"ختان" الذكور يقلل الإصابة بالأمراض

أصدرت الولايات المتّحدة الأميركيّة، للمرة الأولى، تقريرًا، يتضمن موضوع ختان الذكور، في إطار المبادئ التوجيهيّة التي نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، موضّحة أنَّ الأدلّة الطبيّة تدعم إجراء العمليّة للصبية حديثي الولادة، بعد جدل طويل على أخلاقية هذا الإجراء، حيث يعتقد بعض الرجال أنه قد يؤثر على الوظيفة الجنسية، أو مدى الإرتياح الجنسي.

وأوصت المبادئ التوجيهيّة الآباء بإجراء عملية الختان، حيث أوضح الدكتور جوناثان ميرمين، من مركز السيطرة على الأمراض، الذي يشرف على برامج الوكالة على فيروس نقص المناعة البشرية، وغيره من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي، المزايا الصحية للعملية، مبرزًا أنَّ "عملية الختان قرار شخصي ينطوي على تفضيلات دينية أو ثقافية".

وبيّن أنه "يتم إجراء الختان لأنّ الجراثيم من الممكن أن تتكاثر تحت القفلة، ما يمكن أن يقلل من إصابة الرجل بالأمراض المنقولة جنسيًا، وسرطان القضيب، وحتى التهابات المسالك البولية".

وتأتي المبادئ التوجيهية الجديدة، نتيجة سبعة أعوام من العمل، بعد أن أشارت مجموعة من الدراسات المؤثرة في أفريقيا إلى أنّ "الختان قد يساعد في توقف انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)".

ولفت الباحث لدى جامعة جونز هوبكنز، والمشارك في واحدة من الدراسات الأفريقية الدكتور آرون توبيان إلى أنَّ "فوائد الختان للذكور أصبحت أكثر وضوحًا على مدى الأعوام العشرة الماضية".

وأضاف "المبادئ التوجيهية مهمة، لأن معدل ختان الذكور حديثي الولادة ينخفض".

وأبرزت المبادئ التوجيهية الجديدة أنّ "الختان يخفض من خطر إصابة الرجال بفيروس نقص المناعة البشرية من الإناث المصابة بنسبة 50-60%، كما يحد من خطر تعرض الأعضاء التناسلية لسلالات معينة من فيروس الورم الحليمي البشري بنسبة 30% وأكثر، إضافة إلى خفض احتمالات التهابات المسالك البولية في مرحلة الطفولة وسرطان القضيب في مرحلة البلوغ".

ولم تظهر الدراسات أنّ الختان يقلل من فرص نشر عدوى الإصابة بمرض الإيدز، من الرجال المصابين إلى النساء، كما لم يجد البحث أن الختان يساعد في وقف نشر الإيدز بين مثليي الجنس.

وبيّنت المبادئ التوجيهية أنّ "الختان أكثر أمانًا لحديثي الولادة الرضع من الذكور الأكبر سنًا"، فيما أشار الخبراء إلى أنه "يعاني الأطفال من نزيف بسيط وألم وهي المشاكل الأكثر شيوعًا".

وأوصى المسؤولون في مركز السيطرة على الأمراض، الأطباء بإخبار أولياء الأمور بفوائد ومخاطر الختان، ولكنهم لم يوضحوا كيفية عرض تلك المعلومات، مؤكّدين فائدة الختان للرجال، حيث ينبغي توضيح تلك المعلومات للرجال البالغين غير المختونين، لاسيما الأكثر عرضة لفيروس "الإيدز".

من المرجح أن تواجه المبادئ الجديدة معارضة قوية من الجماعات المناهضة للختان، حيث إنها قضية عاطفية بالنسبة لهم، فهم يشعرون بقوة أنّ الختان  عملية خاطئة.

يذكر أنَّ التفكير بشأن الختان تحوّل بصورة عشوائية على مر الزمن، في حين أن تلك العادة مورست من طرف اليهود والمسلمين لآلاف السنين، إلا أنها لم تصبح شائعة في الولايات المتحدة، حتى القرن العشرين.

وحسب التقديرات، تم ختان 25% من المواليد الذكور الجدد في الولايات المتحدة في عام 1990، وأصبحت تدريجيًا قاعدة ثقافية في الخمسينات والستينات، حتى تجاوزت 80%، ولكنها بعد ذلك ذهبت في الاتجاه المعاكس.

و يرجع هذا جزئيا للتركيبة السكانية المتغيرة، حيث نما عدد سكان الولايات المتحدة ليشمل المكسيكيين والمجموعات العرقية الأخرى، التي لا تختن أطفالها، كما ارتفعت المعارضة ضد هذه الممارسة، منددة بالآلام والعدوى التي قد يتعرض لها حديثي الولادة.

ومع حلول عام 2010، وصل معدل ختان الأطفال الذكور حديثي الولادة إلى 58%، وفقًا لأحدث تقديرات مركز السيطرة على الأمراض.