جفاف العين

حذر أطباء العيون من كثرة التعرض لأجهزة الحاسوب، أو إدمان تناول الوجبات الجاهزة، تزامنًا مع تزايد عدد حالات قصر النظر. وينصح أحد كبار جراحي العيون باستخدام تقنية "الليزر"، ومؤسس عيادات "فوكس" في لندن، ديفيد ألبي، بعدم قضاء الكثير من الوقت أمام شاشات التلفاز أو الهاتف المحمول، فضلا عن خطورة التعرض المستمر لجهاز الحاسوب، موضحًا أنَّ "بعد نظر الشاشة"، مشكلة ناتجة عن الإسراف في استخدام الهواتف على اختلاف أنواعها فضلا عن الحاسوب.
وبيّن ألبي أنَّ تعرض العين للجفاف يجعلها أكثر حساسية وإرهاقًا، فضلا عن تأثرها بالعمل طوال اليوم أمام شاشة الحاسوب، لافتًا إلى أن هناك 5 نصائح للحفاظ على صحية العينين.
وتتمثل الخطوة الأولى في اتباع قاعدة 20-20-20 حتى يمكن مواجهة جفاف العين ووقايتها بأخذ فواصل راحة من الجلوس أمام الشاشة، وتعني أنّه من المفترض أن ينظر الشخص إلى شيء ثابت يبعد مسافة 20 مترًا لمدة 20 ثانية متواصلة، وذلك كل 20 دقيقة.
وأوضح الطبيب المتخصص أنّ النظر إلى الأبعاد الأخرى يمنح عضلات العين الراحة، ويحميها من الإرهاق والجفاف، ونصح بوضع لاصق للتذكار على الشاشة لعدم النسيان.
وأبرز أنه من الضروري عدم التعرض بشكل مستمر لرسائل البريد الإلكتروني، مضيفًا أن الحديث في الهاتف أو اللقاء في العمل أكثر فعالية وحماية للعين، إذ أنه في العادة يغلق الشخص عينيه كل 3 ثوان، ولكن في حال النظر إلى شاشة الحاسوب يغلق عينيه كل 12 ثانية، ولا يوجد أي وقت لتبخر الدموع، خصوصًا مع وجود مكيفات الهواء، وأسوأ الحالات تكن لدى المرضى الذين يعملون على إدخال البيانات 8 ساعات يوميًا.
وشدد على أن النظام الغذائي يعمل على حماية العين، وذلك بعد أن كشفت دراسات حديثة عن أن الجسم يحتاج إلى أحماض "أوميغا 3"، و"أوميغا 6"، مشيرًا إلى أنَّ الأجداد كانوا لا يعانون بسبب توفر معدلات متناسبة، لكن في الوقت الحالي فلدى كل شخص 16 ضعفًا من تلك الأحماض بسبب الأغذية المصنعة وزيوت الطبخ, موضحًا أن افتقاد الشخص لـ"أوميغا 3" بمعدلات طبيعيةيسبب جفاف العين.
واسترسل حديثه "الغدد الدمعية في العظام على الأجزاء الخارجية العليا للعيون، توفر الدموع المائية، ثم هناك الغدد التي تنتج (ميبوميوس) في الجفن السائل الذي يطفو على سطح العينين", ووجدت دراسة أن النساء اللاتي يتناولن الأسماك مرة واحدة فقط كانوا أكثر عرضة لجفاف العين من اللاتي يتناولن الأسماك مرتين أو أكثر في الأسبوع.
ونصح ألبي بتناول أسماك المياه الباردة مثل السلمون و"الماكريل" و"الرنجة" و"التونة" لأنها الأفضل، إلى جانب زيت بذور الكتان موضحًا أنه البديلال نباتي الجيد.
ودعا الطبيب إلى الحصول على راحة والسير على الأقدام كلما كان في الإمكان فعل ذلك، مشيرًا إلى أنّ الأبحاث أكدت أنه كلما زادت فترات الجلوس أمام الشاشة والكتب, تزايدت معدلات حالات قصر النظر، وزاد إرهاق العين، وأن مستوى الضوء يوثر أكثر من فعل الدراسة ذاته.
وأكدت الدراسات أن الأطفال الذين يلعبون الرياضة في الهواء الطلق هم أقل عرضة لقصر النظر من الأطفال الذين يلعبون في الأماكن المغلقة, وقال معظم الخبراء إن الشيء الوحيد الذي يمنع قصر النظر هو ضوء النهار، ونصحوا العاملين داخل أماكن مغلقة بالجلوس إلى جوار نافذة، وإذا لم يكن ممكنًا فينصح بالسير في الخارج أثناء استراحة الغداء.
كما نصح ألبي باستخدام قطرة العين التي تقلل من جفاف العين التي بدورها تقلل من الإرهاق، خصوصًا للأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة.
وحذر من استخدام القطارة التي تتضمن المواد الحافظة وتعمل على تهييج العينين. ويفضل قطارة اليوم الواحد لسهولة التخلص منها.

وأكد الطبيب على أهمية التخلص من أعباء استخدام الهواتف المحمولة، إذ كشفت دراسات حديثة عن أن الضوء الأزرق الصادر من الأجهزة الإلكترونية يدمر إيقاعات الجسم الطبيعية, ويسبب الإزعاج والأرق, وعلى الرغم من ذلك، ويوضح ألبي أنه من الممكن تغيير اللون المنبعت من الجهاز، حتى لا يؤثر على هرمون النوم، وذلك عبر تقنية موجودة في الأجهزة ويمكن من خلالها معرفة توقيت اليوم وفي المساء يصبح اللون أقرب إلى البرتقالي.