الوجبات الغذائية الصحيَّة

كشفت دراسة حديثة عن أنَّ بلجيكا والمجر من بين الدول التي لديها أسوأ الوجبات الغذائية في العالم، وأشاد باحثون في الوقت ذاته، بالأطعمة المقدمة في تشاد وسيراليون، الغنية بالفواكة والخضروات والمكسرات.
وبيَّنت الدراسة، التي قيمت نوعية الوجبات الغذائية في أنحاء العالم، أن هناك ارتفاعًا في استهلاك الفاكهة والخضروات في الدول كلها، لكن استهلاك الوجبات السريعة فاق هذا الارتفاع ونُشرت الدراسة في مجلة الصحة العالمية "انسيت"، وقامت بتقييم جودة النظام الغذائي في 197 بلدًا حول العالم.

وأشار الباحثون خلال الدراسة، إلى أن أفضل تحسينات في النظام الغذائي في الدول ذات الدخل المرتفع، كانت في الفترة بين عامي 1990 و2010، تزامنًا مع تخفيضات صغيرة في استهلاك الأطعمة غير الصحية، وزيادة تناول الأطعمة الصحية مثل الفواكة والخضروات.

وأوضحت أن السكان الذين يعيشون في الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وكندا وأوروبا الغربية وأستراليا ونيوزيلند يعانون من فقر في الوجبات الغذائية الصحية، كما أن  شعوب هذه الدول تمتلك أعلى معدلات استهلاك للأغذية غير الصحية على مستوى العالم.

وتشهد بعض البلدان في أفريقيا وآسيا، مثل الصين والهند، تحسنًا في نوعية النظام الغذائي الصحي على مدى السنوات الـ20 الأخيرة, ولفت الباحثون إلى أنّ أكثر 10 أطعمة غذائية مفيدة تتمثل في الفواكة والخضراوات والبقوليات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة والحليب، ومجموعة الأحماض الدهنية غير المشبعة، والألياف الغذائية.
وحذر الباحثون من تناول الأطعمة غير الصحية، وعلى رأسها اللحوم غير المصنعة واللحوم المصنعة، والمشروبات المحلاة بالسكر والدهون المشبعة، والدهون غير المشبعة، والملح.
ووجد الباحثون أن البلدان ذات الدخل المرتفع لديها أطعمة صحية أكثر من البلدان منخفضة الدخل، كما أن كبار السن والنساء يستهلكون الوجبات الصحية بشكل كبير, وسجلت دول مثل تشاد ومالي أعلى درجات في اتباع الأنظمة الغذائية الصحية، في حين أن الدول الأوروبية مثل بلجيكا والمجر وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق سجلت أدنى مستوى في استهلاك الأطعمة الصحية، بما في ذلك أوزبكستان، وتركمانستان، و قيرغيزستان.
وصرَّح قائد فريق البحث، الدكتور فومياكي إيمامورا، من جامعة كامبريدج، أن التوقعات تشير إلى أن الأمراض غير المعدية ستكون سببًا في وفاة نسبة 75% من حالات الوفاة، وذلك في حلول عام 2020.
وأضاف "تحسين النظام الغذائي له دور حاسم في الحد من هذا العبء, والإجراءات والسياسات ضرورية لمساعدة الناس على تحقيق النظام الغذائي الأمثل للسيطرة على وباء السمنة والحد من الأمراض في جميع مناطق العالم".

وأوضح الدكتور داريوش مظفريان، من جامعة "تافتس" في الولايات المتحدة، أن هناك حاجة ملحة بشكل خاص للتركيز على تحسين نوعية النظام الغذائي بين السكان الأكثر فقرًا.
وتابع "إذا لم نفعل شيئًا، سيؤدى نقص الأغذية الصحية إلى انتشار أمراض السمنة".