حوادث التسمم الغذائي

تتزايد المخاوف والاحتمالات لدى الكثيرين في فصل الصيف وفي رمضان من حوادث التسمم الغذائي، بعد تناول الوجبات من المنافذ الغذائية خارج المنزل، وتزداد المشكلة مع قلة الوعي لدى المستهلكين بطرق حفظ الأطعمة، والإبلاغ عن حالات التسمم التي يتعرضون لها، ليتم اتخاذ الإجراءات ضد المنافذ الغذائية المُتسببة.

وطالب مواطنون ومقيمون بمحاسبة أصحاب المنافذ الغذائية المخالفة والتشهير بهم، في حالة عدم تطبيقهم للاشتراطات والمعايير الصحية، لاسيما وأن هناك حالات تسمم يتعرض لها الناس بشكل متكرر، ويكتفي المتضررون بنشر حادثة التسمم التي تعرضوا لها بين أقرانهم وأصدقائهم فقط.

وأكدت ميثة موسى، أنها تناولت مع أربعة من صديقاتها طعامًا يحتوي على اللحوم الحمراء من المصدر ذاته، لتبدأ بعدها رحلة المعاناة، حيث بدأت تظهر أعراض مرضية متشابهة لديهن بالشعور بالدوار والقيء والإسهال، وألم شديد في البطن، وعندما توجهن للمستشفى عرفن أنهن مصابات بتسمم غذائي حاد.

ورفضت ميثة وصديقاتها تقديم بلاغ ضد المطعم تفاديًا للإجراءات، واتصلت إحداهن بالمطعم ووجهت له اللوم، وساومها المطعم بتقديم عروض مختلفة لهن، بشرط عدم الإبلاغ.

وأضافت أن الغرامات والعقوبات التي يتم اتخاذها ضد المنافذ الغذائية المخالفة غير كافية، حيث أن عقوبة إغلاق المنفذ لمدة محددة ليست كافية، فأغلب المستهلكين يعتقدون أن المطعم مغلق للتحسينات والديكور، وليس بأمر من الجهات المختصة.

وذكرت زينب حسن أنها بعد تناولها وجبة في أحد المطاعم في الفجيرة، ويمتلك فروعًا في مختلف مناطق الدولة، بدأت تشعر بالقيء، مع انتفاخ للوجه والجسد، وتوجهت إلى المستشفى، وتمت معالجتها في إدارة التسمم بالمستشفى، واكتفت بعدم الذهاب للمطعم مرة أخرى، وعدم تقديم شكوى لدى الجهات المختصة، وذلك لعدم علمها بالإجراءات التي يجب إتباعها في حالة وجود تسمم غذائي، لأن التوعية قليلة في هذا الأمر، وهناك إصابات يومية للكثيرين، الذين يتجهون لأقرب صيدلية للحصول على مطهر معوي فقط.

وأضافت أن على الجهات الرقابية تكثيف دورها بتوعية المستهلكين بخطورة التسمم الغذائي، والطرق السليمة لحفظ الأغذية، والأصناف التي من الممكن أن تكون عرضه للتلف في المنزل أو المطاعم، حتى يكون المستهلك على دراية تامة بالطرق المثلى للتعامل مع الأطعمة وحالات التسمم الغذائي.

ورأى سلطان السماحي أن تزايد الميكروبات في الأماكن ذات التهوية السيئة والتخزين الخاطئ، خصوصًا في فصل الصيف، هو أبرز مسببات التسمم الغذائي، سواء في المطاعم الكبيرة أو الصغيرة، ويجب أن تكون هناك آلية دقيقة في نظام العقوبات لمحاسبة المنافذ المخالفة، خصوصًا تلك التي تمتلك أفرعًا في مختلف مناطق الدولة، وذلك لاحتمال تكرار المخالفة في الأفرع الأخرى، ويجب متابعة تنفيذ العقوبة إلى أن يتم التأكد تماماً من التزام المنفذ الغذائي.

وأفاد أن حالات التسمم الغذائي تبدو قليلة بسبب قلة الوعي لدى المستهلكين، وعدم إبلاغهم عن الحالات التي يتعرضون لها، مطالبًا بتوعية المستهلكين بضرورة الإبلاغ عند تعرضهم للتسمم أو الاشتباه بحالات من هذا النوع، حتى يتم رصد الحالات والأرقام الحقيقية ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بصحة أفراد المجتمع.

ووصف فهد بن كرم أن المستهلك والمنفذ الغذائي والأجهزة الرقابية قواعد متكاملة إذا أصاب أحدها خلل فسوف يتسبب في تلف الغذاء، وحدوث التسمم الغذائي، فالمستهلك مسؤول عما يتناوله، والمنفذ الغذائي مسؤول عن سلامة المواد التي يعدها ويقدمها للمستهلكين، والأجهزة الرقابية مسؤولة عن التشريعات والضوابط.

وبيّنت طبيبة عامة ومشرفة في مركز أبو ظبي للتطبيب عن بعد الدكتورة سميرة العبيدلي، أن التسمم الغذائي وصف لمجموعة من الأعراض الناتجة عن تناول الأغذية الملوثة، وقد تكون هذه الأعراض خفيفة، ولا تحتاج إلى علاج أو تكون أشد خطورة، وأحيانًا تهدد حياة المصاب، وتتطلب التدخل الطبي.

وأشارت إلى أن أعراض التسمم الغذائي تختلف بحسب نوع الجُرثومة، وقد يشعر المريض بألم في البطن، وإسهال وقيئ وحرارة وضعف عام، وهناك بعض أنواع التسمم الغذائي التي قد تكون مصحوبة بأعراض أخرى، مثل جُرثومة التيفود التي قد تُسبب ألم المفاصل أو تهيج العين وألم التبول، وغالبًا ما تظهر الأعراض بعد ساعات قليلة من تناول هذه الوجبات، وأحيانًا في ظروف نادرة تحدث بعض الأعراض العصبية نتيجة إفراز البكتيريا لبعض السموم، خصوصًا عند تناول الأطعمة المعلبة من دون الانتباه لمحتواها.