اعطاء الاطفال الكثير من المضادات الحيوية يمكن ان يساهم في تعرضهم لخطر الاصابة بمرض السكري في مرحلة المراهقة

كشف العلماء أن الأطفال الصغار الذين يتعرضون لجرعات عالية من المضادات الحيوية معرضون لخطر الاصابة بالسكري في مرحلة المراهقة، وحذر الخبراء في الجامعة الطبيّة في اليونان أن الادوية يمكن أن تعرقل النظام البيئي الميكروبي في أمعاء الأطفال.

وأوضحت معدة الدراسة الدكتورة تشاركليا ستفانيكا أن  زيادة استهلاك الأطفال من المضادات الحيوية  يمكن أن تقلّل الميكروبات المفيدة في الامعاء وبالتالي يتغير امتصاص العناصر الغذائية والتمثيل الغذائي، وهذا قد يؤدي الى الاصابة بمرض مقدمات السكري وهناك مخاطر عالية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني."


وتعتبر حالة مقدّمات مرض السكري من الحالات التي يرتفع فيها مستوى السكر في الدم أعلى من المعتاد ولكنه ليس عاليا" ليشخّص على أنه مرض السكري، إلا أنه يضع الشخص في خطر أعلى للإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ويتعرض أكثر من 30% من الاشخاص الذين يعانون من مقدمات السكري للإصابة بالسكري من النوع الثاني في غضون خمس سنوات ما لم يغيروا نمط حياتهم لتحسين صحتهم، واستطاع الفريق أن يكتشف العلاقة بين الميكروبات في الامعاء ومقدمات السكري لدى المراهقين.
وفحص الباحثون الاختلافات البيئية المعوية بين الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 سنة و 17 سنة، وحللوا عينات البراز لعشر مراهقين لديهم مقدمات على الاصابة بمرض السكري و14 أخرين أصحاء.ووجدوا أن هؤلاء العشرة تعرضوا للكثير من المضادات الحيوية في الوقت الذي كانوا فيه بعمر ثلاث سنوات وتعدت الجرعات أكثر من ثلاث مرات في السنة، وتبين أنهم يمتلكون عددا" أقل من مستعمرات البكتيريا المفيدة للقناة الهضمية والتي يمكن أن يسبب غيابها تغيرات في الأمعاء.
وقرر العلماء أن انخفاض مستويات هذه البكتيريا قد يؤدي أيضا الى ظهور أعراض مقدمات السكري في سن المراهقة، وعلاوة على ذلك وجدوا أن مجموعة الأصحاء الذين كانوا أقل عرضة للمضادات الحيوية كان لديهم تاريخ عائلي ايجابي من امراض المناعة الذاتية.
وتابعت الدكتورة ستفانيكا " ينبغي أن تؤخذ المضادات الحيوية فقط عند الحاجة، فالميكروبات في القناة الهضمية حساسة جدا وهي مفيدة في انتاج الفيتامينات والهرمونات والمغذيات الدقيقة وتتفاعل مع الجهاز العصبي وتؤثر على الاستجابة المناعية."
وتشير النتائج الى أن الألياف غير القابلة للهضم والتي تغذي الميكروبات النافعة والتي تعيش عليها الكائنات الحية الدقيقة المسماة بريبايتوتكس و البروبيوتيك تساعد في اعادة التوازن السليم في بكتيريا الامعاء، ويمكن ان تساعد أيضا في منع تطور مرض السكري.