التأمل أفضل من الأدوية لعلاج مشاكل وآلام أسفل الظهر

وجد الباحثون أن التأمل أكثر فعالية من الدواء التقليدي لتخفيف آلام أسفل الظهر، فحينما يمارس الإنسان رياضة التأمل لتهدئة العقل يستطيع هذا الأخير المساعدة في التخفيف من الآلام، فتدريب الدماغ يستجيب بشكل مختلف لإشارات الألم والذي يمكن أن يكون أداة فعالة لتخفيف الآلام.
ونشرت الدراسة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، وقارن الباحثون العلاج المعرفي السلوكي، وهو نوع من العلاج الحديث والرعاية المعتادة لآلام الظهر، ودرس آخرون من معهد بحوث الصحة في ولاية واشنطن نوعًا معينًا من رياضة التأمل والذي يحد من التوتر الذهني.

ووجد العلماء أن التدريب الذي ينطوي على الرصد والاعتراف وقبول المشاعر بما في ذلك الألم وممارسة بعض من تمارين اليوغا البسيطة أدى إلى تحسن ملموس لدى المرضى، وأن التحسن ذاته طرأ على الأشخاص الذين شاركوا في العلاج السلوكي المعرفي، واستطاع العلاج الذي أثبت في السابق فعاليته على ألم الظهر أن باستطاعته المساعدة في إعادة صياغة طريقة تفكير الناس حول الألم كي يتمكنوا من التعامل معه بنجاح، في دراسة انطوت على 342 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 20 و70 عامًا يعانون من آلام مزمنة في الظهر.


وانقسم المشاركون في ثلاث مجموعات، واحدة أعطيت العلاج التقليدي مثل الأدوية والعلاج الطبيعي والثانية أعطيت العلاج المعرفي السلوكي، واستخدم الباحثون مع الثالثة التأمل مع القليل من اليوغا، ومقارنة بالمجموعة التي تلقت الرعاية المعتادة أظهرت المجموعة الثانية والثالثة تحسنًا ملحوظًا في التخلص من الآلام، ووجد الباحثون أنه وبعد ستة أشهر فإن 61% من المشاركين في المجموعة الثالثة و58% من المشاركين في المجموعة الأولى تحسنوا على مستوى الشعور بالألم مقارنة مع 44% من مجموعة الرعاية المعتادة.



وطرأ تحسن أيضًا مع تعامل المريض مع ألمه بنسبة 44%في المجموعة الثالثة و45% في المجموعة الثانية في مقابل 27% في المجموعة الأولى، وشرح رئيس البحث، الدكتور دانيال تشريكن "تشير البحوث إلى أن تدريب الدماغ على الاستجابة بشكل مختلف لإشارات الألم يمكن أن يكون أكثر فعالية ويستمر لفترة أطول من العلاج الطبيعي التقليدي والدواء، ونحن متحمسون جدًا لهذه النتائج، نظرًا إلى أن آلام الظهر المزمنة أصبحت مشكلة شائعة ويمكن أن تعطل عمل الإنسان وهي صعبة على العلاج، نحن لا نقول إن كل شيء يعتمد ويأتي من العقل ولكن بدلًا من ذلك وجدت الدراسات وأبحاث الدماغ في الآونة الأخيرة تشابك العقل مع الجسم بشكل وثيق بما يكفي لعملية الإحساس والاستجابة للألم، وينطوي العلاج الذهني على علاج الدماغ والجسم معًا".
وتابع بقوله "لقد وجدنا أن هذا النهج كان مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة، وكذلك أثبت كونه علاجًا فعالًا لآلام أخرى في الظهر، وتتيح زيادة الفهم والقبول في الاتصال بين العقل والجسم لتزويد المرضى بفرص جديدة من العلاج لتحسين حياتهم؛ نظرًا إلى أن آلام الظهر مزمنة وتعيق عمل الإنسان".