعات.

وشملت الاختبارات كمية الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الشهيق والزفير للأشخاص، وبالتالي تمكن الباحثون من معرفة أي مصدر من الطاقة استخدم الجسم، وتمكنوا من معرفة أن الرياضيين الذين تناولوا كربوهيدرات منخفضة ودهون أكثر حرقوا المزيد من الدهون أثناء ممارسة الرياضة.

كان الرياضيون مع هذا النظام الغذائي أكثر كفاءة في عمليات الأيض، ولديهم قدرة أكبر على توصيل الأكسيجين إلى العضلات، وسجلوا مستويات أعلى من القدرة على التحمل للمضي قدما في عموميات الأعمال الصعبة.

وأشار أوكونور "يستطيع الجسم تخزين الكثير من الكربوهيدرات في الكبد أو في العضلات، إذا كان الجسم يعتمد على الكربوهيدرات أثناء ممارسة الرياضة، لكن مخازن الكربوهيدرات تنضب بسرعة." وأكد أوكونور أن الباحثين لاحظوا تغيرات جذرية في بنية الجسم ونسبة الدهون فيه.

وأضاف "عندما يتناول الإنسان الكثير من الكربوهيدرات، فإنه يتناول الكثير من السكر، ما يؤدي لارتفاع مستويات الأنسولين، والأنسولين يدفع الجسم إلى تخزين الدهون، وكذلك يمنع من حرق الدهون، ويؤدي هذا إلى رغبة الناس في الأكل مرة أخرى وبالتالي تخزين الدهون أكثر".

وتخلص الدراسة إلى أن الجميع يمكن أن يستفيد من نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ومرتفع الدهون، ويتابع أوكونور "حصلنا على نتائج أفضل عندما اتبع الرياضيون نظاما غذائيا منخفض الدهون، وارتفعت فعالية أدائهم بنسبة 90%، ولكن ما أدهشني أن بعض الذين أبقوا على نظام غذائي عالي الدهون ارتفعت فعالية أدائهم بنسبة 70% أيضا، ولكن هؤلاء كانوا يقومون بالكثير من تمارين التحمل، التي زادت من قدرتهم على التحمل، وهذا ما يظهر قدرة الجسم الرائعة على التكيف".